بقلم : ... 07.01.2013
عندما نتحدث عن حرية الراي والراي الاخر والقرار والقرار الاخر لا بد لنا ان نستثني قضايا وطنيه حساسه تاريخيا لا يمكن اللعب بها وتوظيفها لهذا الطرف او ذاك وخاصة اذا كان هذا الطرف حزب" عربي ومعرَّب" منتسب للبرلمان " الكنيست " الاسرائيلي الذي يتبنى الايديولوجيه الصهيونيه بالكامل لابل ان هذا البرلمان نشأ وتطور وكتب قوانينه من منطلق النظريه الصهيونيه من جهه ومن منطلق انكار وجود الشعب الفلسطيني وتثبيت عملية تشريد هذا الشعب من بلاده وسلب حقوقه من جهه ثانيه وبالتالي وبكل بساطه لا يوجد في الكنيست الاسرائيلي شئ اسمه حزب عربي اوحزب صهيوني لان جميع هذه الاحزاب احزاب اسرائيليه منتسبه للكنيست الاسرائيليه الصهيونيه بغظ النظر اذا كان هذا العربي او ذاك تابع لهذا الحزب او ذاك والحقيقه ان العربي اللذي ينتسب للكنيست الاسرائيلي يقسم بالولاء لدولة لإسرائيل ودستور برلمانها الصهيوني واذا كان هنالك كذبه تاريخيه عربيه[فلسطين الداخل] فهي اكذوبة الاحزاب العربيه والحركات الاسلاميه التي تزعم بكونها "عربيه ووطنيه" داخل برلمان صهيوني وهذا الامر تقر به الصهيونيه وتقر به قوانين الكنيست الاسرائيليه التي شرعنت سلب حقوق الشعب الفلسطيني وتشريده وهدم بيوته وعليه ترتب القول ان شعار" صَوت للاحزاب العربيه دَحرُ للصهيونيه" الذي تستعمله الاحزاب العربيه والحركات الاسلاميه اللاهثه وراء مقعد في الكنيست الاسرائيلي, شعار كاذب وباطل تاريخيا ووطنيا حتى لو حاول البعض دعمه ب "فتوى دينيه" من اجل التأثير على العرب وحثهم للتصويت في الانتخابات البرلمانيه الاسرائيليه. الامر العجيب الغريب ان هذه الاحزاب الاسرائيليه المُعربه تتاجر بالشعارات الوطنيه والدينيه لتبرير انتسابها لكنيست صهيوني يشرعن ويقَّونن احتلال الاراضي الفلسطينيه وهدم بيوت الفلسطينيون من الجليل الى النقب ومن الضفه الى القدس ناهيك عن ملايين من اللاجئين الفلسطينيون التي لاتعترف الكنيست الاسرائيلي بحق عودتهم الى وطنهم والسؤال المطروح: هل سيدحَّر صوت عربي تائه لحزب عربي مزعوم الصهيونيه؟... الجواب قطعا لا .. والعكس هو الصحيح وهو ان هذا الصوت العربي يدعم وجود الصهيونيه ويثبت وجودها ووجود برلمانها وعليه من الواجب القول بالصحيح الذي لا يصح غيره وهو ان التصويت لكنيست اسرائيل ليست "ضروره وطنيه" ولا " دحر للصهيونيه" والتصويت للكنيست له مرجعيه صهيونيه وليست مرجعيه وطنيه فلسطينيه..تاجروا كما تشاءوا بالاصوات والشعارات, لكن لا تضللوا الناس وتكذبوا عليهم وانتُم الذين ساهمتم في دحر تاريخ العرب في النقب و دحرتُم اسم مدينة بئر السبع وتاريخها العربي كعاصمه للنقب وثبتـُم اسم " رهط" وغيرها تلك المشاريع الصهيونيه التوطينيه الهادفه واللتي وُجدت بالاصل بهدف تزييف التاريخ ومحو التاريخ العربي النقباوي.. لا تتاجروا بالناس من خلال الشعارات التضليليه,وكُل الاصوات والمقاعد في الكنيست الاسرائيلي لن تمنع هدم بيت عربي في النقب شرعنت هدمه هذه الكنيست وبرافر وباخر الذي يبني مشاريع مشتركه مع رؤساء بلديات ومجالس محليه مدن وقرى التوطين..كفى تطيين وتجهيل وتضليل...اذهب وًصٍر عضو كنيست ومستشار وما تشاء, لكن لا تتاجروا بالقضيه الفلسطينيه وتزعموا ب"دحر الصهيونيه"...انتم ادوات ثبَّتت المشاريع الصهيونيه ولا علاقه لها بدحرها وبينكم وبين شعار دحرها بحار وقارات..رُوقًوا ياناس ورَّوقوا : شعار "صَوت للاحزاب العربيه دَحرُ للصهيونيه" شعار غير دقيق وغيرصحيح..دعوا الناس يفكروا كما يشاءوا وشاء ضميرهم وواقعهم ..سماسرة الاصوات والشعارات لا علاقه لهم لا بفلسطين ولا بالوطنيه.. الصحيح انهم تحصيل حاصل ونتيجه مباشره لحاله صهيونيه وليست حاله وطنيه.. نشاما الوطن في واد و اصحاب الشعارات التضليليه في وادي التيه الوطني.. مشاريع الهزيمه لايمكن ان تكون مشاريع وطنيه ناهيك عن ولادتهاالمشوهه من رحم وردن التوطين والمشاريع الصهيونيه..ثم هنالك سؤال مشروع :لماذا يجب ان يصوت سكان ال45 قريه عربيه في النقب اللتي لا تعترف بوجودهم اسرائيل؟..كيف يصوتون لبرلمان لايعترف بوجودهم ويقر مشروع "برافر" بهدف ترحيلهم من قراهم؟!
