بقلم : د.شكري الهزَّيل ... 2.6.07
مما لاشك فيه ان الذاكره الفلسطينيه مُثقله ومُفعمه بالاحداث المأساويه منذ عقود من الزمن وحتى يومنا هذا,ولقلّما نجد شعبا عانى الويلات من االظلم ومن ظروف النكبة والتشريد والاحتلال مثل ماهو حال الشعب الفلسطيني، ولقلما وجدنا شعبا تكالبت عليه الدنيا واشكال العدوان والغربان كماهو حال الشعب القلسطيني الذي صار قسرا في مرمى النيران المتقاطعه والاستهداف المبرمج من جهات كثيره و متعددة، ومتفاوتة في الاهداف والاشكال والفحوى, ولكنها جميعا تُشارك في اشكال العدوان والهجوم على الفلسطيني اينما كان واينما تواجد من فلسطين الوطن ومرورا بالمهجر والمخيمات وحتى حالة غزه والاقتتال االفلسطيني, وبالتالي ما رايناه ونراه من عدوان اسرائيلي متواصل على الشعب الفلسطيني , رايناه في وجهه الاخر والبشع في عدوان ميليشيات حاقده مارست وتُمارس الاباده الجماعيه بحق اللاجئين الفلسطينين في حي البلديات في العراق, وما جرى وماهو جاري في مخيم نهر البارد في لبنان والقصف العشواءي الذي مارسه ويمارسه جيش الكارتون اللبناني ضد سكان مخيم البارد ماهو الا شكل جديد من اشكال العدوان المبرمج على جزء اخر من الشعب الفلسطيني يهدف الى تحريك[ وليست تحرير المخيم من فتح الاسلام كما يدعي جيش سنيوره لبنان] ملفات راكده في لبنان وكامل المنطقه العربيه وعلى راس هذه الملفات الملف السوري الايراني وعلاقة هذا بالفشل الامريكي في العراق من جهه وبروز بوادر الفشل الامريكي في الرهان على جماعة واشنطن في لبنان[ سنيوره , جنبلاط, الحريري, جعجع,,,الخ] التي فشلت حتى الان في تحقيق اي مطلب امريكي وعلى راسه مطلب تحجيم حزب الله, وبحث وضعية المخيمات الفلسطينيه في لبنان من جهه ثانيه وبالتالي تبدوعملية و طرح قضية استعمال سوريا ل منظمة " فتح الاسلام" قضيه ساذجه وتافهه امام واقع الهجوم الامريكي الشامل على العالم العربي ونظرية الفوضى " الخلاقه" وادواتها المحليه في العالم العربي التي تأخذ شكل وفحوى المنطقه الخضراء في بغداد ,, والمنطقه الخضراء الناشئه في بيروت وادوات امريكا وغُلمانها من من يُسارعون الى وسائل الاعلام ويؤيدوا قصف مخيم نهر البارد وارتكاب مجزره بحق اللبنانيين والفلسطينيين [لقتلى والجرحى من بين الفلسطينيين ومن بين صفوف الجيش اللبناني هُم بالمحصله عرب لاقيمه لهم من وجهة نظر وقناعة امريكيه ابادت وشردت مئات الالوف من العراقيين من اجل اسرائيل والنفط وحفنة من العملاء العراقيين القاطنين في " خضراء" بغداد!!] تماما كما ادعى و يدعي غُلمان بغداد بكون سكان حي البلديات في بغداد كانوا داعمين لنظام حكم صدام حسين والمقاومه العراقيه بهدف تبرير اجرام وجرائم الميليشيات التابعه لامريكا بحق اللاجئين الفلسطينيين في حي البلديات في العراق!! والسؤال المطروح والمبني على افتراض التصديق بنظرية كون ما يسمى ب" فتح الاسلام" تنظيما صغيرا او "عصابه" او اسموه ما تشاءوون:: هل يُبرر هذا او يرقى الى مستوى تبرير القصف العشواءي! والمقصود لمخيم نهر البارد وارتكاب مجزره بحق اللاجئين الفلسطينيين وتشريد الالاف منهُم؟؟
الجواب على هذا السؤال يبدا بضرورة حذر الفلسطينيين خاصه من الانجرار وراء الادانات والتاييد المُتسرع للتسميات والدعايات اللذي يببثها الاعلام الامريكي والاعلام العربي العميل, والانطلاق من منطلق انه مهما كانت قوة او اشكالية وجود "ّ فتح الاسلام" في مخيم نهر البارد ولبنان, فهذا لايبُرر بأي حال من الاحوال الاستهتار بالدم الفلسطيني وقتل وجرح مئات المدنيين الفلسطينيين على يد جيش لبناني كارتوني تكبد خسائر فادحه وشعر بالاهانه والكرامه المهدوره, ولهذا السبب واسباب اخرى سياسيه اقدم على عملية انتقام بقصف بيوت الفلسطيينين المدنيين في مخيم نهر