بقلم : صقر ابو صعلوك ... 09.06.2010
رغم أن من يعيش فترة معاناة متواصلة مثلما عايشها الشيخ حماد وأعضاء الوفد المشارك في أسطول الحرية بأسره، يعاني من إرهاق، جراء الأحداث التي عايشها من سفر إلى تركيا، وانتظار السفر من ميناء انطاليا إلى غزة، والانتظار في عرض البحر لوصول بقية السفن المشاركة في أسطول الحرية، ومن ثم الاتجاه باتجاه غزة، واعتراض الجيش الإسرائيلي للأسطول، وما تبعها من معاناة، من تكبيل يدين وغيرها من إهانة للركاب، والوصول إلى ميناء أسدود، والتحقيقات، وقلة نوم، ونقل إلى المحاكم، وتوجيه تهم باطلة، إلا أن الإرهاق لم ينل منهم، لأنهم أصحاب قضية عادلة، ولأنه وأعضاء وفد المتابعة شعروا بأن الأسطول ومن فيه جاءوا ليفكوا الحصار عنهم، على اعتبار أنهم فلسطينيون، وشعروا بأنهم هم المضيفون، فأسفوا على ما جرى لضيوفهم. معنويات المشاركين كما بلغنا عالية، ومعنويات أعضاء المتابعة أعلى، حيث تجلى ذلك في كلمة الشيخ حماد ابو دعابس الذي فاجأ حتى ارب المقربين إليه، من خلال الكلمة التي ألقاها في المؤتمر الصحافي الذي عقد في منتجع الواحة في أم الفحم، وذلك بسبب تفكير الجميع على أن أعضاء المتابعة كما هو حال الآخرين في الأسطول أنهكوا، إلا أن كلمة الشيخ حماد والمتحدثين في المؤتمر الصحافي، وكلمة الشيخ في مهرجان العزة لغزة واستقبال الشيخ حماد في رهط، أثبتت أنه ورفاقه يتمتعون بمعنويات عالية، وثقتهم بقضيتهم اكبر من الإرهاق والمعاناة.
كما أن استقبال الشيخ حماد ورفاقه بحفاوة من قبل أبناء جلدتهم، من العامة والخاصة، ومن "استقبال" للمحامين لهم في المحكمة وغيرها، واستقبال وسائل الاعلام، والمظاهرات المنددة في أرجاء العالم بعملية القرصنة الإسرائيلية، زادت في نسيانه التعب، إلا أن المرارة والحزن والأسف على الشهداء والجرحى ما زالت عالقة في اذهنه ورفاقه، فلم يكترث بالتعب والإرهاق، وعلقت في ذهنه ذكريات من حادثة فريدة من نوعها، حادثة وصفها ورفاقه بالبطولية والناجحة بكل معنى للكلمة.
نعم كانت عقدة القصة بالنسبة للشيخ حماد ورفاقه من فلسطينيي الداخل المشاركين في الأسطول، مع فئة من الناس عرفوا عقلياتها، ويعايشونهم ليل نهار، نعم عقلية الصهيونية المتزمتة التي لا ترى في الوجود غير نفسها، فتوقع ورفاقه كل طارئ وكل تصرف أحمق من قبل تلك الفئة.
وما لفت الانتباه تعلق الشيخ حماد برفاقه عامة، وبرفاقه من فلسطينيي الداخل أكثر، حيث لم ينس في كل حادثة مفرحة أم حزينة على متن السفينة من ذكر أخيه الشيخ رائد وأخيه محمد زيدان، وأخته لبنى مصاروة، وحنين الزعبي.
وقد سرد لنا الشيخ حماد ما حدث من النقطة التي كان فيها، ومن خلال معايشته للوقائع التي كان جزءا فيها، من لحظة وصوله إلى تركيا، إلى الاعتقال، والتحرير، ويرد الشيخ ما جرى مع سفينة مرمرة منذ انطلاقها حتى توقفها والاعتداء على ركابها حيث قال:
*الدعوة للمشاركة في أسطول الحرية
يقول الشيخ حماد: لقد تلقينا كأعضاء في لجنة المتابعة القطرية للجماهير العربية وفي البلاد دعوة من منظمة غزة الحرة للمشاركة في أسطول الحرية. تداولت لجنة المتابعة الموضوع وأقرت أن يتشكل الوفد من خمسة أعضاء هم عضو عن كل حزب من الأحزاب الممثلة في الكنيست بالإضافة إلى الشيخ رائد صلاح، رئيس الحركة الإسلامية الشمالية، والأستاذ محمد زيدان رئيس لجنة المتابعة، فانتدبت أنا شخصيا عن الحركة الإسلامية، وحنين عن التجمع، أما الجبهة فاعتذروا عن المشاركة ولم يرافقوا الوفد.
