أحدث الأخبار
السبت 23 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
نادي المستبدين العرب وإسقاط العضوية!!

بقلم : محمد السروجي ... 09.02.2011

حالة من التطهير والتنقية تجتاح منصات الحكم العربية بعد عقود طويلة من التأبيد والتوريث ، الكل بات في مرمى كرة اللهب لا الثلج التي دفعتها وبقوة حرارة الاحتقان العربي الذي وصل محطته الأخيرة مع أنظمة توفرت لها مقومات وسنن الحذف والاستبدال بعد أن أضاعت وبعمد كل الفرص المتاحة للإصلاح ، راهنت الأنظمة البائسة على دعائم رخوة لمثلث الاستبداد والفساد والقمع ، وارتكزت على رأس الدبوس "رجالات المال وجنرالات الإعلام والأمن" بعد أن فقدت كل القواعد الشعبية ، وغرها صبر وجلد الشعوب التي طالما انتظرت أن يأتي الفرج من داخل البيت السياسي الرسمي كما غرها ضعف الأحزاب الهامشية التي أصبحت جزء عضوي من منظومة الاستبداد والفساد والقمع ، فضلاً عن الدعم الصهيوني المباشر وغير المباشر ، يئست الشعوب من إصلاح الأنظمة وارتفع سقف المطالب حين انتقلت من مربعات الاحتياجات المعيشية المتواضعة إلى إزاحة النظم الحاكمة "شعارات تملئ الشارع العربي" وفُقدت الثقة في غالبية مكونات المشهد السياسي الرسمي حين وقفت الأحزاب المسماة بالكبيرة عند حساباتها وصفقاتها وانحسرت بعمد داخل مقراتها و امتنعت عن دفع فاتورة التغيير ، لم يبقى لعموم الجماهير خاصة جيل الشباب "غالبية المشاركين في التظاهرات تتراوح أعمارهم من 18 إلى 30 سنة" إلى أن يحمل مطالبه وأحلامه وطموحاته على كتفه هو، دون غيره ، وينزل بها إلى الميدان كاسراً كل الحواجز متخطياً كل الحسابات مضحياً بكل شئ حتى حياته أملاً في إحياء الوطن الهامد والمجمد بحسابات كثيرة معطلة ، نزلت جموع الشباب العربي تحمل كل مقومات الجولة أو المعركة إن فُرضت ، حماسة الشباب ، وحب الأوطان ، وكراهية النظم ، وأخيراً غريزة البقاء والحياة الكريمة ، أجواء يقابلها العقلاء – غير حكام العرب – بالعديد العديد من القرارات والإصلاحات بل وإسقاط الحكومات ، إرضاء للشعب وهل هناك أهم منه ؟ لقد نسى أعضاء نادي المستبدين العرب أو تناسوا أن واجبهم الشرعي ومسئولياتهم الدستورية تحتم عليهم خدمة شعوبهم، لكن ولما وهم باقون في مقاعدهم دون حاجة للشعوب حاجتهم الوحيدة لأجهزة الأمن والقمع والتزوير! حاجتهم الوحيدة لكهنة المعبد حملة المباخر من جنرالات الإعلام الذين تخلوا وبعمد عن ميثاق المهنة وأخلاقيات الإنسان ، لقد تدحرجت كرة اللهب بعوامل الزمن وسنن التغيير لتُطرح نماذج عملية فورية بداية من زين العابدين بن علي مروراً بالرئيس مبارك وتمتد لتطال كل الأعضاء دون استثناء ، لأن الشعوب قد وصلت لقناعة واحدة هي إسقاط العضوية لهؤلاء المستبدين غير الأكفاء وإعادة ترتيب شروط الانضمام والعضوية على أساس وطني أخلاقي ديمقراطي .
إشارة :
قديماً قالوا "الثورة تأتي عندما لا يكون للمرء ما يخسره غير قيوده"

كاتب مصري