بقلم : د.شكري الهزَّيل ... 03.06.2011
لا انكر عليكم ان اكثر ما يغضبني ويغيضني هو ليس المواقف الامريكيه الصهيونيه من القضيه الفلسطينيه لابل ما يغضبني هو الولوله العربيه والفلسطينيه والاستهجان المتكرر من المواقف الامريكيه وهي بالاصل مواقف معاديه منذ عقود من الزمن وتحديدا منذ ان فرضت الامبرياليه الامريكيه عملية تقسيم فلسطين عام 1947 من جهه ودعمت بقوة السلاح والسياسه المشروع الصهيوني في فلسطين من جهه ثانيه وبالتالي لم يتغير الموقف الامريكي المعادي للقضيه الفلسطينيه والشعب الفسطيني منذ ذلك الحين وحتى يومنا هذا الا في الشكل والتكتيك والمراوغه لكسب الزمن لصالح الاستيطان الصهيوني من خلال الزعم الامريكي برعاية عملية سلام وهميه الحقت بالشعب الفلسطيني افدح الاضرار ديموغرافيا وجغرافيا وسياسيا لابل ان اتفاقية اوسلو التي رعتها امريكا عام 1993 كانت ابشع في نتائجها من النكبه والنكسه لانها شرعَّنت احتلال فلسطين التاريخيه وفي نفس الوقت قطَّعت وقسَّمت الضفه الفلسطينيه الى مستوطنات يهوديه و كانتونات فلسطينيه قطَّعها جغرافيا وديموغرافيا جدار عازل شق ويشُق كل قريه وكل بيت وحاره على طول وعرض الضفه الفلسطينيه لابل ان الجدار قد عزل القدس بالكامل عن محيطها الفلسطيني وامتدادها وتواصلها الطبيعي مع مناطق الضفه.. ماجرى في القدس من تكثيف للاستيطان الصهيوني كان وما زال ممولا ومدعوما من امريكا التي تزعم انها راعيه للسلام بينما الحقيقه انها راعيه للاستيطان والاحتلال الاسرائيلي لكامل فلسطين وليست مناطق الضفه الفلسطينيه والقدس فقط!!
من استمع ورأى التعليقات العربيه والفلسطينيه على خطاب اوباما الاخير وفيما بعد نتانياهو امام الكونجرس الامريكي, يستشف ان هنالك من يؤمن او يأمل بسلام الرئيس الامريكي الصهيوني باراك اوباما وان هنالك نوع من العتب على سياسة سيد البيت الابيض وسيد الكذابين الجُدد بعد المحافظين الجدد والغريب في الامر ان بعض العرب والفلسطينين اصحاب الذاكره القصيره والمصالح المشتركه مع امريكا ظنوا انه بمجئ باراك اوباما الى كرسي الرئاسه في امريكا سينتهي كابوس امريكا بوش ويبزغ فجر امريكا اوباما المفعم بالعدل والامن والصدق, وهاهو الملاك الاسود يحلق منذ عدة اعوام حول العالم حاملا على جناحيه اسوأ انواع واشكال الكذب والدجل الامبريالي والصهيوني, وهاهو يتعلم فن اتقان الخطابه والكذب ولا شئ غير الكذب ولا حديث عن السلام الا في اطر التسليه وكسب الوقت لصالح اسرائيل التي كثَّفت من هجومها الاحتلالي والاحلالي على الشعب الفلسطيني في عهد اوباما اكثر بالف مره من سابقيه من امثال بوش وكلينتون, واوباما الناعِم واالمتنعم بنعمة كرسي البيت الابيض هو الاسوأ حتى الان بالنسبه للقضيه الفلسطينيه والقادم اسوأ من ما يتصوره العرب, حيث يثبت رئيس امريكا الحالي من يوم الى اخر انه ليست ممثلا لوجه الامبرياليه البشع فحسب لابل وجه بشع لابشع اشكال الصهيونيه الاحلاليه والاحتلاليه التي تأخذ منحى واتجاه جديد في عصر رئيس امريكي اقل ما يقال فيه انه دشَّن مع نتانياهو بداية حقبة صهيونيه احتلاليه واحلاليه واقتلاعيه هدفها اقتلاع الفلسطينيين من كل فلسطين من الضفه الى غزه ومن الجليل الى النقب,.. ومن يُراقب الوضع على الارض في فلسطين فسيلحظ ببساطه الهجوم الصهيوني المُمول امريكيا على كل ماهو فلسطيني كهويه وكمكان وكتاريخ وكجغرافيا,, ففي القدس كما هو في الضفه وكما هو الحال في الجليل الفلسطينيي والنقب الفلسطيني والمدن الفلسطينيه المُهجَّره ,تجول وتصول الجرافات الصهيونيه في جولات هدم وردم لكل ماهو فلسطيني وعلى انقاظ هذا الهدم والردم تنبت مستوطنات صهيونيه بين ليلة وضحاها لابل في المدن