*الوصول إلى تركيا والتجهيز للإبحار والاهتمام بوفد المتابعة
وصلنا إلى تركيا على شكل فردي وليس مجتمعين يوم الأحد الأسبق 23/5/2010، وكان المتوقع أن تكون بداية الرحلة البحرية يوم الثلاثاء إلا أنها تأجلت إلى يوم الخميس 27/5/2010. حيث دعينا إلى القاعة الرياضية المركزية في انطاليا، للاجتماع مع جميع الوفود المشاركة في أسطول الحرية، منذ اللحظة الأولى لالتقائنا بالوفود الأخرى لمسنا اهتماما واحتراما بالغين بوفد لجنة المتابعة، وكانت لنا لقاءات تعارف مع بعض هذه الوفود وخاصة العربية منها.
*الصعود إلى السفينة مرمرة والإبحار باتجاه غزة
بعد الاجتماع في القاعة الرياضية توجهت قافلة ضخمة من المركبات العمومية والخصوصية إلى ميناء انطاليا للصعود إلى سفينة "مرمرة" التي أقلت قرابة الـ 700 شخص، من المشاركين في الأسطول بعد منتصف الليل وفي الساعات الأولى من صباح الجمعة الأسبق تحركت السفينة من ميناء انطاليا، وسارت نحو نقطة معينة في البحر واتفق على أن تكون مكانا لالتقاء بقية سفن الأسطول.
*التحام السفن في عمق البحر وبدأ سير الأسطول باتجاه غزة
وصلنا إلى هذه النقطة ظهر يوم الجمعة، وتوقفنا هناك في انتظار انضمام السفن الأخرى التي جاءت تباعا وتأخر بعضها، فلم يكتمل مجموع السفن المشاركة إلا بعد ظهر يوم الأحد.
عاود الأسطول مسيرته نحو المياه الإقليمية لقطاع غزة بدء من منتصف ليلة الاثنين 31/05/2010، وقد سمعنا من تعليمات المنظمين أنه من المتوقع الوصول إلى مياه غزة الإقليمية قرابة الساعة التاسعة صباحا، من يوم السبت.
*الزوارق الحربية الإسرائيلية تسير بموازاة سفينة مرمرة وتطلق قنابل صوتية
مع الساعة الرابعة صباحا اجتمعنا لأداء صلاة الفجر جماعة واستعجلنا بعد الأذان بإقامة الصلاة، وما أن انتهينا من صلاة الفجر وإذ بنا نرقب الزوارق الحربية الإسرائيلية تسير بموازاة سفينتنا عن جانبيها، وبدأت بإطلاق القنابل الصوتية فنزلنا إلى بطن السفينة حيث مكان إقامتنا فيها وبدأت بعدها أحداث لا نستطيع أن نؤكدها جميعا لأننا لسنا شهود عيان عليها بشكل مباشر، علما انني اروي ما رأيت وهناك من رأى مشاهد، مؤلمة كما سمعنا فيما بعد.
*إنزال جنود بمروحيات على ظهر السفينة
بدءوا بإنزال جنود عن طريق الجو على ظهر السفينة، وكانت تصل تعزيزات من قوات البحرية وزادت من هجومها على السفينة وبدأت بإطلاق النار في كل اتجاه وجددت الإنزال بشكل مكثف بعد هدوء بسيط، حيث كنا نسمع هدير المروحيات، مما نتج عنه سقوط قتلى وجرحى بالعشرات في صفوف ركاب الطابق العلوي في السفينة.
ومن ثم السيطرة الإسرائيلية الكاملة على كبينة القيادة وعلى السفينة بالكامل. سمعنا عبر مكبرات الصوت خبر سيطرة القوات الإسرائيلية على السفينة وإنها تساق نحو ميناء اشدود الإسرائيلي.
