بقلم : محمد السروجي ... 17.01.2011
جملة من المشاعر المتضاربة تعيشها شعوب الأمة العربية بين الخوف والرجاء ، اليأس والأمل ، خوفاً وإشفاقاً على تونس وثورتها الوليدة المباركة ، أجواء من الترقب الحذر تسود المشهد خوفاً من سرقة الفرحة وتحول الحلم الجميل إلى كابوس ، مشاعر من فقدان الثقة وعدم الاطمئنان وتخوفات من الالتفاف حول المكتسبات وإضاعة دماء الشهداء وألام الجرحى وقيد المعتقلين ، استقبل الشارع التونسي اليقظ الإعلان عن تشكيل الحكومة المؤقتة بحالة من الصخب والسخط ولما لا وقد استولى عليها بقايا النظام المستبد الفاسد 6 وزارت سيادية ، وزراء تورطوا في قضايا فساد وقمع وتعذيب ، استبعاد لتيارات فكرية وطنية "حزب النهضة والتيار الشيوعي التونسي " وهو نفس النمط البائد فكر الاقصاء والاستبعاد ليس من التشكيل بل من مجرد الدعوة للحوار ، تصريحات صحفية خشنة لوزير الداخلية الحالي والسابق ، ممارسات قمعية جديدة للمتظاهرين خراطيم المياه والقنابل المسيلة للدموع ، شعارات كريهة وحيثيات بغيضة تترس خلفها الحكومة المؤقتة الجديدة منها أكاذيب الاستقرار والهدوء وطبيعة المرحلة ، إلى أين أنت يا تونس الثورة والأمل؟! الحكومة المؤقتة هل هي الحل والمخرج أم أزمة جديدة تخوضها تونس لتدفع ثمناً مضافاً ، وهل ما يحدث يبدو منطقياً أم هناك أيدي خفية تعبث في أشواق تونس للتغيير المنشود؟ هل تدخل حكام الجوار لإجهاض الوليد الجديد خوفاً من عدوى انتشار الثورة ؟ أم أن أرض الزرع والنماء الخضراء لم تتطهر بعد من بقايا العفن والدنس الذي تجزر فيها منذ عقود؟ المطالب المطروحة مشروعة ، حل البرلمان الذي جاء بالتزوير والتعيين مخافة توريط البلاد في تشريعات من النوع غير الديمقراطي ، محاسبة ومحاكمة رموز النظام البائد الذين انتهكوا الحقوق والحريات ونهبوا الثروات ، تشكيل حكومة إنقاذ وطني تمثل كل التونسيين دون إقصاء " المعارضة بكافة أطيافها ، النقابات ، مؤسسات المجتمع المدني، بعض التكنوقراط " وقبل كل هذا إبعاد بقايا الاستبداد والفساد أصحاب سابقة الأعمال السوداء ، ثم انتخابات برلمانية شفافة بضمانات محلية ودولية لا يستثنى منها أحد حتى رموز النظام كمواطنين لهم حقوق ويترك الخيار للشعب ، مرة أخرى على الشعب أن يحسم خياراته ويحدد هو دون غيره فأهل مكة أدرى بشعابها ،هل الحكومة المؤقتة حل يحتاج لصبر وطول نفس أم أنها أزمة بحاجة لمزيد من مواصلة النضال الشعبي في بلد ضرب المثل والقدوة في هذا الصدد؟! .... حفظك الله يا تونس الثورة والأمل .....