بقلم : د.شكري الهزَّيل* ... 17.07.2010
لا امل ولا تغيير يلوح في الافق, حيث صار الامر استراتيجيه ثابته ونهج ثابت حيث تجرف جرافات الخراب والهدم الاسرائيليه كل يوم وكل اسبوع بيوت عربيه في القرى والمضارب البدويه في النقب...رخمه..طويل ابو جرول.. العراقيب.. وادي النعم.. السيد..كسيفه.. ام نميله.. الباطل.. المكيمن.. سعوه.. خربة الوطن..عتير ام الحيران.. القرين... الفرعه.. بير الحمام.. بير المشاش.. خشم زنه.. بير هداج.. عبده .. ام متنان.. وغيرهم الكثير من القرى البدويه:: كلها قرى ومضارب بدويه نقباويه تعرضت وتتعرض ومعرضه للاعتداءات الاسرائيليه المتكرره سواء من خلال هدم البيوت وترك الناس في العراء او من خلال الاعتداء والاعتقال وتلفيق التهم للبدو للذين يذودون عن ديارهم وبيوتهم وقراهم ال45 التي لا تعترف الدوله الصهيونيه بوجودها وتسعى لتدميرها وترحيل سكانها البدو الى مدن وقرى التوطين القسري...مدن غابات الحجاره..... بهدف الاستيلاء على اراضي عرب النقب ومنحها للمستوطنين الصهاينه الذين يسيطرون اليوم على مساحات كبيره من اراضي عرب النقب.... في النقب يصرخ الظلم حتى ابواب الافق, حين تمنح اسرائيل مستوطنات الافراد الصهاينه كل التسهيلات والحمايه للا ستيلاء على اراضي عرب النقب وفي الوقت نفسه تطارد السلطات والجرافات الاسرائيليه العرب وتهدم بيوتهم وتصادر ارضهم...دوله اسرائيليه دويوقراطيه بامتياز...دويو اتجاه واحد ولليهود فقط.!
تتعرض القرى العربيه في النقب يوميا و تكرار ومرار لجولات من هدم البيوت وتجريف الارض, الا ان عرب النقب وسكان القرى تحديدا يتصد ون دوما للجرافات الاسرائيليه سواء في قرية طويل ابوجرول اللتي تقطنها عائلة الطلالقه التي هدمت اسرائيل بيوتها اكثر من 40مره وبقي سكانها صامدون في ديارهم وارضهم , او في قرية العراقيب التي تملك اراضيها اكثر من عائله من بينهم العقبي والطوره وابوصيام والملاحي او في رخمه او في خشم زنه او في ام نميله وغيرهم الكثير..جميع سكان هذه القرى يتصدون منذ عقود مضت لجرافات الخراب الاسرائيليه ولشركة السرقه المسماه " كيرن كييمت" التي تحاول الاستيلاء على اراضي القرى العربيه الصامده بهمة اهلها المرابطين دوما في ارضهم وديارهم ويتصدون بصدورهم العاريه لقوات الهدم والنهب الاسرائيليه اللتي تحاول الاستيلاء على اراضيهم, وفي هذا الصدد يهمنا توجيه كل التحيه للصامدين والابطال والبطلات في قرانا العربيه النقباويه التي تواجه الة النهب والهدم الاسرائيليه بكل ثبات واصرار على الصمود والبقاء في الارض والديار النقباويه الغاليه وذلك بالرغم من انف اسرائيل الاحلاليه والاحتلاليه.
