أحدث الأخبار
السبت 23 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
جننتونا!!

بقلم : عطا مناع  ... 28.06.2011

نطق وابتسم ووعد وحلل وبسط وستبشر خيرا ورفع حزامه على الكرش بعد وجبة دسمة، كيف لا وهو المخضرم الذي يصول ويجول ويمنح الحياة والراحة الأبدية التي لم يمنحها إياه قبلة إلا الرب، وبالمناسبة يعتقد أنة رب نعمتنا وجالب السلام الروحي للنفوس المتعبة التي أثقلت والمتخمة بثمار الشجرة المحرمة التي أخرجتنا من الجنة ودفعت بنا في أتون الهرطقة السياسية كان نقول مثلا وحبل المشنقة يلتف على أعناقنا من هو رئيس الوزراء فياض أم الخضري، وكأننا نستحضر ما اقلق السابقون الذي جلسوا في صومعاتهم وأمعنوا النظر في الفراغ وطرحوا السؤال الكبير هل يدخل الجمل من خرم الإبرة.
ما بين الخضر وفياض والسؤال الفلسفي العقيم لا زلنا نعيش السنيين العجاف التي اتمنى كغيري من الفلسطينيين ان تذهب لغير رجعة وان يعود اللحن فلسطينيا ولو كان حزين كما تمنى النواب لبلدة العراق، لكن الفرق شاسع بين الأمنية والواقع، فالشعب بكل شرائحه المتضررة من الانقسام انحنى ظهرها من كثرة السجود للرب راجية إن يمنحها السلام الداخلي.
يبدو أنني اغرق بالمثالية والتمنيات التي هي خبز الفقراء الذي تعودوا على إقناع أنفسهم بان الجنة لهم وبالتالي لا داعي للتطلع للدنيا الزائلة التي هي دار الباطل كما يقول لنا رجال الدين في خطاباتهم على مقابرنا مآتمنا حيث يختتموا خطبهم بالطلب منا بقراءة الفاتحة على روح الفقيد الذي مات بالجلطة أو في نفق أو في زنازين التعذيب التي استحدثها الفلسطينيون الجدد الذين استعانوا بالنار والحديد والشيطان الأكبر وعلي بابا والأربعين حرامي ودار الباطل لإسكاتنا.
لا زلت اغرق بالمثالية، أين هي الحلقة المفقودة في حالتنا؟؟؟ وهل تستوي أحوالنا بالتمني؟؟؟ هل يعتمد الواحد منا فلسفة جحا في التعاطي مع الواقع ويرفع شعار المهم راسي؟؟؟ لكن رؤوسنا مهددة ورؤوسهم تستمتع بمرض الدموغوجيا الذي استوطن وتعمق وكاد يصبح حالة مستعصية، والغريب في حالتهم أنهم يضحكون علينا بخلافهم على سؤالهم الفلسفي الذي جننونا بة ...... فياض أم الخضري.
بالفعل واللة الوضع محير، من نختار من الرجلين؟ فياض أم الخضري؟؟؟ هنا استحضر مسرحية ضيعة تشرين عندما اختلف أهل العريس والعروس على الطبخة رز أو عدس فخرج عليهم الفنان نهاد قلعي" حسني البورزان" وحل المعضلة بان يطبخوا مجدره لتنتهي في حين ان الكرم ضاع في خضم الخلاف على الرز والعدم وهنا تستحضرني المقولة التي عرفناها صغارنا وفهمناها كباراً " اللي بعرف بعرف واللي ما بعرف بقول كف عدس".
في بلدنا سادت فلسفة جحا، المهم راسي ولتحرق البلد، وبالفعل لقد حرقوا البلد وقايضوها بالفتات وأصبحنا نتوجس خيفة قبل نهاية كل شهر غضب العم سام أو ربيبته إسرائيل الذين يتحكمون بقوت يومنا في الضفة الغربية وقطاع غزة، فحال الناس اليوم هي الرواتب والمصالحة وحكومة الوحدة الوطنية التي لا اعتقد أنها ستكون الوصفة السحرية لحالتنا لان حالنا كحال السلحفاء التي قررت الانتقال من منطقة إلى منطقة واستعانت بالحمام حيث مسكت بغصن صغير وحملتها حمامتان، وخلال رحلتها شاهدت عرساً فانسجمت وصفقت وزغردت لتسقط على الأرض ميتة، يا هل ترى لمن يصفق كل من أطراف الصراع؟؟ وإذا كانت الحقيقة عكس ما أقول بماذا يفسروا لشعبهم حالة الكوما السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تنهش شعبنا.
جننتونا بالمتناقضات التي رسختوها في الشارع الفلسطيني، وجننتونا بالثقافة الشاذة التي أرسيتموها في مجتمعنا، وجننتونا بكرت غوار والكيل بعشرة مكاييل، هذا يزج في السجن لأنة سرق البيضة وسارق الجمل حرُ طليق، وهذا يحاكم على تهريب 100 بطيخة لا تتوافق مع المواصفات الفلسطينية اما ذاك فيغض النظر عنة لانة يشكل "ركيزة اقتصادية " لنا، جننتوتنا باقتصاد السوق والرأس مال البنكي والسياسي والفكري وارتهان المواطن لجنونكم ومجونكم في بحثكم عن الخلاص ولكن خلاصكم لا شعبكم.
ان يفكر ان يعتدي كهل في الثمانين من عمرة على طفلة لم تتجاوز العشرة أعوام فهذا جنون، وان تلقى تلقي فتاة في بئر على يد عمها فهذا جنون، وان تقتل فتاتان في بداية الانتفاضة على يد الشبيحة باسم الوطن ووصمهما بالعمالة لإسرائيل فهذا حنون الجنون، وان تصبح بعض مؤسسات الانجزة اوكار للنصب والاحتيال فهذا هو السؤال.
قالوا من اسبقونا.... اشربوا من ماءهم، قال احدهم كيف، فرد علية أخر إذا انحن شعبك امشي معاه، لكن الوضع مختلف في حالتنا، فالجنون يجتاح النخبة التي من المفترض أن تقود الدفة، نخبة ضاعت في هرطقتها وسؤالها الفلسفي من الأفضل فياض أو الخضري، حماس أم السلطة، مع دحلان وضد دحلان،في رواتب ولا ما في. الصيف واللة يستر من وضع المياه، والتوجيهي والأقساط الجامعية، مافيا الصابون في قطاع غزة، الأسعار ورامي ليفي، العمل في المستوطنات والبطالة، والبنوك والسيارات والقروض والباقي عندكم.
في بلد كبلدنا لا باس من بعض الجنون، أن نخرج عليهم ونقول كفي استهتاراً بعقولنا والتحكم برقابنا وبمستقبلنا، فبلدنا ليست بعاقر، والوزير لا يولد مختوم على أسفل ظهر بأنة وزير، وما عاد للوصفات الجاهزة مكان، فلننظر إلى ربيع الثورات في وطننا العربي، كيف تسقط الأصنام بعد اكتشاف الحقيقة، وعندنا الحقيقة واضحة لا يستطيعون تغطيتها بالغربال، فالوحدة والوطن والمواطن ليس على رأس أولوياتهم.