أحدث الأخبار
الأحد 24 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
حرق العشب وتغيير وجه المنطقة!!

بقلم : د. فايز أبو شمالة ... 01.10.2010

في عملية تهويل لقدرات إسرائيل العسكرية، وضمن الحرب النفسية، يحاول المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "جيفري وايت" تصوير فداحة الخسائر اللبنانية المتوقعة في الحرب القادمة، فيقول: إن إسرائيل ستعمد إلى حرق العشب في لبنان بدلا من تشذيبه، والحسم في الحرب سيكون عن طريق الاجتياح الإسرائيلي البري، ويعترف الرجل أنّ الحرب القادمة بين إسرائيل وحزب الله ستغير كل المنطقة.
نتفق مع "جيفري وايت" رغم أنه يعمل لصالح معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، وهي المؤسسة الفكرية التي تخدم اللوبي اليهودي الصهيوني في الولايات المتحدة. نتفق معه بأن الحرب ستغير كل المنطقة، ونتفق معه أن إسرائيل ستعمد إلى حرق العشب وحرق لبنان، بل وإشعال النار في موج البحر وفي الشطآن، وذلك من منطلق أن كل حروب إسرائيل ضد العرب اعتمدت أسلوب الحرق، فقد أحرقت العشب والشجر، وأغرقت حبات الرمل بدماء الجنود المصريين في صحراء سيناء، وأحرقت إسرائيل السهل والوعر في لبنان سنة 82، وسنة 2006، وأحرقت إسرائيل الضفة الغربية؛ ولاسيما مخيم جنين سنة 2002، وأحرقت إسرائيل الحجر والبشر في غزة سنة 2008، وما زالت تحرق قلب غزة بالحصار، ولم تدخر إسرائيل فرصة حرقٍ لأطفال العرب ونسائهم، ولن يفاجأ العرب بالحرق، ولكن المقاومة ستفاجئ إسرائيل هذه المرة بقدرتها على حرق عشب الصهاينة الذي اختبأت فيه الأحقاد.
الحرب القادمة ستغير وجه المنطقة كما تشتهي المقاومة، والمقاومة هذه المرة لن تقف على ساحة لبنان لتنام ساحة غزة والضفة الغربية في أمان، والمقاومة لن تقف على ساحة غزة لتنام ساحة لبنان والضفة الغربية إلى حين ظهور نتائج العدوان. لقد تعلمت المقاومة الدرس، وأدركت أن نصر حزب الله في لبنان سن 2000 هو الذي شجع على نصر غزة وطرد الصهاينة سنة 2005، وصمود جنوب لبنان سنة 2006 هو الذي شجع على صمود المقاومة في غزة سنة 2008، والمقاومة تدرك أن أي ضرر يلحق بحزب الله في لبنان سيصيب المقاومة بمقتل، لذا فإن الواجب الوطني والديني والأخلاقي يقضي بأن تكون الحرب على كل الجبهات العربية واحدة، وعدم الاكتفاء بالتشجيع، والإسناد اللفظي، ولاسيما أن الإسلام هو القاسم المشترك لكل فصائل المقاومة، وحروف اللغة العربية هي التي تنسج خيمة المجد، وإسرائيل هي العدو المشترك.
فماذا تبقى لرعشة القلب الدافق بالمحبة إلى كل شرايين المقاومة؟ وماذا تبقى لتمازج الدم، وتمازج الصبر والنصر، وتغيير وجه المنطقة بشكل لا يترك لإسرائيل فرصة تحديد مكان المعركة وزمانها.