بقلم : ... 19.10.2011
تقرير:لم يتمالك الابن ابن الثلاثة عقود نفسه فأجهش بالبكاء فحضنه الوالد المُحرًّر وقال هذا ابني و هذه المره الاولى في حياتي " اعبطه" احتضنه وقد كبر وتزوج وصار له ابناء يذهبون الى المدارس واسير اخر بعد ثلاثة عقود يجلس بين العائله وغير مصدق واسيرا اخر في الوطن السليب تعدى جيله ال82 عاما وما زال صامدا ويافعا ويأسف بانه ترك رفاقه في السجن , ولم تتمالك الاسيره الفلسطينيه المحرره قاهرة السعدي ، أمس، نفسها حين شاهدت أبناءها الستة في استقبالها فأغمي عليها .وكان قضاء الاحتلال أصدر بحق السعدي ثلاثة أحكام بالسجن المؤبد امضت منها ثمانية أعوام واطلق سراحها امس ضمن صفقة التبادل.وقاهرة السعدي هي واحدة من 27 معتقلة فلسطينية تم إطلاق سراحهن ، من بين 477 معتقل فلسطيني، وصل منهم 96 معتقلاً و22 معتقلة إلى مدينة رام الله في الضفة الغربية .وكما قاهرة كذلك حال بقية الأسرى وذويهم، فوالدة المعتقل أحمد حسين شكري (66 عاما) أغرورقت عيناها بالدموع حينما استقبلت ابنها في المقاطعة، مقر الرئاسة الفلسطينية في رام الله .وكان شكري محكوما بالسجن مدى الحياة، وأمضى في السجن 22 عاماً . وقالت والدته “منذ ثلاثة أيام لم أذق طعم النوم وأنا أفكر في ابني . لم أكن أتوقع أن يتم اطلاق سراحه لأن إسرائيل كانت تقول إنها لن تطلق سراح الاسرى ممن أيديهم "ملطخة بالدماء” . وأضافت “لكن أنا سعيدة جداً، ولم أصدق أنه سيخرج إلا عندما رأيته بعيني اليوم، والحمد لله انه خرج رغماً عنهم، وإن شاء الله كل الأمهات تفرح مثل فرحتي بعد أن يتم إخلاء جميع المعتقلات” .وأكد المعتقل نايف نضال (40 عاماً) الذي كان يمضي عقوبة بالسجن مدى الحياة، قضى منها 17 عاماً وراء القضبان، ان شعوره لحظة اطلاق سراحه لا يمكن وصفه .وقال ل “فرانس برس” “لا أستطيع وصف مشاعري، لكن ألمي أن هناك العديد من العائلات لم تستطع رؤية أبنائها، وأتمنى أن كل الأمهات ترى أبناءها عن قريب وان يتم إخلاء كل المعتقلات “الإسرائيلية” من المعتقلين الفلسطينيين” .وكان آلاف الفلسطينيين من اقرباء المعتقلين تجمعوا منذ ساعات الصباح الباكر عند مدخل معسكر عوفر “الإسرائيلي” في انتظار الإفراج عن أبنائهم المعتقلين . وعند المدخل الرئيس للمعسكر عقدت حلقات الدبكة والرقص على انغام الأغاني الفلسطينية التي صدحت في المكان من مكبرات صوت تم تركيبها على عدد من السيارات، ومن هذه الأغاني “طلعنا . . طلعنا . . طلعنا، وقهرنا السجان” . وحمل أهالي المعتقلين الأعلام الفلسطينية ولوحظ عناق بين رايات حركتي “فتح” و”حماس”، وكانت تلك أول مرة ترفع فيها رايات “حماس” بهذا الكم في رام الله منذ ان سيطرت الحركة على قطاع غزة عام2007.وقال المعتقل توفيق عبدالله (54 عاماً) الذي كان محكوماً مدى الحياة وأمضى من حكمه 26 عاما “شعوري حقيقة ممزوج بالفرحة والالم” . وأضاف “الفرحة لحريتي وخروجي من السجن وحرية أخواني الذين أطلق سراحهم معي، وألمي وحسرتي على من تبقى من إخواني في معتقلات الاحتلال، وبخاصة الذين أمضيت معهم عشرات السنين ومنهم خليل يونس وماهر يونس، والقائمة من هؤلاء تتجاوز المئة” .ولعل هذا الشعور كان القاسم الأكبر بين معظم الأسرى الذين خرجوا إلى الحرية، أمس، فالكلام عن فرحة الخروج من السجن والأسى على من بقي كان لسان حال أغلبية المفرج عنهم، ومن هؤلاء أكرم الوحش الذي بدا منهكاً من ساعات الانتظار في حين تحلق حوله العشرات من أقاربه . وحكم على الوحش بالسجن 36 عاماً، أمضى منها 32 عاماً . وفي ساحة الاستقبال في معبر رفح بين مصر وقطاع غزة تجمع عشرات من أفراد عائلات الأسرى المحررين منشغلين بالبحث عن أبنائهم في كل حافلة من الحافلات التي تقل الأسرى لدى وصولها إلى المعبر .