بقلم : د.شكري الهزَّيل ... 30.09.2011
التاريخ يعيد نفسه والامم المتحده هي امريكا بام عينها قبل وبعد عصر باراك اوباما وفي ازمان جميع الرؤساء الامريكان منذ عام 1947 وحتى يومنا هذا وهُم الذين دعموا اسرائيل حتى لو داست مجنزراتها وهشمَّت طائراتها جماجم الشعب الفلسطيني, حيث قامت امريكا بالشئ نفسه تقريبا منذ عام 1947 حين مارست الضغوط على العديد من الدول للتصويت لصالح قرار تقسيم فلسطين ضمن القرار رقم 181 اللتي تبنته الجمعيه العامه في الامم المتحده في29 نوفمبر/تشرين الثاني1947 ولم تمر عدة اشهر على قرار التقسيم حتى أُعلنّ قيام الدوله الاسرائيليه في14 مايو/أيار 1948 وذلك بعد ان دمرت العصابات الصهيونيه المئات من القرى الفلسطينيه وارتكبت ابشع المجازر بحق الشعب الفلسطيني الاعزل واحتلت العديد من المدن الفلسطينيه ناهيك عن طرد وتشريد الاكثريه الساحقه من الشعب الفلسطيني , وحتى تلتَّف امريكا والامم المتحده على قضية جريمة تشريد الشعب الفلسطيني وطرده من وطنه تبنت الجمعيه العامه في 11 ديسمبر/كانون الأول 1948 القرار 194 حول حق العودة الذي بقى معلقا حتى يومنا هذا لابل تطالب امريكا باسم اسرائيل منذ فتره بالغاء هذا القرار . ولم تمُر عد ة اشهر حتى تم قبول عضوية اسرائيل في الامم المتحده وذلك في- 11 مايو/أيار 1949 ومنذ ذلك الحين والامم المتحده تصمت على جريمة تشريد الشعب الفلسطيني وتتخذ القرارات الشكليه والجوفاء لالهاء الشعب الفلسطيني من خلال الكلام المعسول التي طالما " بصَّلتهُ" امريكا باجهاظها جميع القرارات المتعلقه بحقوق الشعب الفلسطيني وبالتالي ماجرى هو العكس وهو ان امريكا والغرب والامم المتحده قد تنكروا جميعا للحقوق الفلسطينيه والقرارت الدوليه المتعلقه بهذا الشأن وفي الوقت نفسه شجعَت امريكا اسرائيل على المزيد من الاستيطان والاحتلال لكامل فلسطين التاريخيه وهذا ما جرى في حرب حزيران عام 1967 واحتلال الضفه وغزه وسيناء والجولان وفي العام نفسه وتحديدا في 22 نوفمبر/تشرين الثاني 1967 تبنى مجلس الأمن القرار رقم 242 الداعي لانسحاب القوات “الإسرائيلية” من الأراضي المحتلة خلال حرب يونيو/حزيران 1967، وهي الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية وسيناء والجولان,وهو القرار الذي لم يُطبق مثله مثل باقي القرارات السابقه التي لم تخرج الى حيز التنفيذ بسبب الدعم الامريكي المطلق لاسرائيل في الامم المتحده وهو الدعم الذي كان مدعوما دوما ب "الفيتو" الامريكي للحيلوله دون ادانة اسرائيل او فرض حلول سياسيه عليها داخل الامم المتحده والمحافل الدوليه... المعادله الامريكيه منذ العام 1947 هي تقديم المعونات العسكريه والاقتصاديه لاسرائيل حتى ترسخ وجودها وتفوقها العسكري والاقتصادي وفي الوقت نفسه التصدي الامريكي من خلال سلاح ال" فيتو" لاي محاوله فلسطينيه للاستقلال او محاولة ادانة جرائم اسرائيل بحق الشعب الفلسطيني في الامم المتحده ومجلس الامن..!
