بقلم : ... 26.10.2011
استبقت حركة النهضة الإسلامية اعلان النتائج النهائية لانتخابات المجلس التأسيسي وأعلنت أمس فوزها بهذه الانتخابات فاتحة الباب أمام وصول الاسلاميين إلى السلطة بعد “الربيع العربي”، وبعثت برسائل طمأنة للداخل والخارج، داعية إلى تشكيل حكومة ائتلافية بدأت تعد نفسها لقيادتها .وفي مؤتمر صحفي اعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات فوز النهضة ب 15 من 39 مقعداً في خمس دوائر انتخابية وفق نتائج جزئية اعلنتها الهيئة . وحل حزب المؤتمر من اجل الجمهورية بزعامة منصف المرزوقي ثانيا وحصل على 6 مقاعد ثم قائمة “العريضة الشعبية” (5 مقاعد) والتكتل من اجل العمل والحريات (4 مقاعد) . وحصل الحزب الديمقراطي التقدمي بزعامة نجيب الشابي على مقعدين . وتوزعت بقية المقاعد الثمانية على احزاب صغيرة وقوائم مستقلة .وكانت الحركة فازت بنصف المقاعد ال 18 المخصصة للتونسيين في الخارج من اصل (217 مقعدا)، بحسب أرقام غير نهائية اعلنتها مساء الهيئة العليا المستقلة للانتخابات . وقال مسؤولون في الهيئة خلال مؤتمر صحفي ان حزب النهضة فاز بتسعة مقاعد وحزب المؤتمر من اجل الجمهورية (4 مقاعد) والتكتل الديمقراطي من اجل العمل والحريات (3 مقاعد) وحصل كل من القطب الحداثي الديمقراطي (يسار) وقائمة الحرية والتنمية (وسط) على مقعد واحد لكل منهما . وفازت النهضة في فرنسا حيث يوجد العدد الاكبر من التونسيين بالخارج (نحو 600 الف)، فازت بأربعة مقاعد من عشرة .وبدا حزب النهضة واثقاً من الفوز حتى قبل إعلان النتائج النهائية . وأكد نور الدين البحيري عضو المكتب التنفيذي للنهضة التزام حزبه باحترام حقوق المرأة وتعهدات الدولة التونسية كافة . وقال “نحن مع إعادة بناء مؤسسات دستورية قائمة على احترام القانون واحترام استقلالية القضاء، ومجلة الاحوال الشخصية واحترام حقوق المرأة بل وتدعيمها، على قاعدة المساواة بين المواطنين بصرف النظر عن المعتقد والجنس والجهة” التي ينتمون اليها . واضاف “نحن ملتزمون باحترام كل تعهدات الدولة التونسية والامن والسلم العالميين والامن في منطقة البحر الابيض المتوسط” .من جانبه، قال عبدالحميد الجلاصي القيادي الآخر في النهضة خلال مؤتمر صحفي “لن ندخر جهداً في إقامة حكومة ائتلاف . . نطمئن المستثمرين والشركاء الاقتصاديين الدوليين على التعهدات التي أبرمتها الدولة التونسية والتزاماتها”، مؤكدا “ان مناخات الاستثمار ستكون افضل في المستقبل” في تونس . وتحدث مسؤولون في حزب النهضة عن حزب المؤتمر من اجل الجمهورية وحزب التكتل اليساري باعتبارهما شريكين محتملين في الائتلاف . وربما يساعد وجودهما في الائتلاف الحاكم على طمأنة العلمانيين في تونس .وقال عادل الشاوش القيادي في حزب التجديد (الشيوعي سابقاً) “من الواضح ان النهضة تتقدم الجميع في أغلب الدوائر” . واضاف “السؤال المطروح الآن في هذه الانتخابات هو من سيفوز بالمرتبتين الثانية والثالثة” . ويتنافس حزبا المؤتمر من اجل الجمهورية (يسار عروبي) بزعامة منصف المرزوقي والتكتل من اجل العمل والحريات (يسار وسط) بزعامة مصطفى بن جعفر على الموقع الثاني خلف النهضة في هذه الانتخابات مع نسبة تناهز 15 في المئة لكل منهما . إلى ذلك، قال نجيب الشابي رئيس الحزب الديمقراطي التقدمي، أحد الأحزاب العلمانية في تونس أمس، إنه لن يشارك في ائتلاف مع حزب النهضة الإسلامي المرجح أن يفوز بانتخابات المجلس التأسيسي التي جرت يوم الأحد .وأضاف لراديو موزاييك أن حزب النهضة دعا إلى تشكيل حكومة ائتلافية إلا أن الحزب الديمقراطي التقدمي لا يرى داعياً للمشاركة . وقال زعيم حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي إن حركته ضد احتكار السلطة والاستبداد وعليه فإنها لن تنفرد بتسيير شؤون البلاد وحدها .وأوضح الغنوشي في تصريح لصحيفة “الشروق” الجزائرية نشرته، أمس، أن “النهضة لن تنفرد بتسيير المجلس التأسيسي في تونس ولا ببقية المؤسسات في الدولة” . وشدّد على أن “حركة النهضة ظلت تناضل دائماً من أجل وقف الاحتكار والاستبداد” ملمحاً في الوقت ذاته إلى وجود بعض التجاوزات المرتكبة ضد الحركة، لكنه شدد على الاعتراف بالنتيجة “إن جرت بشكل نزيه”، مضيفاً أن حركته ستعمل على “تهنئة الفائزين” !!