بقلم : الديار ... 31.05.2011
بسم الله الرحمن الرحيم
جماهير شعبنا العظيم في كل مكان ،نحييكم بتحية فلسطين المقدسة بتحية شهدائها العظام وأسرانا البواسل ،،المطرزين صورة القدس بهمسات النفس ونبض القلوب صورة أخرى للحياة والوطن صورة حرية وانتماء ،،المعلنين بحناجرهم الخشنة بوصلة مضامينها وطنية ومفرداتها إنسانية تهتدي بوصايا الشهداء أبدا لا تخطئ قبلة الأهداف وهذا عهد الأحرار وقسم الأوفياء ،، هنا كانت بداية الحركة الأسيرة ومعارك الأمعاء الخاوية وانتصار الجوع والآلام على سياط الجلاد حيث الشهيد عبد القادر أبو الفحم سيد المكان والكلمة والعقل والموقف في عسقلان التاريخ والبطولة المصانة بحدقات الرجال والمحروسة من أصحاب الإرادات المؤمنة القابضين على القيد والمبدأ والفكرة الخالدة سواء بمرارات الصبر ثلة من الأوائل أو العناوين النضالية والقيادية لانتفاضة الأقصى المباركة الذين وقفوا في فم التنين أمام تصعيد الهجمة الاحتلالية المسعورة وانقضاضها على انجازات الأسرى المعمدة بالدم الطهور عبر مزيد من الصبر والثبات والوفاء في صورة إضراب متقطع ومتدرج عن الطعام خلال شهر أيار(مايو)2011م، وقد شارك فيه أربعة سجون "عسقلان وإيشل ونفحة وريمون" بعد استنفاذ كافة الوسائل وإغلاق مديرية السجون أبواب الحوار وتنكرها لمطالب الأسرى الإنسانية العادلة ،،تتجلى أهمية هذا الإضراب في توقيته وشكله ومضمونه فلقد شاركت فيه كافة التنظيمات الوطنية والإسلامية إذ يمثل أول تحرك وطني جامع بهذا الحجم منذ إضراب عام 2004 وبوصفه إشارة لوحدة فعلية وتلاحم حقيقي في أرض الميدان واستعادة الحركة الأسيرة لدورها الوطني الأصيل ومحدد لطبيعة وملامح المرحلة المقبلة تتمثل في وقف حالة التدهور والانهيار وسدا إلى غير رجعة لحالة الانقسام التي أصابت معظم القلاع واستبدالها بالوحدة وعنونة الحركة الأسيرة من جديد على الرغم من جراحاتنا المفتوحة جراء اتخاذ بعض القلاع موقف المتفرج الصامت نعي وندرك توابع التجربة في نضالات الحركة الأسيرة إلا أنها تأتي في سياق النضال المشروع والمستمر للتعبير عن مناصرتنا ووقوفنا الفعلي بجانب الأسرى المعزولين بالأساس وعن حقنا في شروط حياة إنسانية كريمة تليق بنضالات وتاريخ الأسرى وقضيتهم العادلة وللبناء عليها مستقبلا في اعتبارها تجربة تحضيرية للمعركة القادمة "معركة وحدة الأحرار" والتي ستكون شاملة جامعة ومدروسة تتوفر فيها عناصر النجاح اللازمة لإعادة الحركة الأسيرة لمسارها الطبيعي سواء تجاه قضاياها الاعتقالية أو المشاركة في الهم التنظيمي والوطني .
أسرانا البواسل ،،جماهير شعبنا العظيم
في هذه اللحظة التاريخية والفاصلة من عمر الحركة الأسيرة التي تتجلى فيها مواقف الرجال المخلصين الأوفياء نسجل اعتزازنا وفخرنا ونشيد بالقلاع وقيادتها التي شاركت في الإضراب وما عبرت عنه من وحدة في الموقف وإجماع على عنونة الخطوة وتسليم راية القيادة والحوار لسجن عسقلان بوصفه حالة تاريخية وحالة إجماع وطني لم يتأثر بتداعيات الانقسام بل حافظت على خيوط الوحدة واليات العمل الوطني مما أهلها لأخذ زمام المبادرة وتحمل مسؤولية القيادة في إشارة واضحة لمكونات الحركة الأسيرة لتجاوز تبايناتها وخلافاتها الداخلية والفصائلية لإدارة دفة الصراع بالطريقة المثلى ، كما وندعو كافة الفصائل والسجون لتعزيز التجربة والبناء عليها وتطويرها استعدادا لما هو قادم، ونشيد بالمؤسسات الرسمية والأهلية والشعبية في الضفة والقطاع التي عبرت عن تضامنها ووقوفها بجانبنا خاصة الأطر والمجموعات الشبابية ووزارة الأسرى ونادي الأسير والأخوة المناضلين "عيسى قراقع وقدورة فارس ومحمد أبو طير وحلمي الأعرج وليلى غنام ود.عطا الله أبو السبح، وغفران زامل، وعبد الله العامودي، ورابطة أهالي الأسري في غزة، ووسائل الإعلام المحلية ، كما ونعلنها مدوية أنه لم يعد مقبولا أمام الدفاع وغنى تجربة الأسر وتخمة المؤسسات العاملة في هذا الحقل وموازناتها السنوية الكبيرة دون حفيظ أو رقيب واستمرار التعاطي مع هذه التجربة التي تمثل صفحة مشرقة في كتاب النضال الوطني والإنساني بذات الآليات وبذات الصورة النمطية الجامدة وإذ نطالب بالعمل الفوري بإيجاد جسم مؤسساتي جامع وفاعل ينهي حالة التشتت والعجز والمسميات الكثيرة المستفيدة والمتاجرة بمأساة الأسرى عبر توحيد الجهود والإمكانات وفق آليات عمل صحيحة وصولا إلى تدويل قضية الأسرى وتوسيع دائرة الفعل والتنسيق مع الأطر الشبابية والمؤسسات المعنية عربيا ودوليا باتجاه تحقيق اختراقة على صعيد حرية الأسري.