بقلم : نقولا ناصر* ... 15.01.2011
يتضح من جولة وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الأسبوع الماضي في أربع دول عربية أن الإدارة الأميركية لم تعد معنية بالربط بين الدعم العربي للولايات المتحدة في مواجهة إيران وبين الدعم الأميركي لل"معتدلين العرب" في تحريك "عملية السلام" مع دولة الاحتلال الإسرائيلي كشرط مسبق لصفقة عربية – أميركية تقوم على أساسها أي جبهة أميركية – عربية – إسرائيلية ضد إيران.
ومن الواضح كذلك أن المفاوض العربي والفلسطيني الذي كان يشترط مثل هذه المبادلة لكي يوافق على انضمامه لجبهة كتلك لم يعد بدوره معنيا بتحقيق هذه المبادلة لكنه ما زال وفيا لاستحقاقاتها حتى بعد أن أعلنت إدارة الرئيس باراك أوباما فشلها في الوفاء باستحقاقاتها.
لقد كان "إصرار" معسكر "الاعتدال والسلام" العربي على الربط بين الحل في فلسطين وبين الحل في إيران هو الأساس لإبرام تلك الصفقة، غير أن الجبهة العربية – الأميركية ضد إيران تتعزز بالرغم من أن الصفقة لم تعد قائمة.
فهذه "الصفقة" العربية – الأميركية الاستراتيجية قد انهارت على صخرة الفشل الأميركي في انتزاع استحقاقاتها الإسرائيلية، لكن الجانب العربي ما زال وفيا لاستحقاقاتها بفضل النجاح الأميركي في استخدام الفزاعة "النووية" الإيرانية ل"إقناعه" باستمرار وفائه بالتزاماتها، دون أي وفاء أميركي مقابل، بحجة أن "الخطر الإيراني" أكثر تهديدا من "الخطر الإسرائيلي" وبالتالي يجب أن يحظى بالأولوية الدفاعية العربية.
وهذه على وجه التحديد هي استراتيجية دولة الاحتلال الإسرائيلي وحكومتها الحالية التي أصرت، ونجحت كما تشير كل الدلائل، في "حوارها" مع إدارة أوباما على أن أي حل "فلسطيني – إسرائيلي" يجب أن ينتظر حل المشكلة الإيرانية أولا وأن يظل مرتهنا لهذه المشكلة حتى تجد حلا أميركيا – إسرائيليا لها.
وهذا تراجع عربي أيضا، وليس تراجعا أميركيا فقط. ففي ضوء عدم تغير موقف المفاوض العربي والفلسطيني لا من إيران، ولا من الولايات المتحدة، بالرغم من خذلان الراعي والشريك الأميركي في "عملية السلام" له و"خيبة أمله" منه التي عبر عنها علنا "الرئيس" الفلسطيني محمود عباس، فإن الرسالة التي يبعثها هذا المفاوض اليوم لواشنطن وطهران معا ما زالت هي نفسها كما أعلنها عباس نفسه أيضا قبل أن تنهار صفقة المبادلة العربية الأميركية عندما زارته الوزيرة كلينتون برام الله في آذار / مارس عام 2009 فقال: "إننا نبعث برسالة إلى الإيرانيين، وغيرهم: توقفوا عن التدخل في شؤوننا".
