بقلم : سهيل كيوان ... 16.12.2010
- يجب أن تصطلحا..
- لا لا..لا تتعب نفسك...
- أراك مصراً هذه المرة..زعلان كثير...
- الأمور وصلت حدها...انتهى ما بيني وبينه إلى الأبد...أنت لم تسمع ما قال....
- ماذا قال؟
- قال يا سيدي إن حاتم طي يجب طخّه بالرّصاص...
- ولو..ليش... شو السيرة.
- أنا والله لم أؤاخذه على كل الأفكار التافهة التي يحملها، ولا على أي شيء من تصرفاته البلهاء، أما إعدام حاتم طي فهذا لم أحتمله...ولو شو السيرة....هل يعقل أن تصل الخساسة به إلى هذه الدرجة...
- ولكن لماذا. ما الداعي لمثل هذا الكلام.
- إنها خساسته، أنت تعرف أنه دائم الصراخ من غير مبرر، ومن أول كلمة تتحدث معه ينفجر في وجهك بالصراخ ويفتعل مشكلة كي يضيّع الحقيقة...دائما يدعي أن الناس كلهم يكرهونه....طيّب لنفرض أن الناس يكرهونه بالفعل..هل سأل نفسه يوماً لماذا يكرهه الناس. هل يكرهه الناس هكذا من فوق لتحت... ألا يوجد سبب لهذا. يقول إنّ والده كان يكرهه ويفضل أخوته عليه...هل يوجد والد يكره ابنه. وحتى لو وجد والدٌ كهذا..لن يكون هذا بدون سبب مقنع.
قبل أسبوعين قال لي إن أمه تحب أخوته أكثر منه، ولا يذكر أنها قبلته بحب في يوم من الأيام، ولهذا فهو يحقد عليها...يحقد على عجوز ساقها في القبر. صار عمره ستين سنة...ويقول إنّ أمّه لا تقبّله.. بشرفك هذا كلام رجل. هل يعقل أن يفكر إنسان في مثل سنه بمثل هذا التفكير.يقول إنه لا يحترم أحداً من الناس لأنهم لا يستحقون.... طيّب ليش... هل هو أحسن من الناس. بالعكس هو أقل من الناس، ولو أن الناس سيحاسبونه على كل أخطائه وتقصيره معهم لما بقي له مكان بينهم، وفوق كل هذا يدعي أن الناس مقصرون معه، هذا كذب وافتراء، العكس هو الصحيح، هو مقصر مع جميع الناس، مناسبات كثيرة يتجاهلها ولا يشارك فيها حتى لدى أقرب الناس، فهو لا يقدّر قريباً ولا صديقاً، ولكنه يهاجم الجميع ليغطي عورته، هذه سياسة مفلسة، ورغم هذا فالجميع تحملوه ليس لأجله، بل لأجل المرحوم والده..عمّي. ولكن أن يتطاول على حاتم طي ويقول يجب طخّه....العمى...من أنت حتى تطخ حاتم طيّ... دائماً يتذمر من أقربائه، طيّب فليأت بمثالٍ واحد عن تقصير أقربائه.. أصدقائه.. جيرانه أو أهل بلده معه. من تأخّر عندما زوّج أبناءه وبناته. ألم يشاركه كل الناس. ألم ينقطوه. كل الناس احترموه وعملوا له قيمة، ولكنه بخيل وخسيس لا يقدّر الناس، أي طعام قدم للناس...والله أن أرملة تستحي أن تقدم ما قدمه...(مقلوبة دجاج) في عُرس. ولك هل صحيح أن هذا بني آدم. بهدلنا بين الناس...أنا شعرت بإهانة كبيرة. تبهدلت...حبة العرق صارت على جبيني قد الحمصة ..، ثم يأتي بعد خساسته ويريد أن يطخّ حاتم بالرصاص...
- يا أخي حاتم طي مات من زمان ....دعك من حاتم...
- ألا تفهم انه يقول هذا لدناءة في نفسه. لا يريد أن يرى خيرا في الدنيا، يريد لكل الناس أن يكونوا على شاكلته.