ارتكبت اسرائيل منذ العام1948 وحتى يومنا هذا ابشع اشكال المجازر والمذابح بحق الشعب الفلسطيني ولم يتمكن المجتمع الدولي ادانتها في الامم المتحده بسبب الفيتو الامريكي الذي قدم الحمايه الدوليه لاسرائيل وشجعها في الوقت نفسه على ارتكاب المزيد من الجرائم والانتهاكات وهذا ماهو جاري حتى يومنا هذا والانكى من هذا وذاك ان امريكا الزاعمه بانها " راعيه للسلام والمفاوضات ومبرمجة خارطة الطريق" هي الداعمه والحاضنه الاولى للاستيطان الاسرائيلي في الضفه والقطاع وكامل التراب الفلسطيني لابل ان امريكا تشجع اسرائيل على المزيد من الاستيطان والاحتلال حتى تحسن شروط الجانب الاسرائيلي في المفاوضات مع الفلسطينيين على اقامة دوله فلسطينيه كارتونيه ووَّهميه في اطار كانتونات ديموغرافيه وجغرافيه مقطعه في الضفه والقطاع والدليل على هذا ان امريكا نفسها شرعَّنت الاستيطان الاسرائيلي في الضفه والقدس وحالت دون ادانته في الامم المتحده إما من خلال حق النقض الفيتو او من خلال تجويف القرارات الدوليه في الامم المتحده وجعلها مجرد حبر على ورق لتتأكل مع مرور الزمن ولذا نرى للمثال ان مجلس الامن ادان في في25 سبتمبر/أيلول 1971: إجراءات اتخذتها “إسرائيل” لتغيير وضع القدس وما جرى منذ ذلك الحين وحتى يومنا هذا ان القدس العربيه غرقت في بحر من الاستيطان والتهويد القسري والممول لمشاريع الاستيطان والتهويد في القدس هو امريكا نفسها لابل ان الكونجرس الامريكي اعترف بالقدس كعاصمه لاسرائيل وطلب نقل السفاره الامريكيه من تل ابيب الى القدس بالرغم من ان هنالك قرار دولي بان القدس الشرقيه ارض محتله وهي العاصمه للدوله الفلسطينيه العتيده والقادمه....قادمه طبعا من وجهة نظر الخداع الامريكي والغربي والى حد ما العربي والفلسطيني..!
بالمناسبه وفقط للتذكير بعد حرب اكتوبر عام 1973 كان هَّم امريكا الاول هو عزل مصر وعقد اتفاقية كامب ديفيد لاضعاف الموقف الفلسطيني وتقوية الموقف الاسرائيلي وهذا ما تجلى واضحا بعد العام 1979 في مسلكية اسرائيل الاستيطانيه في الضفه والقطاع والعدوانيه نحو منظمة التحرير لتهميش دورها من خلال العدوان الاسرائيلي على لبنان عام 1982 لضرب قوى المقاومه في لبنان وابعاد المنظمه فيما بعد الى تونس ومن ثم جاءت تطورات واحداث كثيره اهمها انتفاضة الحجاره عام 1987وقطع مسار هذه الانتفاضه وقطف ثمارها قبل نضجها من خلال اتفاقية اوسلو الكارثيه لعام 1993.. الاتفاقيه وُقعَّت في واشنطن[13سبتمبر1993 ]وبرعايه امريكيه ومع هذا استمر الاستيطان الاسرائيلي في الضفه والقطاع ليصبح اليوم اضعاف الاضعاف ومطروح للنقاش...لم يعد الاستيطان الاسرائيلي في الضفه والقطاع غير شرعي من وجهة نظر امريكيه وغربيه. وللتذكير نصت احد فقرات اتفاق اوسلو الموقًع في واشنطن على "على إقامة سلطة حكومة ذاتية انتقالية فلسطينية، ومجلس تشريعي منتخب للشعب الفلسطيني، في الضفة الغربية وقطاع غزة، لفترة انتقالية لاتمامها في أقرب وقت ممكن، بما لا يتعدى بداية السنة الثالثة من الفترة الانتقالية" واليوم بعد مرور هذا الزمن الطويل ونحن في عام 2011 استفحل الاستيطان الصهيوني في مناطق الضفه وفرض معطيات اخرى مطروحه للتفاوض من وجهة النظر الامريكيه والاسرائيليه ولم نشهد انتهاء الفتره الانتقاليه ولا ولادة الدوله الفلسطينيه..ماهو موجود اليوم هو الشئ نفسه سلطه فلسطينيه مقزَّمه ومنقسمه بين غزه والضفه من جهه واستيطان اسرائيلي في الضفه والقدس يلقى كل الدعم الامريكي من جهه ثانيه وبالتالي الذي جرى ان امريكا نفسها صارت تجتَّر ما تَجتره اسرائيل وهو اطلاق مصطلح مستوطنات شرعيه وغير شرعيه...كذب امريكي...تسلسل خداعي مفضوح منذ العام 1947 وحتى يومنا هذا...
