بقلم : د.شكري الهزَّيل ... 07.10.2011
مرت وستمر زوبعة الدوله الفلسطينيه وهيعة المهرجين بعد حين وسيشيع المنبهرون والمنصهرون في بوطقة الكذب والخداع الاممي اوراقهم واوراق ثبوتية فلسطين الى مقبرة اللجان الدوليه وكأننا في حالة يُتٍم تبحث دوما عن مأتم تشيع فيها الميت ذاته مرارا وتكرارا, نخرجه من القبر ونعيده اليه ونطلق للعويل سرحه في مواكب التشييع وفي كل مره يخف وزن النعش ونقول ونكرر لم يعد هناك ميت يُحمَّل ولا يستاهل ويستحق هذه الجنا زات التي لم تتوقف منذ عقود مضت في زمن كانت فيه القضيه الفلسطينيه يافعه وحاضره بكل قوة لحمها وعظمها ومنذ ذلك التاريخ الرمادي ودخول القضية الى دكان القصاب وهي تُقطع اربا اربا وما زالت تخضع لارهاب سكين القصاب ومعاونيه حتى يومنا هذا.. كل يوم يقطعون طرفا وكل عاما يسلبون حقا من حقوق الشعب الفلسطيني ويلقون به في مزادات المزاودات الدوليه والصهيونيه.. كان ما كان وامكن ما امكن في ذاك الوطن الذي يلوح طيفه عبر الحدود ووراء البحار حيث حط الغرباء رحالهم ودقوا اوثاد اطنابهم وصاروا اهل الديار في ظل غياب اهلها القسري وغياب الغياب في اكناف الغائب والحاضر وطيات عتمة الزمن التي تعثر في حلكتها المصير الفلسطيني الذي صار يبحث عن ضوء في وسط النفق حتى لا يتوه في مفارق الانفاق والمطبات التاريخيه التي زجَّنا في وسطها اعداءنا وحلفاء اعداءنا الذين بزغوا وترعرعوا وسط الزرع الفلسطيني ليُزرعوا فيما بعد لقلع الزرع وتصحير الطريق بدلا من تصحيحها نحو فلسطين..
يا سيداتي سادتي اينما كنتم وتواجدتُم.. ازمان تشييع جنازة القضيه الفلسطينيه بدات منذ عقود مضت وما زال موكب التشييع مستمر حتى يومنا هذا.. تارة نقتلها وندفنها واخرى نبعثها حيه وفي كل مره تتناقص اطرافها والجنازه ما زالت مستمره ندخلها القبر الاممي ومن ثم نخرجها وتبدأ المراسيم من جديد وفي هذه الاثناء وعبر ازمان التشييع..مات ابوها وامها وعمها وخالها وخال خال خالها وقالوا لا يهم ولا تهتَّم سنسير بما تبقى في موكب جنازه يتكرر منذ ان اختفت حيفا ويافا عن انظار اهلها وظلت صامته تُشيع بيتا بيتا وحارة حاره الى مثواها الاخير في مقابر الاستيطان الصهيوني وما زالت الجنازات مستمره في وطن الاوطان واكناف اكنافها وفي اطرافها اطرافها عشعشت غربان المأسي تنعق على فلسطين من النهر الى البحر ومن الارض الى الافق...يارايح على نيويورك حاملا عُرف من عروف وأغصان الوطن.. اليس لهذا العُرف شجرة او عروف واغصان مشتته داخل الوطن وخارجه...كل هذه الاغصان والاوطان تُختصر في عرف زيتون تائه في طيات المسافات بين نيويورك ورام الله..جئتكم حامل هذا العُرف واخر ما تبقى من عروق حيَّاء في عالم فقد معاني كل الاعراف و الحياء ووالاخلاق الانسانيه ونحن نفسنا دعمنا معنى واقع ضياع الاعّراف والاخلاق الامميه بعُرف من شجرة زيتون يحرقها او احرقها مغتصب قادم من بروكلين نيويورك.. مفارقات..متاهات....مشانق. ..جنا زات.. وما زلنا نسير في مواكب التشييع وحالات التحنيط والبكاء على اطلال وطن يبيعه البعض من بيننا من موقع الاكناف واعشاش الاوكار التي عشعش فيها غربان السقوط الفلسطيني المدوي نحو هاوية التاريخ وهامش الوطن لابل فتاته الذي يسوقه التافهون بانه اخر وطن واخر ما تبقى لكم ولهم...