*العملية العسكرية استمرت اقل من ساعة
العملية العسكرية استغرقت اقل من ساعة وبعد ذلك بدأنا نرى الجنود إسرائيليين على أروقة السفينة يشيرون بسلاحهم نحو الركاب ويمنعون منهم التحرك. أطلق منظمو السفينة نداءات إغاثة لنقل الجرحى لإنقاذ من يمكن إنقاذ حياته، ولكن الإسعاف وعملية نقل الجرحى قد تأخرت كثيرا.
مشاهدة قتلى في بطن السفينة وبدأ إخراج الركاب إلى أروقة السفينة
كنا في بطن السفينة استطعنا أن نشاهد 4 جثث للقتلى واحد الجرحى بإصابة خطيرة في قاعة بوسط السفينة، بعد فترة وجيزة بدأ الجنود يطلبون إخراج الركاب واحدا واحدا إلى أروقة السفينة وكل من يخرج تم تقييد يديه خلف ظهره والدفع به إلى الطابق الأعلى من السفينة ليتم اجلاسهم في صفوف متراصة حتى تم إخراج الجميع على ظهر السفينة.
*جنديان يسألان الشيخ رائد إن كان هو الشيخ رائد
أنا شهدت شخصيا اثنين من الجنود الإسرائيليين يأتيان للشيخ رائد صلاح وسألاه إن كان هو الشيخ رائد صلاح، فلما رد بالإيجاب اصطحباه معهم إلى مكان ما في السفينة واستوضحوا عن هويته ورأوا جواز سفره ثم أعادوه إلى مكانه وأظن ذلك قرابة الساعة الحادية عشرة قبل الظهر.
*استمرار نقل المصابين والجثامين
في هذه الاثناء كانت عملية نقل الجرحى عبر المروحيات مستمرة تبعها عملية نقل جثامين الشهداء. وكان هدير المروحيات وقوة الهواء البارد الذي تنفثه المروحيات يبث البرد القارس وجميع الركاب في العراء على سطح السفينة، مما اثر على الكثيرين ممن خرجوا بملابسهم البسيطة غير الدافئة.
سير السفينة مدة 10 ساعات من مكان القرصنة ضدها إلى أن وصلت ميناء اسدود
استمر مسير السفينة باتجاه ميناء اسدود ما يقارب العشرة ساعات، حتى رست في الميناء قرابة الساعة السابعة والنصف مساء.
*تخريب الأمتعة وفقدان أموال وأمتعة
قبل أن تصل السفينة كان الجنود قد ساقوا الركاب إلى أماكن جلوسهم السابقة فرأى الركاب ما حل بأمتعتهم وحقائبهم من تخريب وعبث عجيبين. فقد فتحت الحقائب واخرج ما بداخلها وقذف بها في أكوام واخرج منها المعدات الالكترونية من آلات تصوير، وهواتف نقالة وحواسيب وكومت في أكوام لا يستطيع احد من خلالها أن يجمع جميع ممتلكاته ا وان يتعرف على مكانها، وفقدت أموال كثيرة.
انتهاء مهام الجيش وبدأ عمل رجال الداخلية
ثم دخل علينا قوات بملابس أخرى مختلفة واخبرونا بأننا سنرسو قريبا في ميناء اسدود وبذلك تنتهي مهمة الجيش ويستلم متابعة شؤوننا الداخلية الإسرائيلية والشرطة المدنية.
*رسو السفينة في ميناء اسدود
رست السفينة الساعة السابعة والنصف وقيل لنا أن هنالك قاعة بدأ خروج الركاب منها قبل القاعة التي اجلس فيها أنا شخصيا وهي القاعة الثانية على الترتيب، وانتظرنا قرابة الساعة فلم يطلب منا التحرك. في الساعة الثامنة والنصف نودي علي باسمي للخروج من القاعة فخرجت، وسط هتافات المسافرين وتصفيقهم والدعاء لنا بالثبات.
طلب مني الصعود إلى قاعة في الطابق العلوي في السفينة باتجاه كبينة القيادة فوجدت قد وصل إلى نفس المكان أخي الشيخ رائد صلاح والأستاذ محمد زيدان، في هذه الأثناء دخل علينا احد الضباط واطمأن علينا وقطع الاسورة من يدي الشيخ رائد صلاح في حين كنا الآخرين قد أعفينا منها في مرحلة سابقة.
عرض علينا الشراب أو الطعام فوافقنا على شرب الماء فقط، وان يفسح لنا المجال للوضوء والصلاة، فصلينا المغرب والعشاء في جماعة داخل السفينة.