وجولة كلينتون هذه هي الثالثة لها لدول الخليج العربية خلال أشهر، دون مثيل لها في الدول العربية المعنية مباشرة ب"عملية السلام العربية الإسرائيلية"، في مؤشر لا يخطئه المراقب إلى أن هذه العملية لم تعد أولوية في السياسية الخارجية الأميركية، وأن أي "تحريك" لها عليه أن ينتظر أولا انتهاء الإدارة الأميركية من الملف الإيراني باعتباره الأولوية الإقليمية الأولى والأخيرة للولايات المتحدة.
وإذا كانت الاستراتيجية الأميركية وتصريحات كلينتون خلال جولتها واضحة في رص الصفوف العربية في مواجهة إيران وفي تفريق هذه الصفوف في أي مواجهة حتى لو كانت دبلوماسية ضد دولة الاحتلال الإسرائيلي، فإنها حاولت أن تموه أي علاقة بين جولتها الأخيرة وبين القمة الاقتصادية العربية في مصر، واجتماع منظمة المؤتمر الإسلامي في الإمارات العربية المتحدة، واجتماع مجلس أمن الأمم المتحدة -- حيث من المتوقع أن تعرض المجموعة العربية مشروع قرار من منظمة التحرير الفلسطينية لا يقف عقبة أمام تمريره سوى حق النقض "الفيتو" الأميركي -- موحية بأن إدارتها غير معنية باللقاءات الثلاث التي تعول عليها منظمة التحرير وجامعة الدول العربية، أو أنها مستهترة بها وبأي قرارات قد تصدر عنها، أو بأنها واثقة من قدرتها على أن "تصنع" اي قرارات قد تصدر عنها أو تجهضها أو تفرغها من أي مضمون عربي لها.
ومثلما أوحت كلينتون في كانون الأول / ديسمبر الماضي بأنها زارت البحرين حبا في "الحوار" للمشاركة في "منتدى الحوار" الأمني، فإنها أوحت خلال جولتها الأسبوع الماضي في الإمارات العربية وقطر وسلطنة عمان واليمن (وزيارتها لصنعاء كانت الأولى لأي وزير خارجية أميركي خلال العشرين عاما المنصرمة) إنما كانت نشاطا على هامش مشاركتها في "منتدى المستقبل" في العاصمة القطرية بسبب اهتمامها بتشجيع المرأة والشباب و"المجتمع المدني" العرب، كما أعلنت، ولا علاقة له باللقاءات الثلاث يوم الأربعاء المقبل في شرم الشيخ وأبو ظبي ونيويورك.
غير أن "الهدف من وراء جولتها هو تعزيز الدعم العربي للأهداف الأميركية الرئيسية في المنطقة ومنها إنشاء جبهة رادعة ضد النفوذ الإيراني المتنامي" كما قالت الواشنطن بوست.
لقد قامت كلينتون بجولتها الأخيرة عشية ثلاث لقاءات هامة، عربية وإسلامية ودولية في التاسع عشر من الشهر الجاري، وصرحت خلالها أنه "يجب" على الدول العربية أن "تفعل كل ما في وسعها" لتشديد عقوباتها ورص صفوفها ضد إيران، لكنها كررت دعوة إدارتها إلى "التفاوض المباشر" بين دولة الاحتلال الإسرائيلي وبين منظمة التحرير الفلسطينية، وبينما حثت كل دولة عربية على أن "تفتح سفارة" لها في بغداد وتقيم "علاقات طبيعية" معها و"تدعو وتتشاور" مع قادتها والعراق ما زال تحت الاحتلال الأميركي، فإنها أعلنت معارضتها لأي تبادل للسفارات في سياق أي اعتراف بدولة فلسطينية خارج التفاوض الثنائي المباشر مع دولة الاحتلال، لكنها تعهدت بدعم بناء مؤسسات دولة فلسطينية تحت الاحتلال وحثت الحكومات العربية على تمويل سلطة الحكم الذاتي الفلسطينية تحت الاحتلال.
ودون أي انتقاص من أهمية أي اعتراف دولي ولو بجزء من الحقوق الوطنية الفلسطينية حتى ضمن حدود الأراضي المحتلة عام 1967، فإن اعترافات بعض دول أميركا اللاتينية وغيرها من الاعترافات المتوقعة أو المأمولة الأخرى يستخدمها المفاوض الفلسطيني كمكسب تكتيكي لا يوجد أي أمل في أي ترجمة عملية له على الأرض من أجل التغطية على هذا التراجع العربي – الأميركي عن صفقة مشتركة كانت مرفوضة شعبيا حتى قبل انهيارها.