توفي والد جاره، وقف الناس في الطريق ولم يفتح بيته، ولك يا حمار البعيد..من أولى منك بأن تفتح بيتك. هل سيأكلك الناس. كل رأسمالها فنجان قهوة سادة وتكون كبيراً، وتكون قد قمت بالواجب تجاه جارك الذي لم يقصر معك يوماً. والله عيب...شعرت نفسي قد حبة السمسم. على كل حال فليكن بخيلا وناكتاً كما يشاء، وليجمع المال... فليأكل المصاري، فليأخذها معه الى القبر، ولكن عيب أن يفتح فمه كالعاهرة ويقول ..حاتم طي يجب طخه..
- يا رجل إنه كلام يقال....
- لا هذا ليس كلاما يقال ...هذا إنسان مصاب بمرض خبيث في نفسه...أنا أعرف أن كل كلامه فارغ ولا قيمة له... لقد بهدل نفسه وقلل قيمة أبنائه، وزوجته كلبه مثله..متطابقة معه. الجميع يعرف أن لا أحد في البلد يحبه ولكن لم أتخيل أن يصل إلى هذه المواصيل...إلى هنا وبس...
- أنت صدرك واسع وكل عمرك تتحمله....وأنا أعرف هذا وكل الناس يعرفون...الناس ليسوا أغبياء...
-إسمع لو بدأت أحكي لك قصصه لما انتهيت...في كل مرة يطلع لي ببرنامج جديد..إنّه لا يعرف شيئاً سوى الانتقاد وهجاء الناس...فلان يجب أن يسجن، فلان يجب أن يحرق، فلان يجب قطع رأسه، فلان سرق البلدية، فلان نصّاب، فلان سرق مترا من الطريق العام، فلانة دايرة على حل شعرها...فلانه فعلت وفلانة تركت. حتى الشهداء لم يسلموا منه...قال لولا أنهم موعودون بالجنة والصبايا لما ضحّوا بأرواحهم.. استشهادهم نابع من طمع وليس وطنية. طيب لو وضع صرماية عتيقة في فمه أليس أفضل له من هذا الكلام...واحد حقير...من أنت أصلاً. بماذا أنت أحسن من الناس. كل شهرين يأتي ليقول اشتريت كذا وعملت كذا...سأجدد السيارة،سأعمّر طابقاً آخر. ولك يلعن أبو السيارات على أبو العمارات. هل سألك أحد ماذا اشتريت وماذا لم تشتر. هل تشتري للناس أم لك. يا زلمة يلعن أبو المصاري التي تذل الإنسان، حتى قهوته لا تُشرب،هذا ليس بني آدم، وفوق كل هذا يتواقح ويقول..حاتم طي يجب طخّه..إخص...
- يعني تحملته كل هذه السنين ولم تتحمل هذه الكلمة ...
- والله كل السنين قلت...يا ولد مشيها.. يا ولد بُكره يتغير.. يا ولد ما إسمه إلا قرابتك وابن عمّك...ولكن خلص وصلت حدها....
- يا رجل، ليس لكما خلاص من بعضكما..ما فعلته أنت كبير..أنت طردته من بيتك...
- أي نعم طردته، وأعرف أن هذا ليس أمرا بسيطاً، ولكن لمن عنده إحساس وخجل وكرامة.....أما من يقل لي هذا الكلام وبوجهي وبصراخ كالمجانين. فماذا ترجو منه...
- أي كلام ..
- هذا الكلام عن حاتم طي..هل ينفع معه معروف؟. هذا ناكر وجاحد،هذا طبعه، ولكن لم أتخيل أن تصل مواصيله إلى هنا...لا ..أبداً....لا أريده أن يدخل بيتي، أرجوك هذه قطيعة بيني وبينه إلى الأبد، إياك أن تحضره معك...لا لا أريده...انتهت العلاقة بيننا...لا أريد هكذا قربى..هذا خسيس...حتى كلمة خسيس كبيرة عليه...قال شو... حاتم طي يجب طخّه بالرصاص..إخص عليك وعلى كل واحد مثلك...
- ولكن يعني ماذا كانت مناسبة الكلام ...لماذا قال هذا عن حاتم...؟
- ولا شيء يا زلمة...فقط سألته...لماذا لم تفتح بيتك للناس عندما توفي والد جارك...ويا حُرّة مع مين علقتي...انفجر بوجهي مثل اللغم، وصار يقذف قذاراته من حلقه حتى وصل الدور الى حاتم... والله لا أحد غيره يستحق الطخ..وبين عينيه..