*غابي اشكنازي جاء للتأكد من وجود الشيخ رائد صلاح
ما أن أتممنا الصلاة وإذ بنا نفاجأ بدخول مجموعة من الضباط مروا حولنا واستداروا خارجين متمعنين في وجوهنا ومركزين على وجه الشيخ رائد صلاح، فعرفنا منهم بالتأكيد قائد أركان الجيش الإسرائيلي غابي اشكنازي، وسمعنا بعض المرافقين له يهمس بقوله ها هو رائد صلاح.
*بدء الإجراءات الخاصة بوفد الـ 48 والاتصال بالاهل
بعد العشرة مساء بقليل جاءني احد ضباط المخابرات واصطحبني خارج القاعة وطلب من الجنود المحيطين أن يخرج بي إلى خارج السفينة إذانا يبدأ الإجراءات الخاصة لنا وفد عرب الداخل.
اذكر هنا أن النائبة حنين الزعبي قد أطلق سراحها وخرجت من السفينة قبلنا، عرض علي الضابط أن كنت ارغب بالاتصال بأهلي لطمأنتهم فوافقت وأخذت هاتفه الشخصي واتصلت بأخي وطمأنته وطلبت منه أن يطمأن والدي وبقية العائلة، فطلب مني الضابط أن لا أغلق الهاتف وتحدث مع أخي طمأنه ويطلب منه أن نحافظ على الأمن في وسطنا العربي ولا نثير القلاقل وان نحافظ على الهدوء في الشارع العربي، فقلت له ا ن أخي لا دخل له بالعمل الجماهيري ولا بالقلاقل ولا المسيرات ولا الإضرابات، ثم اصطحبني إلى مجموعة خيام رأيت فيها أعداد كبيرة من المسافرين في السفينة يُفحص المسافرون فحصا شخصيا، واجري لي فحص مثلهم، وختم زواج سفري بالدخول إلى اسدود ثم أخذت للتحقيق. فوجدت النائبة حنين الزعبي ما تزال تخضع للتحقيق.
بدأ التحقيق معي قرابة الساعة الثانية عشرة ليلا واستمر حتى قرابة الثالثة فجرا، حيث عرضت علي لائحة اتهام جاهزة علمت فيما بعد أنها مفصلة لجميع أعضاء الوفد بشكل جماعي، ومكونة من اثني عشرة بندا.
عرض علي أن استشير محام وان عندي حق المحافظة على الصمت وعدم الإجابة، وبما إني لم املك هاتفي الشخصي الذي فيه أرقام هواتف معارفي من المحامين اتصلت بنائبي الدكتور منصور عباس وطلبت منه رقم هاتف أخينا المحامي عادل بدير وهو بالتالي أحالني على المحامي حسن جبارين من عداله، فاتصلت به لأستشيره في بعض القضايا، فأجبت المحقق على الكثير من الأسئلة واعتذرت عن بعضها.
اذكر هنا أننا شهدنا آليات متعددة من التشخيص والتصوير واخذ البصمات سبقت التحقيق. واذكر كذلك انه في أثناء التحقيق معي دخل معي الأخ محمد زيدان وتم التحقيق معه ثم دخل الشيخ رائد صلاح وتم التحقيق معه، ثم دخلت الأخت لبنى مصاروة وتم التحقيق معها أيضا.
*تقديم لائحة اتهام جاهزة
وقد عرضت على الجميع بشكل انفرادي نفس لائحة الاتهام وفيها المشاركة في الاعتداء على جنود وحيازة أسلحة واختطاف جنود، ومحاولة الدخول إلى منطقة عسكرية مغلقة، وانتهاك قانون الانفصال عن غزة، والاتصال بجهات معادية، وغيرها من التهم الباطلة التي نفيناها جميعا وسردنا روايتنا الصادقة لدورنا ومشاركتنا في هذه الرحلة.
على اثر ذلك قرروا اعتقالنا وعرضنا أمام محكمة الصلح في عسقلان قرابة الساعة العاشرة من صباح نفس يوم الثلاثاء، فاتصلنا للمحامي حسن جبارين من عدالة قرابة الساعة الثالثة والنصف فجرا وأخبرناه بقرار اعتقالنا وعرضنا على المحكمة، واخبرنا ذوينا بالأمر، ثم نقلنا إلى معتقل عسقلان لتتم إجراءات اعتقالنا، نحن الثلاثة: محمد زيدان، لبنى مصاروة، والشيخ حماد ابو دعابس، فيما تم إيقاف الشيخ رائد صلاح في شرطة اسدود.