لقد جاءت هذه الخطة بعد إقفال باب الحوار وتصاعد الإجراءات القمعية بحق الأسرى تحذيرا وتحضيرا لما هو قادم ولتدافع عن كرامة الأسرى وحقوقهم ومنجزاتهم وقد توزعت أيام الإضراب على النحو التالي "28-29-30" نيسان و " 3-7-11-14-17-21" أيار وتم تعليق الإضراب يومي 27و28 أيار إيذانا ببدء الحوار مجددا ولقد تحققت الإنجازات التالية :
أولا: الانجازات المعنوية:
1. عنونة الحركة الأسيرة بقيادة سجن عسقلان لأول مرة منذ إضراب 2004.
2. إجبار مديرية السجون على التعامل والتجاوب مع هذا العنوان .
3. عبرت الخطوة عن موقف وطني وحدوي شاركت فيه كافة الفصائل .
4. هيأت الخطوة وحذرت من معركة قادمة (معركة وحدة الأحرار) .
5. تزامنت الخطوة مع توقيع اتفاقية المصالحة وندعو هنا كافة الأطر إلى الإسراع في تطبيق الاتفاق وتطويره .
ثانيا: الانجازات المادية:
1. المعزولين : يطال العزل الانفرادي قيادات الحركة الأسيرة الفاعلة والمميزة صاحبة المبادرة والفعل والتأثير إذ يمثل أكبر مأساة إنسانية تجاه الحركة الأسيرة لذا تم الاتفاق على افتتاح قسم 3 في سجن ايشل خلال ثلاثة شهور وتجميع الأخوة المعزولين في هذا القسم بعد إصلاحه ضمن شروط إنسانية توازي في مضمونها الشروط الحياتية في باقي القلاع بحيث تتسع الغرفة الواحدة لأربعة أسرى –زيارات ما بين الغرف يوميا- فورات مشتركة- بالإضافة إلى إدخال تحسينات أخرى على شروط حياتهم هذا في خطوة باتجاه إنهاء هذا الفصل المؤلم عبر النضال المتواصل والمستمر
2. التوجيهي : تم إعطاء موافقة مبدئية وعملية على هذا الحق وستخرج إلى حيز التنفيذ بعد ترتيب كافة الإجراءات اللازمة قريبا بضمان سير الامتحانات بالطريقة الصحيحة والتي تليق بالأسرى ونضالاتهم وتكفل لهم الحق بالدراسة والاستعداد للامتحان وتقديمه والحصول على نتائج توازي جهد الطالب وقدراته الأكاديمية .
3. النظام اليومي داخل القلاع: سيتم فتح حوار في كافة القلاع مع ممثلي الأسرى للنظر بجدية في مطالبهم واتفاق على شكل ومضمون هذا النظام بما ينسجم ومتطلبات وظروف ورؤية كل سجن وعما قريب ستبدأ إدارة السجون بإجراء تعديلات وعمليات ترميم واسعة لغرف الأسرى إذ سيتم إخلاء الأسرى من سجن أوهليكدار ونقلهم إلى سجن ريمون للبدء بالعمل هنا .
4. تم التأكيد على التعاطي إيجابيا مع طلبات الأسرى ونقلهم إلى سجون قريبة من أماكن سكناهم .
5. تم الاتفاق على إدخال تحسينات على قائمة مشتريات الخضار المسوح بها بحيث تشتمل على أصناف تحدث تغيراً جذرياً في نوعية أصناف المشتريات .
6. العقوبات: لقد جاءت العقوبات كإجراء عقابي عبر خطواتنا الاحتجاجية المشروعة أصلا ، عليه التزمت مديرية السجون بإلغاء كافة العقوبات المفروضة على كافة السجون المشاركة بالإضراب الأخير .
7. استعادة المطبخ والمغاسل : تم عرض الموضوع وإبقاء باب الحوار مفتوحا دون إبداء أي رفض قاطع أو التزام محدد .
وسنخرج منها بسلام شامخين
وإنها لثورة حتى النصر
الأسري الفلسطينيون في سجن عسقلان
31 أيار(مايو)2011م