من الواضح ان الدوله الاسرائيليه المُختبئه دوما وراء اكذوبة " التطوير" واكذوبة " البناء الغير مرخص" تشن مند فتره حرب شامله على الوجود العربي في النقب, ومن الواضح ان القضيه لا تتعلق بهدم بيت او بيتين او ثلاثه بحجة " البناء الغير مرخص" او الاستيلاء على قطعة ارض عربيه هنا او هناك لا بل ان الاستراتيجيه الاسرائيليه تهدف الى هدم شامل للبيوت وازالة قرى عربيه بالكامل من الوجود وعن الخارطه السكانيه في النقب, حيث تعرضت الكثير من القرى العربيه في النقب الى محاولات الهدم الاسرائيليه ومن بينها للمثال لاللحصر طويل ابوجرول والعراقيب وقرية النصا صره ورخمه وعشرات القرى العربيه الاخرى التي لاتعترف اسرائيل بوجودها[ 45 قريه عربيه نقباويه يقطنها 100000 نسمه معرضه للدمار والهدم!!], وبالتالي من الواضح ان اسرائيل قد بدأت مرحلة ما يمكن تسميته بالدمار االشامل للقرى العربيه الغير معترف بها من قبل اسرائيل والقائمه منذ مئات السنين قبل قيام كيان دولة اسرائيل ومن الواضح ان استراتيجية الجرافه والبلدوزر الاسرائيليه صارت نهج ثابت ومبرمج بهدف تدمير التاريج العربي النقباوي سواء على مستوى المكان او الانسان او الهويه الحضاريه والتاريخيه العربيه وبالتالي ماهو جاري في النقب ان اسرائيل تهدم بصوره ممنهجه كل ما هو تابع للتاريخ البدوي في النقب وعلى راسها مصادرة الارض و التغيير الجغرافي والديموغرافي لطبيعة المكان وهدم البيوت وعدم الاعتراف بالقرى العربيه في النقب.
لطالما تشدقت المؤسسة الإسرائيلية الحاكمه بـِ"ديموقراطية " إسرائيل وعدل القوانين الإسرائيلية, ولكن في واقع الأمر شتان بين الدعاية الإسرائيلية وبين الممارسات الإسرائيلية نحو العرب عامة وعرب النقب خاصة اللذين تُمارس إسرائيل ضدهم سياسة وقوانين تشبه إلى حد كبير قوانين الطوارئ والحكم العسكري وسياسة الدمار والهدم الشامل والطرد اللذي يتجلى واضحاً في مُطاردة عرب النقب وُملاحقتهم بهدف الحيلولة دون بقاء العرب في أماكن سُكناهم وديارهم التاريخية التي تواجدوا عليها منذ أمد بعيد يتعدى أمده وتاريخه بكل تأكيد تاريخ نشأة الدولة الإسرائيلية. وهي الدوله التي مارست وتمارس أشد أشكال الظلم والاضطهاد بحق عرب النقب الذين عانوا ويعانون من ويلات السياسة الإسرائيلية مُنذ أن وضعت السياسة الصهيونية الإحلالية نصب عينيها إستراتيجية تهويد النقب التي تتناقض تناحرياً مع وجود وبقاء عرب النقب في أراضيهم وأماكن تواجدهم التي تستهدفها مشاريع تهويد النقب الهادفه الى تغيير خارطته الجغرافية والسُكانية على أساس الاستيلاء على الأرض العربية في النقب من جهة وحصر السكان العرب في مساحة جُغرافية ضيقة على شكل محميات بشرية من جهة ثانية, وبالتالي مُحاولة إسرائيل فرض واقع جديد يتجلى في تكثيف الاستيطان اليهودي في النقب وفي المُقابل تخفيف التواجد العربي وحصره بين مطرقة التوطين القسري وبين سندان المساحة الجغرافية الصغيرة التي خَصّصتها الدولة الإسرائيلية لاستيعاب أكبر عدد ممكن من عرب النقب داخل مدن وقُرى التوطين القسري القائمة منها والمزمع إقامتها بهدف استيعاب ما تبقى من البدو القاطنين في أرضهم وديارهم الاصليه في النقب, وما زالوا خارج المحميات البشرية وغابات الحجاره التي أقامتها إسرائيل خصيصاً لِعرب النقب.