*ست ساعات في المحكمة
انتهت إجراءات الاعتقال قرابة الساعة السادسة والثلث، فنمنا ساعة واحدة فقط ليوقظونا في الساعة السابعة والنصف لتناول الإفطار والاستعداد للسفر للمحكمة، حيث خرجنا إلى قاعة المحكمة قرابة الساعة التاسعة صباحا وبقينا في الانتظار في معتقل المحكمة، حتى الثالثة عصرا، وعندها بدأت مداولات المحكمة التي تطالب النيابة فيها تمديد اعتقالنا بعشرة أيام إضافية، وفجأة قرروا إطلاق سراحنا في اليوم التالي من خلال المحكمة، وكان ما كان إلى أن انتهينا في اليوم التالي إلى الحكم الجائر بحقنا الاعتقال المنزلي لمدة خمسة أيام، وكفالة مالية قدرها 150 ألف شيكل عن كل فرد، ومنعنا السفر إلى الخارج لمدة 45 يوما.
-*كيف كنتم تقضون الوقت داخل السفينة؟
لا شك أن لكل شخص في السفينة خصوصياته إضافة إلى بعض التحركات العامة مثل صلوات الجماعة، في أوقاتها، وبعض الجلسات غير الرسمية التي تجري بين الإخوة وخاصة من المتحدثين بنفس اللغة، كثير من القراءة، والأذكار والأدعية، وبعض المقابلات الصحفية من الصحافيين المرافقين في السفينة.
-*كيف ينظر إلينا العالم الإسلامي كعرب في الداخل الفلسطيني؟
أثناء محادثاتنا مع الإخوة في عالمنا العربي خصوصا فإنهم يؤكدون لنا تثمينهم الكبير لدورنا التاريخي في خدمة قضية شعبنا الفلسطيني، وهم يعتبروننا نمثل شرف الأمة، من خلال دورنا الإعلامي والسياسي في خدمة قضية المسجد الأقصى المبارك ودعم صمود شعبنا الفلسطيني، في وطنه وأرضه.
هنا من كان مطلع من بعض أعضاء الوفود المشاركين على أخبارنا في الداخل ووجدنا أن بعضهم عنده خلفيه عن وجود أكثر من حركة إسلامية واحدة في الداخل، ووجدتهم قد اطلعوا على انتخابنا لرئاسة الحركة الإسلامية، واطلعوا على نداءاتنا المتكررة بجمع صف الإسلاميين، وجمع صف الأحزاب العربية، وقد ابدوا إعجابهم بهذا التوجه بشكل عام.
-*كيف تم اختيارك لإمامة المصلين في السفينة؟
قدر الله تعالى أن أقدم لإمامة إحدى الصلوات ثم صار الإخوة يدفعونني فيما بعد لإمامة معظم الصلوات في السفينة، والحقيقة إنني لمست في ذلك تكريما لنا كفلسطينيين، وشعورا من الآخرين بفضل الانتماء للمسجد الأقصى وللشعب الفلسطيني المرابط.
-*ذكرتم انه كانت جلسات مع الشيخ رائد وتحدثم عن موضوع الوحدة؟
تداولت مع أخي الشيخ رائد صلاح أحيانا على انفراد وأحيانا بمشاركة السيد محمد زيدان موضوع الإعلان عن مجلس تنسيق أعلى بين الحركتين الإسلاميتين، فقابلني الشيخ رائد بالتقدير والإجلال لهذا الموقف، وذكر لي انه وجميع الإخوة معه في الحركة الإسلامية يشعرون بان روحا جديدة تهب من طرف الحركة الإسلامية بقيادتنا وأنهم يثمنون دعواتنا المتكررة لجمع الكلمة والالتقاء على القواسم المشتركة.
وقد وعدني الشيخ رائد صلاح بأنه بعد عودته سيجتمع مع إخوانه من قيادة الحركة الإسلامية للتشاور في الموضوع، وانه لا بد من اجتماعات أخرى ندخل فيها في بعض التفاصيل من اجل تحقيق هدف التقارب والتنسيق المقترحين.