بقلم : زهير ابن عياد ... 06.07.2011
عبارة استفزتني كثيرا, ولكي لا أكون متحجرا, يلزمني الانفتاح على الغير والاستفادة من تجارب الأمم الأخرى...
عبارة وجدتها في البيت على إحدى الأغراض التي صنعت في فيتنام , تأملت القشرة كثيرا , وسرت بي الذاكرة إلى تاريخ هذا الشعب , وبشيء من الحسرة قارنت تاريخ هؤلاء الفيتناميين مع بني قومي الكرام , صحيح إننا عانينا الويلات , ويربط البعض من " الاكادميين " تخلفنا وتأخرنا بالحقب السابقة سواء كان ذلك بسبب الاستعمار وبعضهم يتهم الأتراك بذلك , وممن تعمق في أساليب العلم اتهم أصحاب الثورات العربية السابقة بذلك , وبعضهم صدق في اتهامه لمن تسلط على رقاب هذه الأمة تعديا وتجبرا, نجادل ونناطح في أيام هوت إلى غير رجعة , نظرت إلى الفيتناميين ولم اشك في أن سنوات مداد من الحروب والمعارك مع الأمريكان لم تفت في عضدهم قيد أنملة , بل انتفضوا ونهضوا ونظروا إلى الأمم المتطورة حتى لحقوا بركبهم , قتل منهم الالاف في مذابح فظيعة , وشردوا ومزقزا كل ممزق ... اطنان من الارز يصدرون , وانواع عديدة من الاقمشة , اداء اقتصادي عجيب , وجلب مستثمرين اعجب في حين ما زالت مصر تتعثر في قناة السويس , مع ان هذه الدولة لا تملك النفط او الغاز ويتجاوز سكانها 86 مليون نسمة , الا انها توازي اكبر الدول العربية اليوم ...
ما يقرب 22 دوله ما يفرقهم أكثر مما يجمعهم , لا تملك إلا البكاء على حال هذه الأمة , برامج تافهة فارغة المضامين بل مسخرة قائمة وتشتيت عقول وبعضهم يعتقد " وهذا المعتقد مصيبة إن كنت لا تدري " أنه هذه هي الحضارة والرقي بعينها , فببرامج سوبر ستار ودبلجة الأفلام التركية الهندية , قد ارتقينا سلم الأمم المتقدمة , ونحن نفطنا وغازنا ومعادننا لا نستطيع استخراجها من باطن الأرض , لا ولا نستطيع حملة في الحاملات والإبحار به , حتى البنايات والمشاريع عمرتها لنا العمالة الأجنبية وهي على فكرة عماله " من العالم الثالث " , ومع أني لا أؤمن بالكرة وما والها , فرقنا في الحضيض الأسفل , ويذهب أغنياءنا لشراء برشلونة أو مدريد , قد تشعب الحديث وتواتر , حتى الفنادق لم أجد لها اسما عربيا في أوطاننا ...حتى جامعاتنا
اسرائيل ما ترجمته من الكتب والدراسات في سنة واحدة يعادل ما ترجمه العرب اجمع في عشرة سنين ...
لم أجد شعبا منقسم على نفسه كالعرب كل الأمم مرت باستعمار وويلات إلا أنها لم ترضخ , الصين والهند بشعوبها وثقافاتها لماذا لم تنقسم لدول مثلنا مع أنها استعمرت , حتى أوربا تعاونت واتحدت رغم سبعينيات الحروب , سوانا نحن العرب ما زالت مبغضات الأمور تفرقنا , ويضحك على عقولنا بمجالس تعاون وجامعة عربية ومجلس إسلامي ...
عبارة بصراحة استفزتني إلا إنها لم تحبطني وفي نفس الآن فقأت مرارتي تلك الحقيقة , القائلة بأن العرب يوما كانوا سادة أهل الحضارة ومهتدى طلابها الم تكن بغداد هذه منارة العلم واليها تشد الرحال انظروا كيف غدا حالها تشتت علماءها وتتنازعها الأهواء وكأنه " لم يسمر بها سامر " , كان فينا ابن سينا وابن رشد والخوارزمي وابن فرناس وصاحب البوصلة والملاحة , وراعي علم الاجتماع ابنه خلدون وسابقة عالم الجغرافيا ياقوت الحموي , وأبو الفرج الأصفهاني صاحب الأغاني , فضلا عن انه كان لنا ضروب من الأدب والتاريخ والسياسة والطب والاجتماع ... نملك العمق الحضاري والوعي التاريخي والروح الاجتماعية , وفوق ذلك نأبى إلا الرضوخ ...