بقلم : إبراهيم حسين أبو صعلوك ... 01.11.2010
سقطت اللد في ايدي القوات الاسرائيلية في 1948/7/11 ومنذ ذلك الوقت لم تتذكرها الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، وخاصة الأحياء العربية منها الا عند وقوع جرائم القتل فيها فتتوافد عليها قوافل المسؤولين تباعا مشمرة عن سواعدها لانقاذ المدينة مما تعاني منه من استشراء الجريمة وكأن اللد هي المدينة الوحيدة التي تعاني من استشراء الجريمة فيها.
ان الناظر الى توالي سقوط الضحايا جراء عمليات القتل في جميع انحاء البلاد بما في ذلك في الوسط اليهودي ليجد أن مدينة اللد تشكل جزءا من هذا المسلسل الدامي فحسب بمعنى أنها ليس هي المدينة الوحيدة والمتميزة بهذا النوع من الجرائم كما يحاول تصويرها الكثير من المسؤولين الذين زاروها مؤخرا وعلى رأسهم رئيس الحكومة نتانياهو عندما صرحوا بضرورة الاعلان عنها "كمشروع وطني" للنهوض بها مما تعانية.
القتل جريمة بشعة سوءا كان في اللد أو في غيرها لكن الغريب في هذا السياق هو تركيز هؤلاء المسؤولين ومتخذي القرار على مدينة اللد دون غيرها مع أنها لا تختلف عن غيرها بشئ في هذا المجال فاعمال القتل لم تتخطى أي ناحية من نواحي البلاد، ومن هنا فان كان هؤلاء المسؤولين يظنون ان سكان اللد العرب لا يدركون سر هذا الاهتمام الزائد بمدينتهم فهم مخطئون كل الخطأ.
فكل من زار اللد منهم في السنوات الاخيرة لم يقم بأي خطوة لاصلاح اوضاع المدينة المتردية بشكل عام والاحياء العربية بشكل خاص التي تعاني من انعدام التخطيط والبنى التحتية والمساحات الخضراء وساحات لعب الأطفال والمدارس التي تليق بكرامة الأنسان بل كل ما يفعلوه هو اطلاق الوعود بزيادة عدد السكان اليهود في المدينة حتى جاء قرار الحكومة الصادر في 31/10/2010 الخاص بتعزيز اللد والذي لا يحمل خيرا للسكان العرب في المدينة البتة.
من هنا ادرك سكان المدينة العرب أن الهدف من هذه الزيارات هو تأجيج مشاعر العنصرية في المدينة تمهيدا لتشريد سكانها العرب، ولما لا وهؤلاء المسؤولين هم المسؤولون عن توظيف مستخدمي البلدية حيث يبلغ عدد مستخدمي البلدية العرب في اللد 94 مستخدما من أصل 640 مستخدما، ولما لا وهؤلاء المسؤولين هم أنفسهم الذين يطرحون بين الفينة والاخرى موضوع التبادل السكاني ولما لا وهؤلاء المسؤولين أنفسهم يقيمون الاحياء اليهودية في المدينة كالحي الخاص بجمعية " هجرعين هتوراني" في وسط المدينة على مرمى حجر من الاحياء العربية وأخر في شرق المدينة لمسرحي الجيش في حين تهدم وزاراتهم بيوت السكان العرب وتبقي الاحياء العربية دون تخطيط ومن حظي منها بالتخطيط الذي لا يناسب طبيعة حياة السكان أصلا لا يزال حبراعلى ورق ليس إلا، وعلى ما يبدو أنه سيبقى حبرا على ورق ولن يخرج الى حيز التنفيذ لان هؤلاء المسؤولين الذين يستمدون عنصريتهم من فتاوى حاخامهم عوباديا يوسف التي تأمر اليهود بعدم بيع البيوت السكنية للعرب يريدون لعرب اللد اما أن يرحلوا واما أن يبقوا بين وعودهم وبين حجودهم.