البارد الذي لا تزيد مساحته عن نحو كيلومترين مربعين ويزدحم فيه سكانه الفلسطينيون كالسردين, وهذا ما يعني حتما ان الذي كان وما زال يُحاصر و يقصف المخيم بقذائف االمدفعيه الثقيله يعرف تمام المعرفه مدى الخسائر البشريه في مخيم مزدحم بالسكان وبالتالي اخطا من ظن ان المستهدف هنا في هذه الجزئيه " فتح الاسلام" لابل المُستهدف هو تحريك ملف المخيمات الفلسطينيه فسي لبنان واعتبار هذه المخيمات من وجهة نظر امريكيه واسرائيليه بؤرة عدم استقرار في اطار مكونات القضيه اللفلسطينيه وعلى راسها قضية اللاجئين وحق العوده اللتي تسعى اسرائيل وامريكا للقضاء عليه حتى بالوسائل العسكريه والاباده الجماعيه والتهجير الى خارج الحدود الجغرافيه المُتاخمه لفلسطين!!... بالمناسبه: نظرية الضغط على المخيمات الفلسطينيه وتهجير سكانها الشباب الى اوروبا وابعادهُم عن حدود فلسطين وتحييدهُم من وعن ارض المعركه, نظريه موجود ه منذ الثمانينات من القرن الماضي وقد ساهمت سفارات اجنبيه ومن بينها السفاره الامريكيه في تسهيل وتهجير الالاف من الفلسطيينيين في لبنان الى اوروبا واماكن ا خرى!![ نظرية الاجلاء والتحييد والذي تعني اجلاء الشباب الفلسطيني من مخيمات لبنان الى اوروبا وسحبه من ارض المعركه وابعاده عن صفوف المقاومه الفلسطينيه في لبنان ضمن محاولة قدر الامكان تجفيف المنابع البشريه التي تُغذي المقاومه ضد اسرائيل وعملاءها في لبنان من خلال تسهيل هجرة الشباب الفلسطيني في لبنان الى اوروبا واماكن اخرى بعيده جغرافيا عن حدود فلسطين وخطوط المواجهه مع اسرائيل!!]!!
من هنا لابد من الانتباه مثلا الى ما جرى ويجري في حي البلديات في العراق من اباده وتهجير للفلسطينيين اللاجئين بأنه جرى ويجري في اطر توجه امريكي اجرامي جديد تُستعمل فيه ادوات عربيه عميله وميليشيات مجرمه بهدف ترويع اللاجئين الفلسطينين وقتلهٌم وتهجيرهم ضمن نظرية التفكيك والتركيب من جديد لوضعية اللاجئين الفلسطينيون من خلال التهجير الجديد والاجلاء والتوطين هنا وهناك بهدف تشتيت المُشتت وتفتيت لٌحمة ووجود المخيمات الفلسطينيه[ للمثال: اكثرية سكان مخيم نهر البارد على حد معلوماتنا ينحدرون من منطقه جغرافيه واحده في فلسطين وتحديدا صفوريه وما حولها] التي حافظت على كيانها الاجتماعي وانتماءها الوطني لفلسطين وانتماءها الجغرافي الموضعي منذ النكبه وحتى يومنا هذا, ولذا ترى الانتساب الفلسطيني اسما ووطنا وجغرافيا في مخيمات الشتات والوجود الفلسطيني ليس للمخيم كموقع جغرافي لا بل للوطن الام والمنبت الجغرافي:: من حيفا.. من يافا.. من صفوريه... من عسقلان .. من بئر السبع...من بيسان ال.الخ, هذا ما يتداوله وتداولته الاجيال اللاجئه الفلسطينيه اللتي لم ترى فلسطين ومنبتها الاصلي ولكنها حافظت على حلم العوده الى الفردوس الفلسطيني المقدس, وقاومت وما زالت تُقاوم من اجل تحقيق هذا الحق التاريخي وبالتالي ماهو جاري الان من استهداف للفلسطيني وطنا ومهجرا ومن غزه[ نسبه كبيره من سكان قطاع غزه هم من اللاجئين الفلسطينيين] ومرورا ببغداد وحي البلديات وحتى نهر البارد في لبنان هو مخطط امريكي صهيوني وعربي عميل يهدف الى تفكيك القضيه الفلسطينيه من جديد و وتفصيلها وتركيبها بمعايير جديده مفروضه وعلى رأسها خلق فوضى لجوء وتشريد جديده لفرض حلول التوطين وغيرها على اللاجئين الفلسطينين!!.. ضرب مقومات القضيه الفلسطينيه في اطر فرض مقومات" الفوضى الخلاقه" على كامل الوطن العربي من العراق الى لبنان وفلسطين, واستغلال هذه الفوضى لفرض واقع جديد على الشعب الفلسطيني!!... امريكا كدوله فاشيه ونظام مجرم لاترى حرجا في ذبح الفلسطينيين وتهجيرهم من جديد كما هو حاصل في العراق ولبنان,,, والذي جرى في مخيم البارد هو جزء من استراتيجيه امريكيه اسرائيليه جرى استعمال " فتح الاسلام" فيها كشماعه بهدف تمرير مخطط ونظرية التفكيك والتركيب الذي جرى تطبيقه حرفيا في العراق كدوله وشعب,, ويُجرى محاولة لتطبيقه على الحاله الفلسطينيه وطنا ومهجرا....