بقلم : مصطفى محمدأبوالسعود ... 28.10.2010
لا عيب أن يتراجع الإنسان عن خطأ وقع فيه بكامل إرادته، لأنه ظن أن بإلامكان التقدم نحو انجازٍ ما، فلا زال التاريخ يُخبرنا عن قادةٍ وقعوا في سوءِ تقدير المواقف، لكنهم حينما أدركوا صعوبة التقدمَ باتجاه النجاح ، نتيجة صعوبة تجاوز العثرات، قرروا العودة عن الخطأ، وإقامة علاقة مع الصوابِ، واصطحابه في كل خطواتهم، فخططوا من جديد، وأبدعوا في تنفيذ مُخططاتهم، واعتمدوا على شعوبهم في تنفيذ البرامج الوطنية.
فالوضع الذي يمر به بعض الساسة الفلسطينيين، الذين هرولوا باتجاه السلام ، معتقدون أن بإمكانهم صناعة السلام مع العدو ، يتطلبُ منهم العودة عن الخيارِ الذي أذاقنا المرار القاتل، بسببِ انحسار البدائل، فهم قد اعتمدوا السلام كخيارٍ استراتيجي ، دونَ التمسك بالمقاومة ، كبديلٍ مهم في استعادة الحقوق ،إذا فشلت المفاوضات، وحينما هددوا باللجوء إلى بدائل، لجئوا لبدائل فاشلة وقاتلة، وتدلُ على ضَعفٍ واضحٍ في النهجِ السياسي ، بعدما ارتموا في حضن التفاوض ، وألقوا السلاح في سلة المهملات.
ورغم أن الوطن مرَ ولا زال يمرُ بأحداثٍ جسيمة ، تستدعي حسمَ المواقف لصالح تاريخ وجغرافية الوطن بشهدائِه، وجراحاه، وأسراه، وأرامله، وأيتامه ، إلا أن بعض الساسة لم يهتموا بالأمر، وقبلوا العروض التي قُدمت لهم، والتزموا الصمتَ في أغلب الأحيان تجاه المخاطر، وأصبحوا غير متفرغين للعمل من أجل الوطن، ، وباعوا نصف آمال الشعب ، وكل آلامه بثمنٍ بخس.
تحن نفسي إلى زمن نكون فيه أصحاب الفعل ، ونخرج من زمن القبول بفتاتِ العيش، ونُجبر الآخرين على العيشِ كما نريد، لا كما يُراد لنا، والى أن نصبحَ كذلك علينا إفشال برامج الإناث المؤجرة "الأمم المتحدة" "الرباعية الدولية" "الجامعة العربية "ووليدتها العاقر "المبادرة العربية" والذكر العاجز عن اثباث فحولته "مجلس الأمن" أمام سحر الأنوثة، فجميعهم لا يدخروا جهداً في إحاطة معصمنا بأساور من أماني إسرائيل، في السيطرة على ما تبقى لنا من حقوق، وإلا سنغرق أكثر في أبار الذل، إن لم نستيقظ من غفلتنا،لأنه لا خير في مناصب وهمية تجعل صاحبها يسبح في بحر ، والوطن في بحر آخر، إلى أن صارت الألسنة تطالب بما لا تليق بالشعب الذي ضحى ، وقدم الكثير من أجل الوطن.
يا من وقعت الاتفاقيات مع إسرائيل ، وقع قراراً واحداً مع مبادئك النبيلة، وارفع صوتك عالياً ضد العدو،واعلم ان أفضل الناس هو من يخلص لك النصيحة في السر والعلن، ويتحمل معك ثمن البقاء على قيد المواقف ،حتى لو كلفه ذلك أن يتأرجح معك على حبل المشنقة، وتراجع عن وهم السلام ، واسند ظهرك إلى جدار الشعب العظيم، وخض غمار المعركة الأخيرة في الحياة، واعترف، أن المقاومة هي الوسيلة الأحسن،و الأشرف ،والأجدر لاسترداد الحقوق!!