بقلم : محمد السروجي ... 03.08.2011
مازالت الشواهد تؤكد أن ما يتم من نتائج وثمرات لثورة 25 يناير لم يتوقعها أشد المعارضين تفاؤلاً ولا أشد الحكوميين تشاؤماً ، لكنه قدر الله الغالب وقضاؤه الذي لا يرد، مبارك في القفص ليس وحده لكن بصحبته بعض أهله وذويه ورموز حكمه ، مبارك في القفص مذنباً متهماً قاتلاً فاسداً ، مبارك في القفص الذي أوقف فيه على مدار عقود حكمه الثلاثة ما يزيد عن 100 ألف مصري من كافة التيارات السياسية خاصة الإسلامية ، وقفوا في غالب الأمر غير مذنبين أتت بهم أجهزة فاسدة مفسدة أتقنت فبركة وتزوير المحاضر والأوراق والمستندات والاتهامات ، كتبها جهلة غير مؤهلين معظمهم راسب دراسياً مريض نفسياً لكنه تعلم وتدرب على فنون الكذب والافتراء ، مبارك في القفص الذي أوقف فيه وبعمد جزء كبير من رموز مصر ، أساتذة الجامعات وعلماء الدين ونشطاء السياسة وقيادات العمل الوطني ، تارة بالمحاكم المدنية وأخرى بالمحاكم العسكرية وفي جميع الأحوال التهم جاهزة والأحكام منتهية ، مشاهد سجلها التاريخ في وعي الشعب وفي عقول وقلوب من ظلمهم مبارك المخلوع ، حين وقف في القفص شرفاء الوطن وعلى المنصة قضاة مغلبون على أمرهم وبينهم هيئات الدفاع قليلة الحيلة تعلم أن الأحكام سابقة التجهيز صدرت قبل توجيه الاتهام ، مبارك في القفص الذي وقفت فيه أنا مرات عدة بتهم عدة ، تارة الانضمام للمحظورة وأخرى بتكدير السلم الاجتماعي وأخرى بالسعي لقلب نظام الحكم ، وقفت فيه مرات وحولي زوجتي وأولادي وإخواني وهيئة دفاعي تقول : سيادة القاضي إن الماثل أمامكم لم يهدد أمناً ولم يعتدي على حقاً ولم يفرط في مسئولية بل مشكلته إصراره على إصلاح وطنه والنهوض بمجتمعه بالطريق السلمي الذي شرعه الدستور والقانون ، فقال القاضي متحسراً إنها تهمة الشرفاء ومع إيماني ببراءته لكني سأحبسه خوفاً عليه من الاعتقال ! فهتف بعض إخواني : يحيا العدل !! مبارك في القفص الذي وقف فيه خيرت الشاطر و40 من إخوانه في القضية العسكرية رقم 2 لسنة 2007 م ، و مجدي حسين بتهمة دعم حماس ضد الكيان الصهيوني ، و أسامة سليمان بعد مصادرة أمواله وممتلكاته ، مبارك في القفص الذي وقف فيه خيرة شباب الوطن بتهم الاعتداء على الكنائس ثم كان ما كان حين كشفت الوثائق أن وزير الداخلية والأمن المجرم - الحبيب العدلي – هو الذي دبر ونفذ هذه الجرائم ، مبارك في القفص الذي وقف فيه عشرات الآلاف من المصريين الشرفاء بتهمة حب مصر ، وقف مبارك بل جاء ممداً على سريره مريضاً أو متمارضاً ، لكنه مثل أمام المحكمة لتشهد الدنيا نجاح الثورة وأمانة المجلس العسكري وجدية من فوضناهم لإدارة هذه المرحلة من عمر مصر، ، مبارك في القفص سنة الله في خلقه بعد أن صار الظلم سمتاً وعلماً لنظام حكمه ، فكانت دعوة المظلوم - بل ألآلاف وملايين المظلومين - التي اهتز لها عرش الرحمن فأقسم لها القادر الجبار "وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين " ثم كانت إرادة الله بهذه الثورة الرائدة وهذا الشباب الوطني وهذا الشعب الصابر ثم قدرة الله القوي الغالب ، إنها يد القدرة على الذين ظنوا ألا يقدر عليهم أحد ، ليتحقق قول الحق سبحانه " قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " الآية 26 من سورة آل عمران .. "اللهم لا شماته "!!