بقلم : بشرى الهلالي ... 28.08.2011
يوم نطقت شفتيك بتلك الكلمة السحرية التي فتحت باب مغارة الاحلام، تحولت النجوم الى العاب نارية.. ارتجفت يدي تبحث عن مأوى، وتعثرت قدمي لتجد خطوة على طريق في ليل معتم.. كنت اعد خطواتك حينما تمضي مودعا، واتوسل ليلي ان يطلق سراح النهار كي التقي عيناك. بتوقد شمعة تصارع الريح هرعت اليك.. صلاة خاشع يبتهل طلبا للنجاة.. على ركام ايامي اشعلت حروفك الذهبية.. نثرت اغانيك وهجا.. ورقصت. عندئذ.. لم يكن للتاريخ مواقيت، ولا للايام نهاية.. ففي عينيك وجدت البداية، كنت اراني فيها، اتلمسني في ارتجافة يدك، اعشقني في حبك اللامتناهي
عبثا احاول الصمت.. تجتاحني فوضى الكلمات، تتسلل الى خلايا الدماغ.. تبعثر الامان واجدني ادور في حلقة مفرغة.. كانت الكلمات صفراء وهي تحاول مغازلة دفء شمسك والعيون تتحول الى محاجر عندما لاتعكس مرآك.. حزمت امتعتي واعلنت السفر اليك دون تأشيرة.. احرقت كل المراكب كي لااجد برا للتراجع. لااتذكر كيف تخللتني حتى صرت اتنفس عطرك واتحدث لغتك واغفو على ايقاع احلامك التي كانت تغطيني (احلام حلوة كبيرة وانت فيها اميرة). هل تذكر قصة الاميرة التي قصصتها لك ذات يوم؟ اجبرتها لعنة الساحرة ان تعيش في برج تنظر فيه الى العالم الخارجي من خلال مرآة عاكسة وتمضي حياتها في حياكة الصوف، يوما ما.. خرقت الاميرة القواعد ونظرت من الشباك فشاهدته على صهوة حصان ابيض، اميرها الجميل، قررت النزول الى الشارع لتشاهد الحبيب المجهول وهي تدرك ان مصيرها الموت، ومع اول خطوة خارج قلعة سجنها الى عالم النور، ماتت الاميرة، تجمع الناس حولها، واقترب الامير ليشاهد مايحدث، ومن فوق صهوة حصانه الابيض قال باسف: كانت شابة جميلة، ومضى دون ان يدرك انه كان السكين التي استلها القدر ليذبح البراءة. قصصتها لك ذات مرة وانا أتساءل ان كان يمكن لليد التي تطعن ان تشعر بالم الجرح.. سؤال غبي من المؤكد ان ورد على اذهان الكثير من الضحايا لكنه ربما لم يرد ابدا على اذهان جلاديهم، والا لما قتل احد؟
يوما ما، ساجمع امتعتي وارحل، هكذا بكل بساطة.. لانني تعبت من الوقوف بين محطتين، لان القطارات تمر دون ان تترجل منها، لكني قبل ذلك ساحاول فقط ان أسألك عن سنوات زرعني البرد فيها على طرقات جليدية.. وعن فتحة الشباك التي تسمرت عليها عيون بريئة طيلة نهارات. ربما لن أسألك، فالاجابة تفقد عنصر التشويق عندما تأتي متقطعة. معك، كانت الكلمات رحلة شاقة.. وبدونك صار الصمت لغة.. تقلقني الخطوات واسئلة حبيسة تلك الشفاه.. لم اعد اخاف الليل فالحزن اشد قتامة.. ماعاد في الافق مايغريني.. فقد اعتادت عيني مرأى غروب الشمس، تنازلت عن كل احلامي، فقط حلم واحد.. بل هو سؤال يغتال احلامي: لماذا...؟