أحدث الأخبار
السبت 23 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
لقاء"مبارك نتنياهو"..الرسالة والعنوان الخطأ!!

بقلم : محمد السروجي ... 07.01.2011

زيارة مرفوضة وزائر غير مرغوب فيه ومضيف تحدى مشاعر أهله ، في أجواء صادمة لمشاعر المصريين استقبل الرئيس مبارك في شرم الشيخ رئيس وزراء الكيان الصهيوني نتنياهو، زيارة تثير العديد من علامات الاستفهام و الشكوك ، لماذا جاء الرجل في هذا التوقيت؟ ، وماذا يريد؟ وهل هناك جديد يستحق زيارة في وقت يعاني فيه المصريين ألام وجراح بسبب جريمة الإسكندرية التي راح ضحيتها 100 مصرياً بين قتيل وجريح؟ ، زيارة مرفوضة شكلاً ومشكوك فيها توقيتاً ومضموناً ، كان من الوارد والمتوقع أن يزور مصر خلال هذه الفترة رؤساء وملوك وقيادات الدول العربية والاسلامية و الغربية الصديقة لتقديم واجب العزاء في مصاب مصر والمصريين ، لكنهم لم يفعلوا وإن أرسل بعضهم برقيات العزاء والوفاء ، كما أن الأيام القليلة الماضية انشغل فيها المصريين قيادة وشعباً بهذا الحدث الجلل واصطفوا حول بعضهم البعض للم الشمل ووأد الفتن والحفاظ على وحدة الوطن ، لم ينشغل أحد حتى رئيس الدولة بأي عمل سياسي أو دبلوماسي آخر ولو كان هناك ضرورة لكان ملف السودان هو الأهم والأولى وليس ملف وهم السلام الميت الذي لو أجلت لقاءاته لسنوات ما ترتب ضرر وربما كان الخير! جاء الرجل في توقيت يؤكد بجاحة ووقاحة الكيان الصهيوني ورئيس وزرائه ، بعد سقوط شبكة التجسس ثلاثية الأبعاد في مصر وسوريا ولبنان ، وبعد جريمة الإسكندرية التي يشار فيها "وإن لم يثبت حتى الآن" بأصابع الاتهام للموساد الصهيوني ، وبعد ترسيم الحدود بين الصهاينة واليونان والاعتداء على سيادة مصر بضم - ولو على الورق - أجزاء مصرية للكيان الصهيوني ودولته المزعومة ، وبعد التصريحات الكارثية لرئيس الموساد عما يدبر لمصر من مكائد وفتن واختراقات "راجع تصريحات الجنرال عاموس يادلين عن مصر " ، لذا نتساءل ما هو العاجل لدى "مبارك نتنياهو" الذي لا يقبل التأجيل في هذه الظرف الصعب الذي تمر بها مصر ؟ مضمون اللقاء المعلن هو الحديث المكرر والباهت عن السلام ، ثم تقدم الرجل بوقاحة خطوة إلى الإمام على حساب التراجع المصري الرسمي المهين إلى الخلف وتكلم عن الأمن!وتهريب السلاح لغزة عبر الأنفاق ، ولا أدري هل تذكر الرئيس مبارك أن يصفعه بكلمات يقول فيها : أي أمن تقصد وأنتم تهددون أمننا القومي بشبكات التجسس المتتالية ؟! أي أمن تقصد وأنتم تهددون وحدتنا الداخلية ونسيجنا الوطني بنشر الفتن والفرقة والوقيعة بين المصريين ؟! هل تذكر الرئيس هذا وغيره الكثير يعلمه هو ولا نعلمه نحن؟! هل تذكر الرئيس أننا كمصريين نعاني وعلى مستويات عدة وأننا لسنا بحاجة للمزيد من المعاناة وتحد المشاعر؟ هل تذكر الرئيس أن اللقاء يحمل الرسالة والعنوان الخطأ؟! .... حفظك الله يا مصر ...

مدير المركز المصري للدراسات والتنمية