أحدث الأخبار
السبت 23 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
يا دكتور فياض: لعم للتقشف!!

بقلم : عطا مناع  ... 19.01.2012

سأكون مباشراً ، أنا مع التقشف ، واللة العظيم اُتخمنا ، وأصبح بعضنا يرتاد محلات الاكس لارج ، أنا مع فياض والحكومة، وخاصة أنها حكومة تكنوقراط ، وبصراحة اكبر أنا مع الدكتور فياض لأنة بكل بساطة عارف وشايف، وأنا مع الضرب بيد من حديد وزيادة الضرائب على الشعب، وأنا واحد من هذا الشعب وأشعر أنني ميت، وأؤكد أن الضرب في الميت ليس بحرام، وان الشاة لا يهمها سلخها بعد ذبحها، لذلك أنا المواطن الميت الذي يطمح بجنة السماء والحور العين وانهار السمن والعسل.
أنا مع الدكتور فياض في سياسته التقشفية، وبما أنني مواطن ميت فلا داعي لحياة البذخ التي أحياها ، وعلي أن أتذكر أن العدس هو لحمة الفقراء، والفواكه من الكماليات، ومن المهم أن اقتنع أن التعليم لأبناء الذوات، ويكفي الفقراء شرف الشهادة على الحواجز أو خلال توجههم للمستوطنات لانتزاع رغيف الخبز من فم التنين، وعلى الفقراء أن يفهموا أن جنتهم في السماء وليس على الأرض، فكل ما حولهم وهم مقابل الذي ينتظرهم في الجنة التي عرضها عرض السماوات والأرض.
أنا مع الحكومة، لان الحكومة مكشوف عنها الحجاب، وتسهر على راحتنا ليل نهار، صحيح أن هناك فساد، يا جماعة الفساد ظاهرة كونية، شو يعني واحد يسرق من الشعب عشرة أو عشرين مليون، وشو يعني الامتيازات والتفريعات، علينا أن نفهم أن شعبنا شعب الجبارين كما قال الشهيد ياسر عرفات، نحن جمل المحامل، علينا شد الأحزمة أذا بقي لدينا ما نشد علية الأحزمة.
علينا أن لا نكثر من حالة التذمر، فلننظر إلى الصومال وأفغانستان، علينا أن نرى الشعوب الإفريقية التي تعيش المجاعة، لنحمد القدير فالأوضاع عال العال، ومن المهم جداً أن لا يكون عندنا حقد طبقي، فالحقد الطبقي بسبب مشاكل، والمشاكل تأتي من المعرفة، إذن علينا ترسيخ مفاهيم الأمية السياسية والاقتصادية، وعلينا أن نحذر من قرع الطناجر احتجاجاً، وعلينا أن نطيع أولي الأمر منا حتى لو جوعونا وساقونا إلى المسلخ دون أن نشرب ولو بعض الماء.
الحكومة اجلها القدير على حق، حتى لو فصلت 26 ألف موظف، فلا بأس أن تجوع الآلاف العائلات من اجل الحكومة، المهم بياض الوجه أمام البنك الدولي والغرب، يكفينا فخر التقارير التي تؤكد أننا نسير بخطى حثيثة في عملية البناء كم تقول الحكومة، حتى لو بالغت الحكومة، علينا أن نمرر لها، لان السياسة فن الممكن، والممكن نسبي، والنسبية تبيح المحظورات وعلى رأسها الديماغوجية التي يفسرها المثقفون بالتضليل. أنا مع الحكومة ومش مع الأستاذ رفيق النتشة المحترم، لأنني متفهم الفساد والفاسدين والمفسدين، صحيح أننا بلد الشهداء والمقاومين والوطنيين والأسرى، لكن يا عمي مرحلة وعدت، أنا مع الفاسدين فاكهة المرحلة، وأنا مع أن أكون مثل غولساري كما وصفة جنكيز ايتماتوف، وغولساري يا أخوتي هو بغل من بغال الحكومة اللواتي يطلقون عليها الرصاص عندما يجتاحها الهرم، لكن الفرق بيني وبين بغال الحكومة أنني أعيش الصراع الداخلي بين كوني إنسان والدونية التي ينظرون لي بها كمواطن التي انحدرت إلى درجة أدنى من بغل رفيقنا ايتماتوف.
أنا لم اعد افهم وفقدت القدرة على التمييز والتقييم وقراءة الأحرف، اشعر أنني أضع شوافات البغل على راسي، واعجز عن التمييز بين النعم واللعم، أنا مع المفاوضات وضد المفاوضات وأنا مع الحكومة وضد الحكومة، أنا مع الفاسدين واضرب تعظيم السلام لهم وأفسح لهم الجلوس في الصدارة، أنا اصدق الشعارات الكذابة عن البناء والتنمية، وأنا من تنكر لأبناء جلدته، وأنا ما عدت افهم من أنا ، لذلك لست معنيا إن فرضوا الضرائب أو لم يفرضوها، ولست متعاطياً مع التحليلات المناهضة ولا المؤيدة، لست معنيا بالحكومة التي أفقدتني الإحساس بالأشياء، ووصمتني بعقم التحليل، أنا ابن النصف قرن الذي يعيش خريف العمر، ينتظر اللقاء بمن سبقوة وعاشوا الحياة بطولها وعرضها.
أنا مع الحكومة، حتى لو قالت أن الشمس تشرق من الغرب، ومعها حتى لو شطبت الربيع من حياتنا وحولتها إلى شتاء قاسي، وأنا مع الحكومة لو أطعمتني الشعير، فيكفيني من الحكومة أنها تسمح لي أن التقت الصور التذكارية معها، تقطف الزيتون معي وتضيء لي شجرتي، وتتصور مع محراثي، أنا مع الحكومة مع الصالح والطالح فيها.آنا واحد من هذا الشعب، وليس اكثر من شيطان اخرس لأنني ساكت عن الحق.
أنا استحق اكثر من التقشف وشد الأحزمة، ولا بأس من أن تجرم الحكومة لحمي عن عظمي، وان يبني الفاسدون قصورهم من جماجم الشهداء، لعم للحكومة وسياسة الحكومة، ولكن أللعم هذه ضرب من المقايضة حتى على الموتي، وإذا عجز الإحياء عن رفع الصوت وقرع الخزان في وجهة الحكومة سيعود الأموات من قبورهم ليقولوا لنا كما قال العم طاهر وطار الشهداء سيعودون هذا الأسبوع، عندها ستعرف الحكومة أن اللة حق والشعب ليس بميت.