عودة الى الامم المتحده والرفض الامريكي للدوله الفلسطينيه والاقتراح الفرنسي بمنحها صفة "مراقب" لنذَّكر بانه في نوفمبر/تشرين الثاني 1974 القى رئيس منظمة التحرير الفلسطينية الراحل ياسرعرفات كلمته الشهيره" غصن الزيتون والبندقيه" أمام اجتماع الأمم المتحده حيث منحت الأمم المتحدة منظمة التحرير وضع مراقب، وهوالوضع الذي تتمتع به فلسطين حتى الآن في الامم المتحده...إذا..رفض اوباما واقتراح ساركوزي هو من عدمه لان الاثنان والغرب الامبريالي لايريدان الاعتراف بدوله فلسطينيه الا بعد ان توافق عليها اسرائيل وذلك بعد ان تشبع الاخيره استيطانا ونهبا وتترك للفلسطينيون بعض الفتات الجغرافي ليُقيموا عليه ما يسمونه دوله او كارتونه.. ليس مهما..المهم بالنسبه للغرب ترسيخ وجود اسرائيل والاعتراف بيهوديتها من منطلق الواقع المفروض الان على الارض..
ابقوا معنا.. حتى نواصل بلا فاصل ملاحقة حبل الكذب الامريكي: في.- 10 مارس/آذار 1980 صدر عن مجلس الأمن القرار رقم 465 الذي يدعو الاحتلال الاسرائيلي الى “ازالة المستوطنات القائمة وعلى الأخص التوقف عن إقامة وبناء والتخطيط لمستوطنات في الأراضي العربية المحتلة منذ عام 1967 بما فيها القدس”.. العكس هو الذي حدث وهو ان الاستيطان الاسرائيلي واللتي تموله امريكا صار اضعاف الاضعاف وعدد المستوطنين في الضفه والقدس تضاعف الى عشرات الاضعاف الى حد ان تصبح القدس العربيه بسكانها العرب شبه "جيتو" يحاصره الاستيطان والمستوطنات اليهوديه في القدس وما حولها ناهيك طبعا عن محاولة تدمير احياء عربيه كامله في القدس كَحي سلوان مثلا..كذب صهيوني امريكي واممي مشترك..يقولون القول ويفعلون عكسه!!
في 19 نوفمبر 2003 اتخذ مجلس الامن القرار رقم 1515والقاضي بالاعتراف ما وصف ب"خطة خارطة الطريق للسلام “نحو حل دائم يقوم على دولتين للصراع الإسرائيلي - الفلسطيني. لاحظوا معنا الكذب الامريكي والاممي وكيف ان جورج بوش ذهب وذهبت معه خارطة طريق كذبه ودون قيام دوله فلسطينيه ومن ثم جاء خلفه باراك اوباما بدون خارطه وبدون تأييد لقيام دوله فلسطينيه اسميه في هيئة الامم المتحده وذلك في العام 2011 اي بعد ثمانية اعوام على اقرار كذبة خارطة الطريق بالذات في هيئة الامم المتحده التي هي في الواقع الوجه الاخر لامريكا واسرائيل..فلسفة الكذب الامريكي والاممي!
