بقلم : ... 15.02.2012
كشف تقرير لمنظمة "أنقذوا الأطفال" الخيرية أن سوء التغذية يحدّ من النمو الطبيعي لأكثر من نصف أطفال العالم، كما ورد في صحيفة ذي إندبندنت البريطانيه.ووفقا للتقرير الذي يكشف نتائج الأزمة الغذائية العالمية، فإن ربع أطفال العالم لا يحصلون على الغذاء الذي يكفي لنموهم الطبيعي، وأن 300 طفل يموتون كل ساعة بسبب سوء التغذية.وقال التقرير إن ثمة 170 مليون طفل تحت سن الخامسة قد توقف نموهم بسبب نقص الغذاء، وإن الوضع يزداد سوءا بشكل كبير.ففي بلاد مثل باكستان وبنغلاديش والهند وبيرو ونيجيريا -التي تعد موطنا لنصف أطفال العالم الذين يعانون من التوقف في النمو (أو التقزم)- فإن الأسعار العالمية المرتفعة أجبرت آباء الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية على خفض كميات الغذاء وسحب الأطفال من المدارس للعمل معهم.وحسب التقرير الذي جاء تحت عنوان "حياة خالية من الجوع: معالجة سوء تغذية الأطفال"، فإن ثلث الآباء الذين شملهم المسح يقولون إن أطفالهم دائما يشكون من قلة ما يأكلون.ويشير التقرير إلى أن واحدا من كل ستة آباء لا يستطيع شراء اللحم والحليب أو حتى الخضار.وفي أفغانستان -حيث ارتفعت أسعار المواد الغذائية بنسبة 25%- فإن ستة من كل عشرة من الأطفال لا يحصلون على الغذاء الكافي لتجنب التقزم.ويحذر جوستين فورسيث -وهو المدير التنفيذي للمنظمة الخيرية التي أعدت التقرير- من أنه إذا لم يتم تضافر الجهود، فإن نصف مليون طفل سيعانون من توقف النمو البدني والعقلي خلال 15 عاما المقبلة.ويقول فورسيث الذي عاد توا من أفغانستان إن "30 ألفا يموت سنويا في أفغانستان بسبب سوء التغذية، وإن الجفاف في الشمال عرض الآلاف لخطر الجوع".أسعار المواد الغذائية ارتفعت خلال السنوات الخمس الماضية بشكل كبير بسبب الظروف المناخية وتحويل المزارع إلى إنتاج الوقود الحيوي، والمضاربات التجارية في السلع الغذائية.وتشير ذي إندبندنت إلى أن أسعار المواد الغذائية ارتفعت خلال السنوات الخمس الماضية بشكل كبير بسبب الظروف المناخية وتحويل المزارع إلى إنتاج الوقود الحيوي، والمضاربات التجارية في السلع الغذائية.ففي الدول التي شملها التقرير، اضطر واحد من كل أربعة آباء لخفض الغذاء لعائلاتهم، في حين عمد واحد من كل ستة إلى سحب الأطفال من المدارس لمساعدة الآباء في العمل.وتصف المنظمة الخيرية سوء التغذية بأنه قاتل صامت لأنه لا يذكر بوصفه سببا للموت في الوثائق الرسمية، وهو ما يحد من اتخاذ الإجراءات اللازمة في دول العالم النامي.ويخلص التقرير إلى أن سوء التغذية هو السبب الأساسي لموت ثلث الأطفال، ولكنه لم يحظ بحملات كبيرة مقارنة بالأسباب الأخرى التي تؤدي إلى وفاة الأطفال مثل الملاريا والحصبة ونقص المناعة المكتسب (إيدز).وتلخص الصحيفة بالأرقام ما ورد في التقرير لتقول إن 450 مليون طفل سيعانون من التقزم خلال السنوات الـ15 المقبلة، وإن سوء التغذية يعد السبب الأساسي لموت 2.6 مليون طفل، وإن 300 طفل يموتون كل ساعة بسبب سوء التغذية!!