بقلم : صالح النعامي ... 25.05.2011
وجه المفكر الإسرائيلي عونير شليف انتقاداً حاداً للرئيس الأمريكي باراك أوباما، قائلاً إنه أثبت إنه يفهم فقط لغة القوة وليس لغة الأخلاق. وفي مقال نشره في النسخة العبرية لموقع صحيفة " هارتس "، قال شليف إن أوباما ارتعد خوفاً من انتقادات نتنياهو والجمهوريين لما جاء في خطابه الموجه للعرب والمسلمين، مما دفعه للاعتذار عما جاء في هذا الخطاب من خلال ما جاء في خطابه أمام مؤتمر " أيباك ". ونوه شليف إلى إن الخوف تملك أوباما من أن يؤدي إغضاب نتنياهو إلى خسارته المال والأصوات اليهودية عشية الانتخابات الرئاسية، مشدداً على إن كل ما يعني أوباما هو الاحتفاظ بكرسي الرئاسة لفترة حكم ثانية. وأكد شليف على أن أوباما أسد الستار على أي امكانية لتحقيق تسوية سياسية للصراع عبر تبنيه موقف اليمين المتطرف في إسرائيل. واعتبر أن تبني أوباما مواقف نتنياهو على هذا النحو لم يدع أمام الفلسطينيين أي مجال لعقد آمال على المفاوضات وجهود التسوية. تساءل شليف: " كيف يمكن أن تتحقق التسوية وأوباما يطلب من الفلسطينيين الاعتراف بيهودية إسرائيل ويملي عليهم مسبقاً التنازل عن المطالبة بانسحاب إسرائيل إلى حدود عام 1967؟ . وشدد شليف على إن أوباما اغتال الحلم الفلسطيني الوحيد المتمثل في الحصول على اعتراف الجمعية العامة للأمم المتخدة، واصفاً خطابه أمام " أيباك " بـ " الصهيوني الصرف ".
انجازات مذهلة
أكد عدد كبير من المعلقين الإسرائيليين إن نتنياهو حقق " انجازات مذهلة " خلال خطابه أمام الكونغرس الأمريكي مساء أمس الثلاثاء. وأكد جميع معلقي قنوات التلفزة الإسرائيلية الرئيسية إن أداء نتنياهو " تجاوز كل التوقعات "، حيث كان الجميع يتوقع ان اوباما سيوبخ نتنياهو، وان نتنياهو سوف يتراجع ويعيش ازمة حقيقية ، الا ان نتنياهو فاجأ الجميع وحقق تقدّماً، وصعد نجمه، فيما تراجع اوباما بشكل كبير. وقال أمنون أبراموفيتش، كبير المعلقين في القناة الثانية إن نتنياهو سحق الرئيس الفلسطيني محمود عباس ولقن الرئيس أوباما درساً لن ينساه عندما أقنع الكونغرس والرأي العام الأمريكي بموقفه الرافض للانسحاب إلى حدود الرابع من حزيران، وأن المفاوضات مع السلطة الفلسطينية " عبثية ". وأوضح أبراموفيتش ان نتانياهو لم يحافظ على المستوطنات فقط وانما أضفى شرعية على التجمعات الاستيطانية في الضفة الغربية و " قهر للمفاوض الفلسطيني ". من ناحيته قال المعلق العسكري روني دانئيل: " لم يعد أمام رئيس السلطة ابو مازن ورئيس وزرائه سلام فياض هامش كبير للمناورة، فهما لا يملكان سوى الطلب من نتنياهو وهو الذي يقرر الان ما يريد وليس امريكا ، والدليل ان الإدارة والكونغرس تسلم بتواصل الاستيطان " . وقد نجح نتنياهو من خلال خطابه أمام الكونغرس من توحيد صفوف حزبه الليكود وائتلافه الحاكم خلف قيادته. فقد اعتبر وزير خارجيته أفيغدور ليبرمان أن " أدء نتنياهو وإصراره على مواقفه يثير الاحترام والتقدير ويعيد لإسرائيل مكانتها ". أما عضو الكنيست عن الليكود تسيفي حوطبئيلي، والتي كانت معروفة بانتقاداتها لنتنياهو، فقد قالت للإذاعة الإسرائيلية في صلف: " أنا فخورة بنتنياهو". "اوباما؟ يحتاج الينا بقدر لا يقل عن حاجتنا اليه".