إبقوا معنا لنلاحظ معا تأكيد الكذب بالكذب وللمثال في16 ديسمبر/كانون الأول 2008 تبنى مجلس الأمن قراراً، يؤكد فيه دعمه لعملية السلام في الشرق الأوسط لكننا لم نرى حتى مجرد مفاوضات جديه منذ ذلك الحين في حين استمرت وتيرة الاستيطان الصهيوني في الضفه والقدس دون رادع..كذب امريكي واممي في ظل فرض اسرائيل الوقائع على الارض..
إبقوا معنا في هذه الفقره المفضوحه وهي ان الولايات المتحده بقيادة اوباما الكذاب قد استخدمت في 18 فبراير/شباط 2011 حق النقد "الفيتو" لإجهاض مشروع قرار قدمته الدولالعربية لدى الامم المتحدة لوصف المستوطنات “الإسرائيلية” بغير القانونية .. ويبقى السؤال هنا : من يصدق هذا الكذب الامريكي والاممي في ظل استعمال امريكا "الفيتو" مرارا وتكرارا لحماية اسرائيل من اي ادانه على جرائمها البشعه بحق الشعب الفلسطيني..غيض من فيض هذه الجرائم هو مثال هدم مخيم جنين عام 2002 وهدم قطاع غزه بالكامل عام2008&2009 وحصار غزه المستمر منذ سنين والذي اعتبرته الامم المتحده حصارا شرعيا تقوم به اسرائيل برا وبحرا وجوا...الفيتو الامريكي موجود لحماية اسرائيل امميا وتشجيعها على هضم الحقوق الفلسطينيه لابل تشجيعها ايضا على ارتكاب المجازر بحق الشعب الفلسطيني دون حسيب او رقيب...الفيتو جاهز لاجهاظ اي محاوله لمحاسبة اسرائيل في الامم المتحده!!
واخيرا وليس اخرا يستعد[21- 23 سبتمبر2011 ] رئيس السلطه الفلسطينيه محمود عباس لتقديم طلب[حتى هذه الاثناء وكتابة وزمن هذه المقاله؟] لعضوية فلسطين في الأمم المتحدة والجهود الغربيه على ذمة الراوي منصبه لاقناع عباس بتاجيل تقديم الطلب حتى يتفادى الفيتو الامريكي ويستمر في طريق الكذب الامريكي...مفاوضات وهميه في ظل مستوطنات حقيقيه تزحف نحو كل بيت وحاره فلسطينيه على الارض الفلسطينيه..شبر.. شبر. والكذب الامريكي والاممي مستمر منذ ستة عقود ونيف,, والعذاب الفلسطيني مستمر ويأخذ مناحي خطيره.... إبقوا معنا: لنقول لكم ان:مسلسل الكذب الامريكي والأممي بما يتعلق بالحقوق والدوله الفلسطينيه مستمر والاحتلال الاسرائيلي لم يبقى حجرا على حجرا في 450 قريه فلسطينيه عام 1948 وشرد انذاك اكثرية الشعب الفلسطيني واليوم لم يبقى في فلسطين شبرا دون احتلال واستيطان وما زال الكذب الاممي والامريكي مستمر..طبعا لاننسى الكذب الفلسطيني والتضليل الجاري...كنت سأقترح على محمود عباس ان يلقي كلمته الاخيره في الامم المتحده بكلمة شرف تاريخيه: نعم للدوله الفلسطينيه كامله شامله ولا مكان بعد اليوم لمسلسل الكذب الامريكي والأممي بما يتعلق بالحقوق والدوله الفلسطينيه...ان يرمي محمود عباس بغصن الزيتون في الامم المتحده ويذكرهم بان ياسرعرفات قد مرَ من هنا قبل عدة عقود حاملا هذا الغصن...وها انا محمود عباس أُلقي بغصن الزيتون على مرأى من جموع الامم الذي خاطبها عرفات....وما ادراكم كيف كانت نهاية عرفات وغصن زيتونه.. حاصروه حتى الموت بالرغم من انه مد يده للسلام..احرقوا غصن الزيتون!!