لاحظُوا معنا محاولة جر فصائل منظمة التحرير في لبنان لللحرب والقتال ضد ما يسمى ب" فتح الاسلام" في مخيم نهر البارد على نمط الجاري في غزه بين حماس وفتح,!!, ولاحظوا معنا محاولة اشعال حرب اهليه فصائليه فلسطينيه وطنا ومهجرا ضمن نظرية التفكيك والتركيب وزرع الفوضى في العالم العربي بهدف دعم اسرائيل ومشتقاتها من عرب وفلسطينيين من جهه وبهدف ضرب عصب القضيه الفلسطينيه وهي قضية اللاجئين من جهه ثانيه وبالتالي الكثيرون ينجرون وراء اكاذيب امريكا ولا يعرفون بالفعل من هُم هؤلاء " فتح الاسلام" وما هي مرجعيتهم وهل هم فعلا " عصابه" ام " تنظيم مُنظم" له اهداف.... لا احد يعرف ضبطا من هو هذا" فتح الاسلام"؟! , ولكن الواضح ان هنالك طُعم للايقاع بالقضيه الفلسطينيه والشعب الفلسطيني في اتون صراعات فلسطينيه وحروب اهليه مدعومه من امريكا والنظام العربي العميل بما فيه نظام سنيوره في لبنان!!!.. لاحظوا كيف سارعت بعض الدول العربيه التابعه لامريكا بدعم هجوم الجيش اللبناني على مخيم البارد بحجة اقتلاع "" فتح الاسلام" ولاحظوا ايضا تصريحات بعض الفلسطينيين في لبنان بامكانية مُحاربتهُم ل "فتح الاسلام" بدلا من الجيش اللبناني الذي يوظَّف كما هو واضح لاهداف امريكيه ومحليه لبنانيه قذره!! ومن الواضح ان قاطني المنطقه الخضراء في بيروت يسعون الى حبك الامور من خلال حصار جيش الكارتون اللبناني لمخيم نهر البارد اولا و ثانيا: محاولة اعطاء دور لبعض فصائل منظمة التحرير الفلسطينيه لما يسمى بتحرير مخيم نهر البارد من قبضة " فتح الاسلام"!!, وثالثا وفي هذا الاطر المتحالف مع امريكا: توجيه اصابع الاتهام لسوريا بوقوفها وراء " فتح الاسلام" وتوطيفها لهذا التنظيم!!.. والنتيجه الذي يتوقعها قاطني المنطقه الخضراء في بيروت هي نصر جزءي للجيش لبناني من خلال تحجيم على الاقل قوة " فتح الاسلام" وليست هزيمته بالكامل اللتي لا تبدو واقعيه في ظل موازين القوى الحاليه في لبنان وفي ظل معلومات صحافيه تفيد ان تنظيم " فتح الاسلام" هذا ليس كما يُصوره الاعلام بمجرد "عصابه" لابل انه تنظيم متماسك وشرس في نفس الوقت!!! اذا::: اللعبه اكبر بكثير من الجيش اللبناني وما يسمى ب" فتح الاسلام" وحتى اكبر بكثير من الادعاء بان الهدف من هذه الاشتباكات هو محاولة لتعطيل تنفيذ المحكمة الدولية في اغتيال رفيق الحريري, والتحريض الرخيص على سوريا من قبل جنبلاط ومشتقاته!، لابل ان الهدف الحقيقي هو حشد الدعم العربي العميل لجانب امريكا واسرائيل لتحقيق هدف استراتيجي بعيد لضرب المقاومه اللبنانيه وحزب الله تحت بند وجود الميليشيات والتنظيمات خارج سلطة الدوله اللبنانيه!! وبالتالي محاولة ربط جميع اشكال التنظيمات اللبنانيه بحالة مخيم البارد تنظيم"فتح الاسلام" !!او قدتكون حالة مخيم نهر البارد ايضا مُفتعله!! واليوم كما يبدو يظهر السبب الحقيقي لبكاء السنيوره اما م الوزراء العرب وعلى الملأ ابان العدوان [ تموز 2006] الاسرائيلي على لبنان!! يبدو انه بكى على عدم تمكن اسرائيل من هزيمة حزب الله وليس على دمار لبنان!!!؟؟
ومن الجائز جدا ان افتعال واشعال الحرب في مخيم نهر البارد تهدف بالدرجه الاولى الى التغطية على تسليح الجيش اللبناني من قبل امريكا بأسلحة امريكيه متطوره بهدف محاولة اشعال حرب اكبرمن ماهي عليه الان و المقصود الحقيقي هو حزب الله مستقبلا وخاصة في حال نشوب حرب بين امريكا وايران وامكانية هبة حزب الله لمساعدة ومساندة ايران اذا قصفت ايران مواقع اسرائيليه كرد فعل على قصف امريكي لمواقع ايرانيه!!
