أحدث الأخبار
السبت 23 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
ما الذي يفعله العقيد ؟!

بقلم : د. محمد احمد جميعان ... 27.02.2011

" ارقصوا ، غنوا .. والشعب الذي لا يحبني لا يستحق الحياة …. ؟!"
هكذا يهدد العقيد ويضيف ويهدد لفتح مخازن السلاح ليجعلها نار حمراء ..؟!
بالوهم والرعب امضينا حين من الدهر نرسم اسطورة وهيبة واجلالا لانظمة لم تكن اكثر من اسود من الخيال الذي اخافنا واختزن في ذاكرتنا ، انظمة ساقت علينا الشرف والامانة والعروبة والوطنية ، واذ بها تجمع من قوت الشعب وحقوقه ، ليبقى الشعب على فاقته وجوعه ، مليارات تنهب من الوطن وخيراته ، رصدت في حسابات الزعيم الملهم الاوحد واسرته المبجله في الوقت الذي يتباكى من ضيق اليد والازمة الاقتصادية ، يطلب من شعبه شد الاحزمة على البطون ، وبطنه يندلق ارصدة سرية وعلنية في بنوك الغرب والشرق .
لا غرابة ان يرتع الفساد ويعشعش في القلوب والعقول للحاشية والمقربين والزوجة والانسباء قبل الجيوب والصفقات والعطاءات ، ما دامت المظلة وعمودها صنعت وجبلت بالفساد والافساد ، ولا غرابة ان يموت فينا الحي جوعا وكمدا ما دامت الشلة تحكم، وعلى اطرافها المنافقون الذين يسرجون لها الخيل ويضيئون لها الليل ليرتعوا بالوطن كما يريدون ويتركون لنا الصراخ والاستجداء بالاصلاح ..
انظمة الرعب والفذلكة والدجل تكشفت بمشهد بائس مقزز ، ولكنه فضح مقومات تلك الانظمة ؛ فمن " فهمتكم ابن علي " الى " بلطجية ابن مبارك " الى جرذان وعين الحسود التي بشر بها صاحب الكتاب الاخضر "
دماء تسفك ، ولا رمش يرف للطغاة واعوانهم ، بل يمعنون بالغي والفجور وكأن ما يجري فلم سينمائي لغايات اللهو والتسلية .
أي اسفاف هذا الذي لم نكن لندركه لولا عزيمة الثوار في تونس ومصر وليبيا ..
وبالله المعز المذل ان ما رايناه من صفاقة هذه الانظمة وجبروتها جعلنا نتشوق لسقوط مزيدا منها ، ليهدأ لنا البال ويعيش ابناؤنا واحفادنا في امن وامان وامانة وعز وكرامة.
ان الانظمة الفردية التي امسكت السلطة على مدى عشرات السنين تمكنت من القبض على مفاصل الدولة واصبح اقتلاعها يحتاج الى وقت وتضحيات حتى يسقط الدكتاتور او يهرب، فلا تجزعوا ايها الشرفاء ولا تبتئسوا ايها الثوار ..
فهم لا يملكون الا خلط الاوراق ليحتفظوا بمكتسباتهم فلا باس ليعزفوا كل الحانهم، ويمارسوا كل افلامهم ، فلم يعد هناك من يشاهدهم او من يطرب لهم، ان موعدهم الصبح اليس الصبح بقريب ..