بقلم : بيروت حمود ... 26.02.2011
مسقط الرأس: جهنم, أما القلب فمسقطة : الشيوعية, الإسلامية, الإفريقية, القومية العربية وطبعًا جالينا كولوتنيتسكا الشقراء المثيرة والممرضة المرافقة دائمًا وأبدًا.
الموهبة: فن الهبل والتكييف.
المهنة: التطهير العرقي لشعب ليبيا.
ملاحظة لا بد منها, موجهة إلى سمو جلالة ومجد وعظمة العقيد المعقد معمر محمد عبد السلام أبو منيار القذافي.
كل ما سيكتب على هذا البياض ليس بروباغندا لشخصك, ولا من وحي كتابك الأخضر الذي فاقت شهرته الكتب المقدسة كذلك أنوه أنه لم يحصل لي الشرف بعد لأتعاطى حبوب الهلوسة وبمناسبة حبوب الهلوسة وحبوب القمح والزحف أرسل تحية لشعب ليبيا "المهلوس" وأوصيه أن يرسل لنا بعضًا منها حتى نثور على "اسراطين" ؛ لا لنسترجع كامل التراب الوطني لنثبت أننا بؤرة النضال والجهاد في سبيل الوطن والكرامة والله, بقدر ما يعز علينا أن نموت ولم نشاهد بعد السفن الإسرائيلية تهبط في مطار اللد ويتعذر عليها ذلك, كما حدث لسفن سموكم التي حالت "فوضى الجرذان" القائمة, بينها وبين هبوطها في مطار بن غازي الأبية.
إن المُغتَصَبْ شيئًا فشيئًا يعتاد على الاغتصاب إلى حد يصبح المضي دون ألم جُرح آخر له. الشقي لا يتأقلم مع شقاءه وحزنه فحسب بل يروح أبعد من ذلك ينحدر في تفاصيل الألم ليطور معه آليات التلذذ بالشقاء ليصبح واجب يومي وحاجة ماسة كالهواء والماء كما ذُل ومعاناة الشعوب يغدو مع الزمن إدمانًا وشيء لا إرادي, مفروغ منه لكنه مع ذلك يظل في خانة المؤقت مهما طال أجله كما أثبت لنا التاريخ.
الحديث اليوم تخطى كون هذا الرجل غريب الأطوار الذي يظهر في القمم العربية بعباءاته الغريبة ونظارته السوداء (تلك التي تحجب عن أعينه الشمس التي تشرق فوقه وحده) والتي يبدو فيها كأنه في حفلة تنكرية أو في دعاية لتسويق ملابس من ماركة القذافي كما واجتاز الفضول والبحث عن حقيقة نواياه وطريقة تفكيره غير التقليدية التي ينورنا بها في كل مرة بدءً بوضع رجليه على الطاولة أمام كاميرا التلفزيون الليبي لمدة خمسة ساعات, إلى إسقاط الطائرة الليبية بصواريخ ( أرض جو) وقتل طاقمها الذي ضم خيرة الشباب الليبي, إلى شراء المواد الغذائية من مصر ورميها في الشوارع والمستنقعات ومياه الصرف الصحي, إلى قتل سجناء سجن أبو سليم, إلى حقن أكثر من أربعمائة طفل ليبي بمدينة بن غازي بفيروس الإيدز, إلى إسقاط طائرتي البان أميريكان ويوتا الفرنسية ثم القيام بدفع المليارات للتعويض عن هذه الحادثة, إلى قيام حجاج ليبيا بالحج إلى تل أبيب بدلاً من مكة, إلى نقل قبر المجاهد عمر المختار من بن غازي إلى طرابلس .. إلى الكذب الخيالي حيث قال ذات يوم أنه في احد ليالي رمضان لم يفطر هو وعائلته لأنه لم لا يملك المال لشراء الطعام مما اضطره لذبح "زغاليل" ابنته عائشة..!
هذا الرجل ليس فكاهيًا ولا رجل نكته وصاحب مزاج رائق ببساطة القول هذا رجل "مُهستر" لكن بطريقة خبيثة وخلاقة.
إن هبله وجنونه وتصرفاته غير الأخلاقية لا تصب في خلاصة كونه يعاني بارانويا لا يمكن وصفها وتخيل النتائج المترتبة عليها فقط بل تثير جدل يصبح من الضروري مرافقته بإسكولاكيه (المذهب المطلق الشامل لكل شيء) خاصة به. كما ويصبح ضروري وحيوي وجود مفكر مثل د. عزمي بشارة يوميًا في أستوديو قناة الجزيرة لا ليوجه البوصلة كما في ثورة مصر فقط ولا لأنه في نظر الكُل حتى الكائدين منهم, أنه من أقوى وأذكى المفكرين العرب في وطننا العربي, بقدر ما صرنا كشباب عربي في كل قُطر وبلد بحاجة إليه كأب قومي وربما روحي _ وأنا لا أقول ذلك لأنني من مدرسته ولا لأنني مبهورة فيه بل لأن الشباب خلال أحداث مصر برهنوا عوضًا عنا جميعًا, ذلك.
يحيرني الآن وسيظل يحيرني كما يحيركم لدرجة السخط والبكاء وربما الكفر كيف أن هذا الرجل المجنون الذي يعاني فوبيا الأماكن العالية والسفر بالطائرة فوق المحيطات والذي يحمل خيمته "الصامدة" التي فيها ثريات ثمنها ملايين الدولارات الأمريكية (لهذا قالت أم سعد خيمة عن خيمة تفرق؟) من ليبيا إلى واشنطن إلى الشليزانزية في باريس .. كيف أنه وصل إلى الحكم ويلازم عرش الجمهورية منذ واحد وأربعين سنة !.
لسنا نريد إلقاء اللوم على الشعب الليبي لأنه تكبد وتحمل وصبر " صبر أيوب " على ظلم الطاغية وحتى أنه ليس علينا اليوم أن نتساءل كيف فعل الشعب كل ذلك بل علينا أن نتساءل من أي طينة مجبول هذا الرجل.
بربكم, ليجيبني أحدكم أو يشرح لي حكمة الإله في الخطأ المفصلي الذي تعمده في خلق القذافي.