من الواضح او قريبا من الوضوح ان الحرب الامريكيه على ايران صارت قاب قوسين وعلى بعد مرمى حجر ولربما الصيف القريب سيكون موعدها, ومن المرجح ان يُشارك حزب الله او يُشرك في الحرب, ويبدو ان امريكا تراهن على تسليح جيش لبنان وميليشيات اعضاء حكومة المنطقه الخضراء في بيروت بهدف توظيفها في مناوشة حزب الله واشغاله داخليا على الاقل في حال نشوب الحرب بين ايران وامريكا واسرائيل!!!
احتمال نشوب حرب شبه اقليميه ايضا وارد لهذا الصيف بين سوريا واسرائيل في حال تعرضت ايران لهجوم امريكي او حتى بهدف تحريك ملف الجولان! وبالتالي يبدو ان شجرة مخيم نهر البارد تُخفي وراءها غابه من الاهداف الامريكيه من ضمنها ايران وسوريا, ولكن على راس هذه الاهداف استهداف االقضيه الفلسطينيه وجميع اشكال المقاومه العربيه والاسلاميه للاحتلالَيِن الامريكي والاسرائيلي!!
الهجوم الامريكي الحالي على لبنان والقضيه الفلسطينيه يتجلى بوضوح في غزارة اطلاق الصراعات وخلق بؤر التوتر وتغذيتها في العالم العربي بشكل عام وفلسطين وما يتعلق بالقضيه الفلسطينيه بشكل خاص:: الوضع الراهن يتلخص في تكثيف النيران السياسيه والعسكريه الموجهه ضد القضيه الفلسطينيه من جميع الاتجاهات والتقاطعات بهدف تفكيك القضيه الفلسطينيه من جذورها واعادة تركيبها وتصميمها على مقاس امريكا واسرائيل ومشتقاتها من عرب والذي يجري في غزه ومخيم نهر البارد في لبنان والبلديات في العراق وما هو اتي يوجد له هدف استراتيجي نهائي وهو تشتيت وتعويم القضيه الفلسطينيه ومنح اسرائيل المزيد من الوقت للسيطره على فتات ماتبقى من فتات اوسلو وسلطة اوسلو اللتي هي نفسها جزء من الاستراتيجيه الامريكيه, ودورها المناط بها هو الحيلوله دون تمكُن حماس من السيطره على مقاليد الحكم في مناطق سلطة اوسلو او على الاقل مناوشتها عسكريا وسياسيا وجرها الى حرب فصائليه كما حصل في غزه!!!.... الجاري بما يتعلق بالقضيه الفلسطينيه هو تفكيك وتركيب وتحييد اكبر قدر ممكن وعدد ممكن من الشعب الفلسطيني عن ساحة المواجهه مع اسرائيل والاحتلال الاسرائيلي والجاري في غزه ونهر البارد هو جزء من مخطط كامل شامل لضرب القضيه الفلسطينيه في صميمها[ قضية اللاجئين] وفي عقر دارها في فلسطين [ غزه والحرب الفصائليه الدائرهناك]!!!!!
واخيرا وليس اخرا اننا كأبناء هذه الامه العربيه لانرى فرق بين جندي لبناني عربي وفلسطيني عربي من مخيم نهر البارد, ونرى ان المجزره الجاريه الذي وقفت وتقف وراءها امريكا والمنطقه الخضراء في بيروت قد راح ضحيتها عرب لبنانيون وفلسطينيون, وهم كلاهما كانا حطب مجزره لعُطب في العقل العربي المُتامر مع امريكا واسرائيل!!