بقلم : مسلم محاميد ... 10.7.07
تحُطُّ النّوارِسُ
فوقَ المرافئِ،
تلْعَقُ جُرحاً
عتيقاً عتيقاً
ويسقُطُ معبدُ عشقيَ، يهوِي
كقطعةِ منفىً
وقطعةِ خُبزٍ
كنغمةِ راعٍ، جفاهُ القطيعُ
فَضَلَّ الطّريقا
تحطّ النوارسُ مثلَ جراحي
على سطحِ قلبي، كلوعةِ شوقي
لقهوةِ أمّي، وبسمةِ أمّي
وضمّةِ أمّي وقُبلةِ أمّي
شذىً ورحيقا
سئمتُ انتظاريَ تلكَ السفينةَ
تمخرُ ماءَ القلوبِ بوعدٍ مضيءِ الليالي
لعودةِ بسمةِ سنبلةٍ
تغازلُ في الحقلِ زقزقةً
وتهفو لعزفِ المياهِ، وريحٍ
تغازلُ بيدرَ جدّي
وتلثمُ فوقَ الشّفاهِ شقيقا
فعَوْدٌ وعُودٌ
وُعُودٌ وُعُودُ
سئمتُ انتظارِي
وعودَ القطارِ
وتحتَ الحصارِ
وُلدتُ كبسمةِ زهرةِ حبّ
وفوق الجدارِ
الزّمان يمرُّ
بدونٍِ انتظارِ
سئمتُ انتظاري تلكَ السفينةَ
تمخرُ ماءَ القلوبِ السقيمَهْ
وتعبثُ في البعدِ دفّتُها
لتُقصِيَ قُرْباً
وتُدْنِيَ بُعْدَاً
وتشعلَ في الوعيِ ألفَ حريقٍ
وتحصِي اندلاعَ الحرائقِ فيها+
حريقاً حريقا
يغارُ المحارُ وأسماكُ يافا
من الحزنِ خالَطَ نزفَ الفُؤادِ
فَحُزْنُ فؤاديَ
أكبرُ من بحرِ يافا
وجرحُ فؤاديَ
أعمقُ من بحرِ يافا
وبحرُك
يافا
لَيَعْرِفُ أنيّ احْتَوَيْتُ البحارَ
حنيناً وشوقاً
ويعرفُ أني
جمعتُ البحارَ بلهفةِ حبّي
عشقتُ بلادي
فصار الفؤادُ يثور اتساعا
ولم يستطعْ بحر يافا اتساعا
فما زال بحرُك يافا الفسيحُ
يعُبُّ الدموعَ
ويشكو هواي ويبكي
ولا يستطيع إذا جُنّ حبّي
سِوى أن يضيقا