بقلم : ... 06.12.2011
في بحث ميداني حول حقوق الأطفال وأحوالهم في القرى العربيه غير المعترف بها من قبل اسرائيل أجراه الباحث الميداني في المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها، عاطف أبو ربيعة، كشف ابوربيعه عن مخالفات وانتهاكات خطيرة للمواثيق الدولية في مجال حقوق الأطفال، والقوانين المحلية، واعتبر الباحث أن هذه المخالفات ممنهجة تقوم بها سلطات الدوله الاسرائيليه، من خلال عمليات الهدم، وعدم تقديم الرعاية الطبية اللازمة للأطفال العرب في القرى غير المعترف بها. وجاء في نتائج البحث الميداني:" إسرائيل تنتهك معاهدة حماية حقوق الأطفال الدولية لعام 1989 والتي تنص على حماية الأطفال وتوفير جميع الخدمات لهم من ضمنها المسكن والخدمات الطبية.إن ما يحدث في القرى العربيه الغير معترف بها من قبل اسرائيل هو تجاوزات خطيرة في حق الأطفال بحيث يتعرض 50% من الأطفال إلى مشاهد تقشعر لها الأبدان تتضمن عنف وإخلاء بالقوة بحيث يكون الأطفال ضحية عمليات الهدم التي تحدث في القرى غير المعترف بها ،ويجب التنبيه انه في السنوات الأخيرة تم هدم أكثر من 2500 بيت في النقب وتوزيع أكثر من 10000 أمر هدم الأمر الذي اضر بأكثر من 5000 شخص والذين أصبحوا بدون مأوى واغلبهم أطفال ونساء بحيث تبلغ نسبة الأجيال الشابة في النقب إلى 63% من المجموع الكلي للسكان.هدم البيوت والإخلاء بالقوة له تأثير نفسي قوي جدا على الأطفال بحيث يتسبب ذلك على نموهم النفسي والجسدي اثر رؤية هذه المشاهد الصعبة لعمليات الهدم.الأمر الأخطر أن هؤلاء الأطفال لا يتلقون أي علاج نفسي من قبل الدوله او من قبل عاملين اجتماعيين ونفسيين الأمر الذي يضر بهم بشكل بالغ ويسبب لهم الم ومعاناة مدى الحياة. في الحالات الطبيعيه الدولة وسلطات الرفاه الاجتماعي ملزمه بتوفير الاستشارة والعلاج لهؤلاء الأطفال فورا عقب كل عملية هدم لكن ذلك لم يحدث ابدا . والمفارقه هي : إذا كان هؤلاء الأطفال محرومين من الخدمات الصحية الاساسيه اصلا فالحديث عن خدمات نفسيه هو درب من الخيال والعبثيه؟.. سلطات الدولة الاسرائيليه لا تتجاهل محنة هؤلاء الأطفال فقط بل إن المجلس لسلامة الطفل في إسرائيل يتجاهل هؤلاء الأطفال وهذا ما يعتبر خرق للمعاهدة الدولية لحماية حقوق الأطفال لعام 1989 والتي وقَّعت وصادقت عليها إسرائيل آنذاك .جميع هذه التبعيات والعواقب تؤثر على نفسية الأطفال اثر مشاهد الإخلاء بالعنف وهدم البيوت ومن خلال التحدث مع مئات الأطفال البدو تبين أن التأثير النفسي هو عالي جدا لديهم وذلك يتجلى من خلال الأعراض التالية :الرعب والخوف والاكتئاب والشعور بالوحدة والعصبية الزائدة والعنف وعدم انتظام النوم بشكل سليم، أحلام مرعبه وكوابيس، قلق، عدم التركيز في الدراسه وهواجس انعدام الثقة بالنفس وأعراض طبية أخرى .جميع هذه الأعراض تسبب بمشاكل عديدة لهؤلاء الأطفال خاصة أنهم لا يتلقون أي علاج بعد الهدم مما يؤثر على نفسيتهم وعلى تحصيلهم العلمي وبالتالي إلى تسربهم من المدارس وغيرها.نحن نناشد مجلس حقوق الإنسان الدولي في الأمم المتحدة لتوفير الحماية لهؤلاء الأطفال فورا وفقا لمعاهدة حماية حقوق الأطفال للأمم المتحدة 1989 وخاصة في ظل مخطط برافر التدميري الذي سيكون له نتائج كارثيه على الأطفال لو تم تنفيذه من قبل السلطات الاسرائيليه".[المصدر: وكالة نبأ]!!