وارتمت الفتاة مريم (13 عاماً) في حضن والدها الأسير رائد أبو لبدة، المحكوم بأربعة مؤبدات، والذي لم تره طوال حياتها .وقالت وهي تبكي “أشعر أني ولدت اليوم، لا أصدق أني أرى والدي وألمسه لأول مرة في حياتي” .وقال والدها وهو يحتضنها ويربت على ظهرها “أنا أيضاً لا أصدق أنني بين أبنائي، أنا مصدوم وسعيد جداً” . لكنه أضاف “أشعر أيضاً بحزن أن بقية الأسرى مازالوا في السجن بعد لكننا سنحررهم قريباً” .أما طارق عز الدين من جنين والذي أبعدته إسرائيل إلى غزة فركع يقبل الأرض فور وصوله وهو يكبر ويقول “هذا شرف عظيم أن آتي إلى غزة وأعيش بين أهلها، فكلنا شعب واحد وأهل” .وكان في استقبال طارق ابنة أخته التي حضرت من دولة خليجية لاستقبال خالها وقالت وهي تبكي “أتيت من يومين لاستقباله حتى يشعر بوجود أحد من عائلته إلى جانبه، نحن سعيدون جداً ولا نصدق أنفسنا” .أما سهير الغول وهي زوجه الأسير عمر الغول الذي ينتمي لكتائب عز الدين القسام فراحت تبحث في الحافلات التي تقل الأسرى عن زوجها الذي قضى 25 عاماً داخل السجن، وقد أحاطها ابناها بزي كتائب القسام العسكري .قالت التي وضعت راية “حماس” على عنقها “لا أصدق أني سأرى زوجي اليوم، أنا مصدومة، لقد أمضى 25 عامآً في السجن ترك أطفاله صغاراً ليرجع اليوم ويجد أن لديه 18 حفيداً” .وبالرغم أن لديها ابناً آخر أيضاً في السجون “الإسرائيلية لم تشمله الصفقة إلا أنها أكدت بفخر “أقول للعالم انظروا لحماس وللقسام، لا يوجد لهم مثيل في العالم، فالفضل يرجع لهم في تحرير أسرانا” .وكان أول الواصلين إلى المعبر أم محمد عزمي فروانة احد عناصر “جيش الإسلام” الذي قتل في الهجوم الذي أسر فيه شاليت، وقد عبرت عن اعتزازها وفخرها بالصفقة .وقالت أم محمد فروانة “أنا فخورة بشهادة ابني في عملية الوهم المتبدد واعتبر كل الأسرى المحررين اليوم أبنائي” .أما إيمان أبو حسنة (32 عاماً) شقيقة إياد أبو حسنة الذي أمضى 23 عاماً من عقوبته البالغة 30 عاماً، فقالت “نشكر حماس والمقاومة التي أدخلت الفرحة إلى قلوبنا” . وأكدت أم أحمد الصعيدي التي أفرج عن واحد من ابنيها المعتقلين أن “تحرير أبنائنا الأسرى كان حلماً بعيد المنال، تسلم أيادي المقاومة” . وتابعت إن “ابني عوض الصعيدي لم تشمله الصفقة ولكن بالرغم من ذلك أنا سعيدة وواثقة بأنه سيأتي يوم قريب وسيخرج عوض وكل الأسرى” . وفي القاهره سافر الاسرى المبعدون الى خارج الوطن على امل العوده اليه لاحقا....قصة وطن..نبقى ان نذكر ان عرس الوطن على موعد مع عرس اسراه..خطبه وعرس حقيقي حيث استقبلت عائلة التميمي في قرية النبي صالح بالضفة الغربية ابنها نزار التميمي الذي كان محكوما بالسجن مدى الحياة وهو من حركة فتح فيما اوفدت قسما اخر منها الى الاردن لاستقبال خطيبته احلام التميمي التي كانت محكومة بالسجن 16 مؤبدا وتنتمي الى حماس.ونزار (38 عاما) واحلام (31 عاما) كانا امس ضمن قائمة الفلسطينيين المحررين.. نزار عاد الى قريته في فلسطين واحلام عادت الى اهلها في الاردن,ونزار ينتمي الى فتح وحكم عليه بالسجن مدى الحياة بسبب مشاركته في عملية في بداية التسعينات، في حين ان احلام تنتمي الى حماس وشاركت في تقديم المساعدة لفلسطيني نفذ عملية في احد المطاعم الاسرائيلية في العام2001 !!