بقلم : ميسون أسدي ... 17.06.2010
[***حبي للطرب الاصيل والكلاسيكي نمّا عندي رغبة الغناء***لدي احساس عميق بآلام وأفراح الانسان وهذا ما اظهره في غنائي***اللون الكلاسيكي يحتاج الى رهافة الحس والتعبير الصادق عبر نغمات الصوت***الموسيقى هي لغة النفوس والالحان نسيمات لطيفة تهز اوتار العواطف***الغناء هو صنعه لها اسس واسرار وقواعد***]
*الفنانة الرقيقة "فادية حوراني" ابنة دير حنا، تدخل حديثا عالم الغناء بعد ان انهت تنشئة اسرتها وتفرغت من اعمالها المنزلية الى اعمالها الفنية
كانت فاديا من المرنمات في كنيسة دير حنا، منذ اكثر من (4) اعوام، ومن خلال ترنيمها، احبها الجمهور، وكانت الكنيسة اول مسرح تعتليه والترنيم هو احساس، غناء بدون عزف، ليظهر الصوت الجميل الصوت والاداء الجيد.
ولنتعرف عليها جيدا، قمنا بزيارتها في المعهد الموسيقي في قرية الرامة وأجرينا معها هذا اللقاء.
تقول فادية: ظهرت موهبتي بالغناء منذ جيل 7 سنوات، بدأت اغني لاسمهان، احببت هذه المطربة منذ صغري، في هذه الفترة واكبت على مشاهدة الافلام القديمة ارتبطت ارتباطا وثيقا بهذا االفن الكلاسيكي وملكت الأذن التي تعشق الفن، والدي "فواز حوارني"، كان له صوت جميل جدا ويغني لوديع الصافي وكذلك عمي "سليم حوراني". في ذلك الوقت لم آخذ التوجيه من احد، غنيت كثيرا في المرحلة الثانوية وكانوا يطلبونني في مناسبات عائلية خاصة جدا.. محبتي للطرب الاصيل والكلاسيكي القديم نما عندي رغبة في الغناء والتعرف على الاغاني لام كلثوم واسمهان ونجاة الصغيرة وليلى مراد، فبلورت موهبتي بنفسي، واصبحت أحفظ كم كبير من الاغاني، وهذا مكنني من تقديم وصلات طربية لمدة 3 او 4 ساعات، واعطاني الجرأة لاقف على المسرح وتقديم هذا اللون بكل ثقة وقوة.
وتعلق فادية: كوني البكر عند اهلي، ملكني بعض الصفات الخاصة، فطفولتي كانت مليئة بالحنان، خاصة من الوالدة وهذا نمّا الاحساس العميق داخلي، احساس المحبة واخذت المحبة من الآخرين وأصبح لدي احساس عميق بآلام وأفراح الانسان وهذا ما اظهره في غنائي.
*وراء كل امرأة عظيمة رجل
انا متزوجة للمهندس "سامي حوراني" عندي 4 اولاد، البكر فارس- 18 سنة وقد انهى المرحلة الثانوية، ابنتي حنان- 17 سنة، ابني فراس- 14 سنة وابني جول 8 سنوات.
ابنائي متفوقين في دراستهم ويعزفون على الآلات الخاصة بهم، وحنان صوتها جميل وتعزف على الجيتارة.. انا جاهزة الآن للمشاركة في الحفلات، للسفر الى الخارج، جاهزة بفضل دعم زوجي المعنوي لي، وهو سميع درجة اولى وله احساس مرهف وتفكيره الشاغل ان يحقق لي حلمي ويظهر لي موهبتي.
*صدفة خير من ألف ميعاد
لقائي مع الاستاذ الموسيقى علي قدورة، صاحب المعهد الموسيقى وجمعية "ترانيم للموسيقى" كان صدفة في قرية الرامة، وذلك بسبب اوتار عود ابني التي قطعت، فجئت وزوجي نشتري اوتار للعوده، فقال الاستاذ علي لزوجي بانه سيأسس فرقة موسيقية ويبحث عن مطربة، فقال له زوجي: "مرتي صوتها حلو" ولم يأخذ الامر على محمل الجد، والتقينا به بعد عدة ايام وسمعني وكانت المفاجأة له وقال: سمعت شيئا لم اسمعه من قبل واصابني ما يصيب اي انسان يصدم لأول مرة.
*في حياتي رسالتين
عندي اربعة اولاد وظروفي في الحياة كانت قاسية خاصة انني كبرت بلا ام، وانا لوحدي المسؤولة عن تربية الاولاد فرسالتي الاولى هو انشاء اسرة مبنية على الترابط والمحبة، وعندما تحققت باني وصلت شاطئ الأمان مع ألاسرة، تأكدت بأنه جاء الوقت للانطلاق، ففي هذه الفترة اشتغلت على موهبتي وحفظ الغناء، حتى اصبحت قادرة على السير في تنفيذ رسالتي الثانية التي كنت احلم ان احققها، تجديد العهد بالهوية التراثية وترسيخ قيم الحوار التراثي بين المجتمعات من خلال الموسيقى والغناء، نشر روح العطاء والمحبة والتسامح والتقدم والرقي، استحضار الموروث الحضاري الاصيل الفريد من خلال الموسيقى والغناء.