تقلب إسرائيل الصورة الحقيقية على عقب في عملية حديثها عن "البناء غير المُرخص" بهدفً هدم البيوت العربية وتخريب المزارع البدويه في النقب, فبينما تستحوذ المستوطنات اليهودية والمستوطنين اليهود على أكثرية مساحة النقب, تقوم إسرائيل بملاحقة عرب النقب على كل متر ارض في النقب من جهة، وتقوم إسرائيل بحرث اراضي عرب النقب وتخريب مزارعهم ومصادرة المواشي, وتترُك العائلات العربية في النقب دون مصدر رزق يعتاشون منه وعليه وبالتالي تُحاول إسرائيل من خلال هذه السياسة سحب رُخصة عيش عرب النقب على أراضيهم تحت ذرائع عده وقوانين غابة إسرائيل الشاسعة والمطاطة والتي تأخذ منحى ومعنى آخر إذا تعلق الأمر بشرعية الوجود العربي في النقب. وفي المقابل نرى أن المستوطنات اليهودية التي تُقام على أراضٍ عربية في النقب, تحظى بكل الدعم الإسرائيلي وفي مقدمته منح رُخص البناء ومزارع شاسعه تحظى بجميع مقومات البنيه التحتيه الزراعيه. والسؤال المطروح: لماذا ترفض الدولة الإسرائيلية منح عرب النقب رخصة بناء وحق عيش على أراضيهم وفي ديارهم التاريخية؟ ولماذا في المقابل تحظى المشاريع الاستيطانية اليهودية في النقب بكل الدعم الإسرائيلي ورخص البناء؟.
لا تتطلب الإجابة على الأسئلة المطروحة أعلاه جهداً أو فلسفة خاصة, وذلك لأنَّ ا لدولة الإسرائيلية غير معنية بِشيء آخر غير الاستيلاء على أرض عرب النقب بهدف دعم مشروع تهويد النقب بشكل تام, لتعيش فيه المستوطنات اليهودية في سِعة ورخاء بينما يعيش العرب في محميات بشرية فقيرة وبائسة تزداد فقراً وبؤساً مُبرمجاً بِمقدار زيادة عدد العرب التي تهدم إسرائيل بيوتهم وتستولي على أراضيهم, وتقوم بتوطينهم في مدن وقرى السردين التي حددت إسرائيل مكانها وماهية مستوى عيشها في اطر ومفهوم " واحة الديموقراطيه الاسرائيليه".!!
وأخيراً وليس آخراً واجب التشبث بِالأرض لا ينتهي بهدم البيت الحجري أو براكيات الصفيح او حراثة الارض لابل إن التمسك بِالأرض تحت وطأة البرد وأشعة الشمس أو ظل خيمة أفضل ألف مرة من الانتقال إلى مشاريع التوطين الإسرائيلية, والأهم من هذا وذاك أن الحفاظ على الأرض العربيه في النقب واجب تاريخي ووطني. والاهم من هذا وذاك ايضا حق القرى العربيه في النقب في البقاء والوجود,, وحق سكان القرى العربيه في النقب في العيش على اراضيهم وديارهم!! والسؤال المطروح : متى ستتوقف الة الهدم والدوله الاسرائيليه عن استهداف القرى العربيه في النقب!!؟ ومتى سستوقف جرافات الخرَّاب الاسرائيليه عن جرف وتخريب التاريخ العربي النقباوي!!
ومتى سيهب الضمير العالمي والانساني والعربي لنجدة الوجود العربي في النقب وانقاذه من براثين جرائم الدوله الاسرائيليه الاحلاليه و الاستئصاليه!!؟... تحية اجلال و إكبار وشموخ لجميع سكان القرى العربيه في النقب الصامدين في ديارهم رغم طقطقة ال جرافات الاسرائيليه اليوميه الهادفه الى اقتلاعهم من ارضهُم!!