الفلسطينيه المهجره قسرا منذ عام 1948 مثل يافا وحيفا وعكا والرمله الخ اللتي تقوم الجرافات الصهيونيه فيها بجرف الحارات والبيوت العربيه لتبني مكانها حارات استيطانيه يهوديه, ولا يقتصر الامر على جرف الفلسطينيون الاحياء فقط لابل ان اسنان الجرافات تدك قبور الاموات وتجرف مقابر الفلسطينيين لتبني عليها مستوطنات ومشاريع صهيونيه تُغير وجه وصورة المكان التاريخيه من خلال محو صورته الفلسطينيه... بالمناسبه امريكا بوش وامريكا اوباما لا تُمول مشاريع صهيونيه استيطانيه في القدس والضفه فقط لابل تمول امريكا اوباما اكبر مشروع تهويدي في الجليل والنقب يهدف الى اقتلاع الفلسطينيون من ارضهم من جهه ويهدف الى خلق اكثريه ديموغرافيه سكانيه صهيونيه في مناطق التواجد الفلسطيني في الجليل والنقب من جهه ثانيه وبالتالي اخطأ من ظن ا ن امريكا اوباما متورطه فقط في دعم الاستيطان الاسرائيلي في القدس والضفه الفلسطينيه فقط لابل ان امريكا متورطه في تمويل عمليات اقتلاع فلسطينيي الداخل من اراضيهم وديارهم وتقوم بتمويل امريكا اوباماعمليات هدم وردم المدن الفلسطينيه التاريخيه واقامة المستوطنات الصهيونيه في حيز المكان نفسه بهدف محو كل المعالم التاريخيه لهذه المدن الفلسطينيه...
امريكا اوباما تعادي كل ماهو حق فلسطيني وتساند كل باطل صهيوني ومن استمع لنبرة الصهيوني اوباما وخطاب الصهيوني نتانياهو امام الكونجرس الامريكي يدرك ان اوباما هو الوجه الاخر لنتانياهو وان الكونجرس هو صورة طبق الاصل من " الكنيست" الاسرائيلي لابل ان الترحيب اللذي لقيه نتانياهو في الكونجرس الامريكي اكثر حرارة من الكنيست الاسرائيلي والدعم الذي لقيه من الرئيس الامريكي للمشاريع الاستيطانيه الصهيونيه اكثر مما كان يتصور ويتوقع , حيث ان الصهيوني باراك اوباما قد تفوق على الصهيوني نتانياهو في الصهينه والتمادي في هضم الحقوق الفلسطينيه.. الصهيوني اوباما يريد فرض هوية دولة اليهود وعدم عودة اللاجئين ولا حديث عن القدس وهو بهذا لا يدعم الصهيوني نتانياهو وتهويد فلسطين لابل يزاود على الصهيونيه بصهيونيته الامريكيه..كان الحديث الامريكي والغربي الامبريالي يدور قبل عدة سنين عن عدم شرعية الاستيطان الصهيوني في الضفه والقدس وغزه ومن ثم صار الحديث يدور عن مستوطنات شرعيه وغير شرعيه, وخارطة طريق بوش..و بعد كل هذا صار الامر تجميد الاستيطان مرحليا... تجميد وليست رفض الاستيطان... والان صار تبادل اراضي وبقاء مستوطنات ولا دوله فلسطينيه دون موافقه اسرائيليه... الصهيونيه الامريكيه والاسرائيليه يسعيان الى تأسيس دُكانه فلسطينيه في كنف الاحتلال وليست دوله. نموذج هذه الدكانه موجود في رام الله..يريدون تطوير هذا النموذج حتى يكون حارس وَّفي للاحتلال والمستوطنات القائمه والقادمه....يريدون استباق نتائج الثورات العربيه الداعمه للقضيه الفلسطينيه بفرض المزيد من الوقائع على الارض الفلسطينيه..اوباما يسعى لتدمير القضيه الفلسطينيه جنبا الى جنب مع نتانياهو ومع الاوسلويين من فلسطينيي الرده في الوقت اللتي تسعى فيه امريكا وعرب الرده ومجلس الهوان " التهاون" الخليجي الى احتواء الثورات العربيه وتكييفها بما يخدم المصالح الامريكيه والصهيونيه والرجعيه العربيه.. الصهيوني باراك اوباما يستغل الفراغ العربي الحاصل وانهماك الشعوب بالثورات لتمرير المشروع الصهيوني في فلسطين التي بدأت تستعيد مكانها كقضيه مركزيه عربيه على اثر الثورات العربيه وعلى راسها الثوره المصريه المجيده... امريكا صاحبة نظرية " الفوضى الخلاقه" تحاول استغلال الفراغ والفوضى الانيه في العالم العربي من خلال الالتفاف على منجزات الثورات العربيه وذلك من خلال اكذوبة تأييدها لمطالب الشعوب بعد ان لفظ او يلفظ حلفاءها من الطغاه نفسهم الاخير.. امريكا ببساطه تريد حفظ امن اسرائيل وترسيخ احتلال فلسطين من خلال الحيلوله دون فلسطنة وتعريب القضيه الفلسطينيه من جديد في العالم العربي...