*الموسيقى الراقية
احب الطرب الاصيل لأنه لغتنا وملكنا وقوميتنا وانتماءنا وارثنا الذي ورثناه كما ورثنا الارض من اباءنا واجدادنا، ويجب أن ننقله إلى الجيل المقبل لكي يتمكن من معرفة تاريخه. اللون الكلاسيكي يعبر عن احساس عميق في اعماق النفس، هو فكرة رسالة سلام ومحبة ويحتاج الى رهافة الحس والتعبير الصادق الذي يمر عبر الاحساس وعبر نغمات والصوت، الموسيقى هي لغة النفوس والالحان نسيمات لطيفة تهز اوتار العواطف.. المطرب الحقيقي هو الذي يستطيع بصوته واحاسسيه الشفافة بروحه الطيبة ان يجعل غنائه ترنيمة يخترق صداها الفؤاد فينعشه. وأنا اعتبر الفن والموسيقى هو لغة السماء على الارض، لغة اوحيت من العلاء تحكي ما يكنه القلب للقلب
*علي قدورة تبني صوتي بكل ثقة
كنت بحاجة لبعض التوجيهات الموسيقية التي استوعبتها من الاستاذ علي قدورة، واعتبرني طالبة ذكية، بحيث كنت آخذ الملاحظة لمرة واحدة، واتقان الغناء بكل قواعده وبدأت في دور الاحتراف والآن انا في قمة الاحتراف ويمكنني اداء اي لون واي حركة او اي قاعدة من قواعد الغناء.. أعمل بشكل مكثف مع الاستاذ علي منذ عام ونيف، نلتقي مرتين في الاسبوع.. انا عادة اسمع الاغنية، احفظها واتدرب عليها في البيت واحضر الى معهد الموسيقى واسمعه الاغنية ويكون هو الموجه لي، واستفدت منه كثيرا وساعدني ان اتجرأ واغني اغاني كبيرة لام كلثوم مثل الاطلال وهذه ليلتي. استاذ على ليس فقط مدرب شخصي لي، بل ايضا مشجع وتبني صوتي بكل ثقة وهذا ما حفزني بان اكمل هذا المشوار بكل فرح ومحبة.
*المطرب هو شخصية متميزة في المجتمع
يجب ان تتميز بالمطرب الاحساس المرهف، جمال الصوت وقوته، التمكن الموسيقي، تعلم الموسيقى، اختيار الاغاني ذات الطابع الخاص، الكلام الجميل والالحان الر اقية، قواعد الغناء، الفلاسفة القدماء الفارابي وابن سينا وابن خلدون قالوا ان الغناء هو صنعه لها اسس واسرار وقواعد، وكامل الخلعي في كتابه عن الموسيقى الشرقية، صفات الصوت الانسان والسلوك، شخصية المطرب هي شخصية متميزة في المجتمع وله حرية التصرف.
الفن الملتزم يقدم فقط على المسرح وكما ان الطعام هو غذاء للجسد فان الموسيقى هي غذاء للروح لذلك يجب أن نظهر احترامنا للموسيقى في اجمل حلة وارقاها من خلال المسرح.
لكل انسان فكره وتقييمه للموسيقى بشكل آخر، الفن شيئ سامي ويقدم بشكل سامي، الغناء به انواع، وكل نوع له وقعة.
*تقيم الشعوب حسب تطورهم الموسيقي
كقول جبران "اعطني الناي وغني فالغنى سر الوجود" والموسيقى هي سر، كيان الشعوب ووجوده، ابداع وليس مجرد ترفيه وتسلية، انما مشروع تربوي ثقافي وحضاري، فمقومات الشعوب تقيم بحسب تطورهم الموسيقي، من خلال الموسيقى ننقل اي رسالة ادب وشعر، ولغة عالمية واتصال بين الشعوب تجتمع في الاغنية الكلمة التي هي ادب وشعر ولحن جميل.
الفنان في بلادنا يشقى حتى يبرز موهبته ومشوار الفن ليس هين، بل شاق جدا، وحتى يصل فهو بحاجة الى تفرغ، وانا في المرحلة السابقة لم أكن استطيع ذلك.
*ام كلثوم واسمهان هن مثالي الأعلى
نتمنى ان تنطلق اعمالنا الى العالم العربي والى الجاليات العربية في اوربا وامريكا والمشاركة في مهرجانات عربية مثل قرطاج، من خلال فرقة ترانيم للموسيقى وصوتها اذا وصل الى قرطاج سيفاجئ العالم العربي حسب اقوال علي قدورة ,وان يتذكروا بان هناك مواهب وبالذات فادية حوراني.. فأنا احلم ان يصل صوتي لكل العالم وان احييي هذا الفن الاصيل، الذي يربطنا بحضارتنا نحن كعرب، ام كلثوم اسمهان نجاة الصغيرة، ليلى مراد.
اتعلم الموسيقى الآن كالعزف على الة العود ومعرفة المقامات الموسيقية وهذا يساعدني في أداء الأغاني، مشيت على الاسس الصحيحة، ومثالي الأعلى في مجال الفن هن ام كلثوم واسمهان, هناك فنانات محليات بنين انفسهن، شقوا طريقهن وضحوا من اجل الفن وأنا اخذت منهم قوة المثابرة في تحقيق الحلم.