بقلم : بشرى العزاوي ... 13.07.2010
مع تطور الحياة العصرية وبدخول التكنولوجية الحديثة ، مازالت المجتمعات تعاني من تقاليد وعادات مسيطرة على عقول الكثيرين، نحن في القرن الواحد والعشرين ومازالت الفتاة تعاني الأمرين في حياتها، وكأننا في زمن الجاهلية، اذ انها تعاني العديد من المشاكل التي لا تعد ولا تحصى. وفي هذا التحقيق نسلط الضوء على جزء من هذه المعاناة داخل وخارج الأسرة، من خلال لقاءات أجريتها مع عددا من الأزواج وكان لقاءنا الأول مع السيدة أم رنا..
* هل إنجابك للبنات يعتبر مصدر سعادة لك؟
- أجابت ام رنا وهي ام لخمس بنات في كل مرة أنجبت فيها بنتاً ، وتنقلب أجواء البيت رأسا على عقب، وإلى ضجيج يستمر عدة أيام، والمشكلة الأعظم هي مقاطعة زوجي لي، وكأنني انا من يحدد جنس الجنين ، رغم إني أرى مدى أهمية البنات في كثير من النواحي، يكفي انها حنونة، وطيبة، ومطيعة ولا تجادلني في كثير من الأمور.
*أيهما تفضلين من الجنسين؟
سرى وهي ام لثلاث أولاد وبنتين أشادت الى ان الأفكار البالية والجاهلية قد سيطرت على المجتمع ، ومازالت مسيطرة على كثير من العقول، وهذا ما ورثناه منذ القدم، لقد عانيت من هذه التركة حالياً، فأني لا افرق بين أولادي وشعوري تجاههم متساوياً لأنهم قطعة مني ، أما زوجي فانه دائماً يدعم الولد ويطبق المثل القائل( إذا كبر ابنك خاويه)
*نعمة البعض يفتقر إليها
الزوجان (حسن ورؤى) سردا معاناتهما: مر على زواجنا أكثر من سبع سنوات ولم يرزقنا الله بطفل ، ودائما نتحسر لوجودهم ، واللعب معهم ، وعلى طول الوقت ندعوا الله بان يهبنا طفل سواء بنتا او ولدا لا فرق لدينا ،المهم تأتينا روح تملي علينا هذه الدنيا وتخفف عنا متاعب الحياة الصعبة ، وإننا نستغرب من بعض المتزوجين يتجادلون على رزق الله ، ولا يحمدونه على ما وهبهم من نعمة والتي حرم البعض منها .
*هل الخوف من الزوج يؤثر على المرأة؟
- من جهتها قالت نهاد عبد الله وهي دكتورة نسائية :ان تهديدات الزوج بالطلاق او الزواج بأخرى يدفع بالكثير من الزوجات الى طلب إجهاض الجنين،عند معرفتها من خلال السونار أنها حامل بأنثى، ونلاحظ العكس عند ما تعرف الأم ان الجنين ولداً ستغمرها الفرحة وأحيانا تخفي هذا الخبر تحسباً من أعين الناس وأصابته بالحسد.
وقد يحدث في بعض الأحيان ان أقرباء المرأة التي ولدت بنت تقوم بسرقة الطفل واستبداله بالمولودة الأنثى، ومثل هذا يحدث بالمستشفيات .
*هل يدرك الأب انه على خطأ؟
- حدثنا محمد كريم عن عمه قائلاً عندما أنجبت زوجة عمي بنتاً غضب كثيراً وبدأ بالصراخ والتأفف على زوجته وخرج من المستشفى تاركاً إياها ،رغم انه ليس لديه بنات، فأصبح لا يطيق رؤيتها ، تاركاً إياها بدون عطف ولم يغمرها بحنان الأبوة، ومرت السنين وكبرت البنت الصغيرة وشاءت الأقدار ان يتعرض الأب لانفجار أدى به الى فقدان ساقه، فاهتمت به ابنته التي نبذها، فباتت تسهر على راحته ولم يرَ رفقة لكبر سنه سواها. وبمرور الأيام أدرك الأب انه كان على خطأ، وان تفكيره المتخلف أعمى له بصيرته ,وتيقن ان كل ما يأتي من الله نعمة انعم بها علينا.
*السيادة لأخي تحز في نفسي
شيماء ،وهي ابنة لعائلة متوسطة الحال قالت:إني اكبر إخوتي ،لكني اشعر أصغرهم مكانتاً، والسيادة المطلقة أراها دائماً لأخي، وهذا أيضا يضايقني ، رغم إني لست مقصرة في شيء. فلماذا يطالنا هذا الظلم دائما، وإننا لا نجد أنفسنا في هذا المجتمع القاسي المنقاد حول أفكار جاهلية قديمة فقد حرمت من الدراسة لكوني بنتاً بسبب الظروف الأمنية السيئة التي مرت بنا بعد السقوط حيث جلست في البيت محطمة المشاعر ,لا مستقبل ولا هدف ، ولا طموح ومهددة بالزواج القسري من شخص لا ارغب فيه. أما أخي فيفعل ما يحلو له، يأمر وينهي ولا يستطيع احد أن يلومه، وان أخطأ لا يحاسب ,فأين العدالة في هذه الحياة؟.
* هل جنس الجنين تحدده المرأة؟
- لقد اثبت الدراسات والأبحاث العلمية ان جنس الجنين يحدده الرجل حيث ان الرجل يمتلك كروموسومات من نوع x y ، والمرأة تمتلك كروموسومات نوع xx وكل واحد من الوالدين يعطي كروموسوم واحد.
وبالتالي المرأة تعطي دائماً كروموسوم نوع x، وكروموسوم الرجل هو الذي يحدد جنس الجنين، فاذا كان نوع xy يكون الجنين ذكراً واذا كان نوع xxفسيكون الجنين بنتاً لذا يكون الرجل هو المسؤول عن جنس الجنين.
*نساء سلكن طريقا غير صحيحة
أشار عبد الأمير محمد وهو اختصاص علم الاجتماع ,الى ان بعض النساء يلجأن الى طرق لا يستوعبها العقل ,فالبعض يذهبن لأصحاب الشعوذة والسحرة ,والتصديق بهذه الخرافات ابتغاء رغبة تكمن في الحصول على الولد، ونسيت الله ولم تهتم لغضبة. كل ذلك جراء عقول سكنت الجاهلية وتحجرت أفكارها ,و البعض الأخر يستعملن الإعشاب الطبية ,والأخذ منها بكميات كبيرة متجاهلات أضرارها على الصحة ,ومتناسيات إن الجنين هو رزق من الله ,يهب الإناث لمن يشاء ويهب الذكور لمن يشاء .
*هل وردتك حالات طلاق بهذا الشأن؟
- المحامي مهدي العيساوي قال إن كثيرا من الحالات التي تردني يكون السبب الأساس, إنجاب البنات فقط ,وتعقيبا على إحدى الحالات اذكر إن زوجين طلباً مني ان أطلقهما وأحيل معاملة الطلاق للقاضي بسرعة. ولما سألت الزوج عن سبب الطلاق, قال إن زوجته أنجبت سبع بنات رغم انه مؤمن برزق الله ,لكن ذكر بان الباري عز وجل حلل له الزواج أكثر من واحدة ,و حينها قرر الزواج بأخرى عسى ان يرزقه الله بولد يحمل اسمه ,لكن زوجته لم توافق ولم تستوعب الفكرة ,وطلبت الطلاق وحاول إقناعها لكنها أصرت على قرارها.