الحيلوله دون عودة القضيه الفلسطينيه كقضية عربيه مركزيه... في هذه الحاله يصبح النقاش حول الدوله الفلسطينيه المُفصله على مقاس امريكا و"اسرائيل" غير مجدي والحديث عن سبتمبر القادم كتاريخ للاعتراف بدولة كبير المُفرطين الفلسطينيين هومجرد وجه اخر للكذب والتضليل الامريكي لانه ببساطه الاعتراف بدوله كارتونيه ووهميه يتناقض مع الواقع على الارض الضفاويه الفلسطينيه المزروعه بالمستوطنات الصهيونيه ويمزق وحدتها الديموغرافيه والجغرافيه جدار صهيوني يتلوى كالافعى في احشاء الضفه الفلسطينيه.. ناهيك عن ماهو جاري في القدس من تهويد لامثيل له من قبل... الامم المتحده الذي يراهن عليها فريق كبير المفرطين هي المؤسسه الاسوأ عالميا في إساءتها الى الشعب الفلسطيني ومساهمتها في طرده من ارضه ناهيك عن عدم احترام والتزام هذه المنظمه الامبرياليه والشبه امريكيه لأي قرار ينصف الشعب الفلسطيني لابل ان هذه المنظمه هي ام اسرائيل الاستيطانيه والاحلاليه وهي المنظمه نفسها التي غطت على جرائم اسرائيل ومجا زرها بحق الشعب الفلسطيني...الولايات المتحده الامريكيه والامم المتحده هما وجهان لعمله واحده قذره ومعاديه لفلسطين والشعب الفلسطيني..!
كل مايريده ويسعى اليه الصهيوني باراك اوباما هو تحقيق حلم نتانياهو والصهيونيه بالاعتراف بيهودية دولة اسرائيل على ارض فلسطين واغلاق الباب نهائيا امام عودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم لابل طرح امكانية اخراج فلسطينيي الداخل وطردهم من بلادهم حفاظا على نقاء الدوله اليهوديه المزعومه..سلام..تبادل سكاني.. تبادل جغرافي..مبادرات.. رعاية سلام..محادثات.. ابقاء مستوطنات.. تعريفات ومصطلحات... كلها اكاذيب واساليب لتمرير المشروع الصهيوني والاعتراف بوجوده على كامل ارض فلسطين.. في القاموس الامريكي والصهيوني لايوجد شئ اسمه فلسطين والخطاب السياسي الامريكي هو نفسه الاسرائيلي واوباما هو نتانياهو لحما وعظما وفكرا.. لاحظوا معنا الوقاحه الصهيونيه الامريكيه التي تعادي ليست فلسطين فحسب لابل تعادي وحدة الشعب الفلسطيني وتعارض المصالحه بين حركتي فتح وحماس وتعارض فتح معبَّر رفح وتسعى الى ادامة حصار الشعب الفلسطيني في غزه وفي كل مكان.. ومن ثم تتحدث امريكا الصهيونيه عن رعاية السلام....ياسلام : كم هي وقحه الصهيونيه الامريكيه .. الوان صهيونيه.. من بوش الى اوباما والقادم اسوأ..
ايها العرب والشعب الفلسطيني بالذات : لا تُعولوا ولا تنشغلوا بخطابات الصهيوني باراك اوباما لابل عولوا وراهنوا على غد قادم بعد انجلاء الثورات العربيه الذي تحاول امريكا وعرب الرده اجهاظها وافشالها حتى لا تكون سندا قادم لا محاله للقضيه الفلسطينيه. دولة فلسطين او دكانة فلسطين التي تريدها امريكا تناقصت حجما وطولا وعرضا وجغرافيا وديموغرافيا منذ تقسيم فلسطين واحتلالها ومرورا بالنكسه وحتى يومنا هذا.. الان صارت الدوله ليست على حدود 67 ولا حديث عن القدس ولا ازالة مستوطنات.. القضيه صارت عربده امريكيه صهيونيه تسعى فقط لاعتراف بدوله يهوديه على كامل فلسطين... اصبروا وثابروا ولا تراهنوا على امريكا الصهيونيه... أوباما ليس"راعيا" للسلام لابل راعيا للاحتلال الصهيوني ومعاديا لفلسطين.... ما حك ظهري غير ظفري والفجر قادم لا محاله.. الخوف يملآ قلوب اللصوص وقطاع الطرق, والطمأنينه تملأ قلوب اهل الحق بعودته الى اهله..عاشت فلسطين عربيه في صحن وحضن امتها العربيه..طال الزمن ام قصر!!