بقلم : منال الكندي ... 20.01.2011
في حادثة استشهاد الشاب التونسي محمد بوعزيزي نتيجة القهر والذل الذي تعرض له فأشعل مع جسده فتيل ثوره الياسمين. فأخرج الطغاة وزبانيتهم من جحورهم ، وانتفض الشعب وانبرت الأقلام تكتب وتحلل كل يوم بل كل دقيقة من خلال التحليلات والدراسات والتحقيقات عن حرق بوعزيزي لنفسه وقهره من الحالة التي وصل إليها بسبب ظلم دولته وحاكمها وزبانيته. لكن بوعزيزي كل يوم كان يواجه مشاكل حياته بصبر وإيمان صغيرها وكبيرها مع هؤلاء الزبانية الطاغية ولكن قهره الذي جعل صبره ينفذ هو أنه عندما ذهب لإدارة البلدية ليشكو ويحاول استرداد عربته التي يبيع عليها الخضروات والفواكه صفعته إحدى موظفات البلدية على وجهه فخرج وأحرق نفسه. امرأة تلك التي كل يوم تنادي بحقوقها وبأنها ضحية المجتمع العربي والغربي ، المرأة التي نتغزل كل يوم برقتها وحنانها وعطفها، هي التي صفعت بوعزيزي ليس لأنه تحرش بها بل لانه طالب بحقه ولقمة عيشه التي هي نفسها كل يوم تطالب بها وتعاني كامرأة من الظلم والفقر. في تصريح للفنانة التونسية هند صبري عبرت فيها من مصر أم الدنيا عن قلقها إزاء الأحداث في تونس وما يحدث لأهلها وشعبها وحاولت تذكر الشعب بأن تونس مازال فيها ايجابيات كثيرة يكفي أنها بلد حرية المرأة و أعطاها حقوقها وتنعم برغيد الحياة بسبب تلك الحريات. فعلا كنت اسمع التونسيات اللاتي كنت التقي بهن في بعض المؤتمرات التي حضرتها بأن المرأة في تونس تلقى كل الحقوق. كنت اجهل عن تونس كل شي سوى لقبها تونس الخضراء. ولكن عندما فتشت وقابلت نساء تونسيات حقيقيات عبرن عن أوضاعهن المزرية رأيت مدى النفاق الذي نعيشه. فعلا تونس أعطت المرأة الحرية ولكن في التعري و الدعارة. ونجد في الحلاقة زوجة زين العابدين خير دليل فقد كانت كل يوم تصفع الشعب التونسي الأحرار وتأكل من خيراته وتدوس على رقبة حاكم تونس ورجاله وزبانيته. فالحق الوحيد الذي لابد أن تعبر عنه المرأة التونسية وهو حقها في التعري وامتلاكها لجسدها تحت مظلة السيداو وحقوق المرأة والمسميات البراقة. لقد صدق من قال بأن المرأة استطاعت أن تقلد الرجل في كل شي ولكنها لم تستطع أن تقلد الرجل المهذب.
ما جعل بوعزيزي يحرق نفسه هي تلك الصفعة من امرأة أهانته وأذلته، هنا نجد مدى تساوي المرأة مع الرجل في طغيانه وجبروته عندما تعطى له السلطة رغم العديد مُصر بأن المرأة بقلبها وأمومتها تستطيع أن تدير السلطة بكل عدالة. هذه المرأة أثبتت أن المرأة عدوة نفسها بقبولها التعري وبيع جسدها وفكرة تحريرها التي نادى بها رجلا وليس امرأة وهي جاهلة لحقوقها الحقيقية وواجباتها إلا فيما يرضي الرجل ويرضي غرائزهم. و المرأة عدوة المرأة وعدوة الرجل.
المرأة التي نتوقع منها أن تكون هي الأكثر عقلا وروية وحكمه في عالم افتقد الكثير وهي مدرسة تربي وتخرج أجيال صارت هي من تقهر هؤلاء الأجيال وتجعلهم يحرقون أنفسهم.
تقول ماري كوريللي ( الرجل دمعة رقيقة خلقت المرأة لتمسحها)، اعتقد إن كانت الآن موجودة وسمعت بصفعة الموظفة وهي آنسة وعمرها 35 سنة ، لما قالت هذا الكلام وعلمت أن المرأة خلقت لتصفع الرجال وتتعرى، وتطالب بحقوق التي هي تجهلها. وبين امرأة تأكل ثروات الشعوب وتحكم خلف الكواليس وامرأة تصفع الرجال فتش عن المرأة. اللهم نعوذ بك من قهر الرجال!!