بقلم : ... 27.04.2012
عشية الذكرى السنوية للنكبة التي يحييها فلسطينيو الداخل تحت عنوان “يوم استقلالهم يوم نكبتنا” تواصل السلطات الاسرائيليه ملاحقة الأموات بعد الأحياء من الفلسطينيين .يافا المدينة التاريخية الثانية في فلسطين بعد القدس، والتي عرفت بعروس البحر لازدهارها وجمالها، حولتها إسرائيل إلى غيتوات، تشهد مسلسلاً من عمليات تغيير معالمها الفلسطينية واستباحة مقدساتها . وتعتبر مقبرة القشلة الإسلامية التاريخية الملاصقة للمسجد الكبير في المدينة إحدى ضحايا التهويد، حيث تستعد سلطات الاحتلال لبناء فندق خمس نجوم عليها . بعد الاستيلاء على المقبرة . ويستذكر مسؤول ملف المقدسات بجمعية الأقصى الشيخ كامل ريان مصير مقبرة عبدالنبي في يافا، بعدما شيد عليها فندق “هيلتون” قبل عقود، ويقول “لا يدرك نزلاء هذا الفندق المبهورون بفخامته وبطلّته الرائعة على بحر يافا أنهم يقفون على رفات وجماجم المسلمين” .ولم تنج مقبرة الجماسين في يافا من المصير ذاته، فقد تم تمرير شارع على حسابها، ومد أنبوب للمياه العادمة داخلها في الثمانينات، ولم يكن مصير مقبرة طاسو أفضل حالاً فقد صادرت سلطات الاحتلال في 2008 ثلثي مساحتها وباعتها لشركات تقوم اليوم ببناء مبان سكنية وتجارية عليها، كما حوّلت مقبرة سلمة إلى شقق سكنية . وأكدت الفعاليات السياسية والأهلية في يافا عزمها على التصدي لخطة إسرائيلية لبناء مئات الشقق السكنية فوق أكبر مقبرة إسلامية في المدينة .وكان المئات من أهالي يافا شاركوا الأسبوع الماضي في مهرجان احتجاجي في مقبرة طاسو التي جرى اقتطاع 40 دونما من مساحتها من أصل 81 دونما لمصلحة مستثمرين يهود تمهيداً لتنفيذ مخطط استيطاني .ويقول الاختصاصي في التاريخ، سامي أبو شحادة انه عندما احتلت إسرائيل مدينة يافا مطلع مايو/أيار ،1948 وضعت السكان العرب داخل حي العجمي، ووضعت يدها على كل الوقف الإسلامي، من المقابر والمساجد . وتابع أن الإسرائيليين جمعوا كل عظام مقبرة طاسو في قبر واحد، ومن يدخل فندق هيلتون يستطيع أن يرى تلك الملامح حتى يومنا هذا .أما مقبرة قرية الشيخ مؤنس التي تقوم عليها “جامعة تل أبيب” فهي تتعرض هذه الأيام لعمليات تجريف تجهز عليها بالكامل بغية إقامة موقف للسيارات تابع لكلية “الحقوق” .وردا على سؤال حول سبل مواجهة هذه الاعتداءات قال الشيخ كامل ريان إنها ليست مهمة سهلة خاصة أن الحكومة الإسرائيلية لا تأبه بمقدسات السكان الأصليين في البلاد رغم القوانين والمواثيق المحلية والدولية حول المحافظة على المقدسات .وأشار ريان إلى أن إسرائيل التي تنتهك حرمات المساجد والمقابر الإسلامية ترفض صيانتها وبنفس الوقت ترفض طلبات فلسطينيي الداخل بترميمها بذرائع مختلفة، وتابع “تداس أوقافنا وتحول مقابرنا لفنادق خمس نجوم ومساجدنا لخمارات ومطاعم، فيما تزال كنسهم بالحفظ والصون في المغرب، تونس، سوريا ومصر وغيرها بما يدلل على سماحة الإسلام”!!