بقلم : د. عدنان بكرية ... 07.06.2011
لا يمكن لأي إنسان أن يستوعب تسويغات المجزرة التي حصلت بالأمس في مخيم اليرموك خلال تشييع جثامين شهداء الجولان وهذا العمل اسقط القناع عن بعض قيادات الفصائل الفلسطينية التي تبجحت وزاودت على حقوق الشعب الفلسطيني وحمايته ..
سلاح هذه الفصائل لم يرفع لحماية أبناء الشعب الفلسطيني أو لمقارعة العدو منذ عقود خلت.. لكنه يرفع اليوم بوجه أبناء شعبنا المشردين في الشتات متمما المهمة الاسرائيلية مضيفا أربعة عشر شهيدا جديدا الى شهداء 5 حزيران الذين سقطوا برصاص الاحتلال الاسرائيلي..
أبناء مخيم اليرموك لم يرتكبوا جرما ليعاقبوا عليه ! صرخوا بوجه قادة الفصائل بأن ارحلوا من ميدان الجنازة .. فكان الرد دمويا .. فيا للعار على "الفدائي" الفلسطيني الذي يرفع سلاحه بوجه أخيه وفي مشهد غاية بالحساسية وهو تشييع جثامين من سقطوا برصاص الاحتلال .
ان ما حصل في مخيم اليرموك يندى له الجبين ويجب ان لا يمر مر الكرام ..بل يجب معاقبة ومحاسبة من نفذ المجزرة ومن وقف خلف تنفيذها .. ولا نريد كبوش فداء من كوادر عادية .. بل نريد محاكمة المسئولين والمسببين لهذه المجزرة من قيادات وبغض النظر عن انتماءاتها الفصائلية .. لا يهمنا انتماء هذا القائد أو ذالك بقدر ما يهمنا محاكمتهم وجلبهم مكبلي الأيدي الى محكمة ثورية عادلة تقتص منهم ليكونوا عبرة لمن يفكر برفع سلاحه بوجه أبناء الشعب الفلسطيني .
هذه الفعلة المشينة لا يمكن للتاريخ إلا أن يسجلها بأحرف سوداء ولا يمكن للشعب الفلسطيني أن يتغاضى عنها ويمررها مر الكرام .. فالشعب الفلسطيني الذي كابد العناء والاحتلال عقود من الزمن يعرف كيف يقتص من هؤلاء ويعرف أن يقذف هذه القيادات ويعريها .. فقيادات تصدر الأوامر بقتل أبناء شعبها لا يمكنها أن تكون حريصة على حقوقه الوطنية ولا على سلمه الأهلي.
قد نستوعب أن يقدم الاحتلال الاسرائيلي على ارتكاب المجازر .. فهذا الاحتلال أقيم على المجازر وسفك الدماء .. لكننا لا نستوعب ان يقدم فصيل فلسطيني على ارتكاب مجزرة بشعة بحق أبناء الشعب الفلسطيني.. ومهما أتوا بالأعذار والمسببات تبقى المسؤولية محصورة بالفصيل وقيادته .. فهذا العمل الاجرامي خدم الاحتلال الاسرائيلي وأعطاه الذريعة لارتكاب المزيد من المجازر ضد أبناء شعبنا .. زاده شهية بالقتل ومنحه شرعية التصدي للزاحفين الى حدود فلسطين .
الفصائل الفلسطينية كلها تتحمل المسؤولية عما حصل في مخيم اليرموك .. فصمتها عما جرى يعتبر مشاركة بالجريمة .. وعليها أن تتحمل المسؤولية في فضح وتعرية من يقف خلف هذه المجزرة وتقديمه للمحاكمة ... اذ لا يمكن للشعب الفلسطيني أن يبقى يدفع ثمنا لأمزجة الفصائل ومصالحها الفئوية الضيقة..