بقلم : ... 25.10.2011
تواصلت أمس عمليات فرز الأصوات في الانتخابات التاريخية التي شهدتها تونس الأحد، وبدأت ملامح خريطة سياسية جديدة بالبروز، وترتسم معها شيئاً فشيئاً ملامح تركيبة المجلس الوطني التأسيسي مع ظهور نتائج أولية تشير إلى تصدر حركة النهضة الإسلامية بزعامة راشد الغنوشي هذه الانتخابات بفوزها بنحو 40% من الأصوات، أو ما يمكن ترجمته عملياً ب 60 مقعداً، يليها حزبان يساريان، هما حزب “المؤتمر من أجل الجمهورية” بزعامة منصف المرزوقي، و”التكتل من أجل العمل والحريات” بزعامة مصطفى بن جعفر، واللذان يتنافسان على الموقع الثاني .وتمثلت أولى مفاجآت الاقتراع في هزيمة الحزب الديمقراطي التقدمي (وسط يسار) الذي قدم نفسه خلال الحملة الانتخابية بديلاً رئيساً للنهضة بحسب ما أعلنت مصادر حزبية غداة انتخابات نظمت بعد تسعة اشهر من الثورة على نظام زين العابدين بن علي .ولا يتوقع ان تعرف النتائج النهائية الرسمية التي ستعلنها الهيئة العليا المستقلة للانتخابات قبل اليوم الثلاثاء لكن المؤشرات الاولية والتصريحات تؤكد تقدم النهضة الذي كان متوقعا . وتمثلت اولى مفاجآت هذا الاقتراع في هزيمة الحزب الديمقراطي التقدمي (وسط يسار) الذي قدم نفسه خلال الحملة الانتخابية بديلا رئيسيا للنهضة . وغداة اقتراع تاريخي شهد اقبالا كثيفا من الناخبين التونسيين، كان الاسلاميون اول من اعلن تقديراتهم الخاصة عن نتائج الانتخابات . وقال سمير ديلو عضو المكتب السياسي للنهضة انه يتوقع ان يحصل حزبه على “نحو 40 بالمئة من الاصوات” . واوضح مسؤول آخر ان ذلك سيعني الحصول على 60 مقعدا على الاقل في المجلس التأسيسي . واسلاميو النهضة الذين قمعوا بشدة في عهد بن علي واشير اليهم منذ اشهر باعتبارهم سيحصلون على افضل نتيجة في الاقتراع، سيسجلون في حال تأكيد هذه النتائج، دخولا من الباب الكبير للساحة السياسية التونسية .والنهضة التي سيتعين عليها عقد تحالفات، ستكون في موقع قوة في المجلس التأسيسي الذي تعود بانتخاب اعضائه الشرعية لمؤسسات الدولة وسيكلف اساسا بوضع دستور “الجمهورية الثانية” في تونس المستقلة ولكن ايضاً بتقرير السلطات التنفيذية وبالتشريع . وتبنى حزب النهضة طوال الحملة الانتخابية لهجة تصالحية مكررا انه يأمل في حال فوزه في تشكيل حكومة وحدة وطنية واسعة .وقال نور الدين البحيري عضو المكتب السياسي للنهضة في تصريحات امس “تونس لكل التونسيين وقدر التونسيين ان يعيشوا مع بعضهم وان يحترموا التنوع والتعدد”، مضيفاً “نحن مع التوافق والعمل التجميعي وضد تقسيم المجتمع التونسي على أساس ايديولوجي لان بلادنا في حاجة لكل أبنائها وكفاءاتها” مؤكداً “نحن ضد كل اقصاء أو استثناء” .ويتنافس حزبا المؤتمر من أجل الجمهورية بزعامة منصف المرزوقي والتكتل من اجل العمل والحريات بزعامة مصطفى بن جعفر على الموقع الثاني خلف النهضة في هذه الانتخابات مع نسبة تحوم حول 15 بالمئة لكل منهما . وقال المنصف المرزوقي المعارض المعروف في عهد زين العابدين بن علي وزعيم حزب المؤتمر الذي يتوقع ان يحصل على ما بين 15 و16 في المئة من الأصوات بحسب تقديرات متطابقة، “نامل أن نحل في الموقع الثاني” . واضاف “في كل الأحوال ما يهم هو انه اصبحت لدينا خارطة سياسية حقيقية . لقد حدد الشعب التونسي وزن كل طرف” .وقال خليل الزاوية المسؤول الثاني في حزب التكتل “النهضة هي بالتأكيد التي حصلت على أكثر الأصوات لكننا كيانان ديمقراطيان في التكتل والمؤتمر كانا ضعيفين جدا في بداية السباق لكنهما كسبا شعبية مكنتهما من مكانة وطنية تتيح لهما بناء الحياة السياسية وارساء حداثة عقلانية في بلد عربي مسلم” . واكد المرزوقي المتهم من خصومه بالتحالف مع النهضة، مجدداً أنه “لم تحصل اي تحالفات قبل الانتخابات” مشيرا مع ذلك الى انه سبق واكد ايضا انه “مع المشاركة في حكومة وحدة وطنية” على اساس برامج سياسية .في الأثناء اقر الحزب الديمقراطي التقدمي الذي كان اسسه احمد نجيب الشابي ويتوقع ان يحصل على ما بين 8 و10 بالمئة من الاصوات، بهزيمته!!