ذاك الواقع والجاري على مرمى نظر وحجر ليس الوطن الفلسطيني لا بل دوله يهوديه واقعه وحاصله وعفى الزمن على ما مضى وعليك ايها الفلسطيني المتلبس في القمباز الاممي الامريكي المجرم ان تبني لك عشا او جُحرا على طرف العُرف يتعايش مع دولة مشيده على ثلاثة ارباع شجرة الوطن ويسيل لعابها على الربع الاخير.. عفوا.. وزاحفه نحو الربع الاخير ولربما في هذه اللحظات تناقص الربع ارباع... التبست علينا الامور وتداخلت بين القمباز الفلسطيني والعباءه الامميه والدوله اليهوديه والقرارات الامميه حينما كُنَّا وما زلنا قسرا نعاني من وطأة الأُميه السياسيه والتاريخيه والجغرافيه.. الاميه القسريه.. أمية وطن.. امية جغرافيا.. امية تاريخ... وكأنه لا يوجد من بيننا من يُجيد قراءة التاريخ ومعرفة الجغرافيا سوى عباس وعبدربه وشعث وكبير المفرطين الفلسطينيين حتى يبيعوننا وهم اسمه دوله فلسطينيه بلا فلسطين.. دولة ورق مفصله على مقاس الصهيونيه والامبرياليه لابل دوله مقصقصة الاجنحه والاطراف ومع كل هذا يرفضها الامميون المزعومون من منطلق انها "كثيره علينا" وكبيره جغرافيا ويجب ان تتسع للمستوطنات والمستوطنين اصحاب الارض والمكارم والذين يتنازلون عن جزء منها مع مخاض والم كبير كما يقول نتانياهو!؟..ياه.. مش معقول.. الى هذا الحد وصلنا بان ننتظر مكرمة المستوطنين على الفلسطينيين من الربع المتبقي من جغرافيا وطن حتى تعترف الامم الامبرياليه بوجودنا.. لا ليس صحيح.. الصحيح هو حتى تعترف اسرائيل اولا بوجودنا بعدما نعترف بوجودها ويهوديتها وننكر وجودنا واثارنا المتبقيه في الوطن المنسي من الجليل شمالا وحتى النقب جنوبا.. لا ادري اذا كانت مقابر اجدادنا المنتشره على طول وعرض فلسطين تكفي كدليل باننا مرَّرنا من هنا؟... ولا ادري بالمجاز الافتراضي والعرضي اذا كان هنالك دليل قاطع اذا كُنا موجودين كفلسطينيين اصلا قبل زمن جمهورية رام الله وزمن ارقام ال48 وال67.. مساحة المقاطعه ويا دُوب.. خارجها تحتاج رام الله لتصريح مرور حتى تتمكن من التواصل مع السفارات الاجنبيه وليست مع الشعب الفلسطيني.. التواصل بهدف الوساطه لتسهيل مرور وزراء دولتنا الفلسطينيه المزعومه...عن احوال مواطني الدوله لاتسأل ولا تتساءل.. معتقلين في كانتونات الدوله ومقطَّعين بين اكناف وطيات السور العازل.. الاخ يحتاج لتصريح لزيارة اخيه القاطن على بعد امتار وراء السور.. ناهيك عن الملايين المنسيين القابعين في مخيمات البؤس وينتظرون العوده منذ عقود وجود دولة اليهود المزعومه الذي لا يريد محمود عباس امكانية ازعاج وجودها وعن حق عودة هؤلا ء الملايين لا احد يدري عن فحوى وُريقة عباس وصديقه عبدربه صديق بيلين ووثيقة جنيف.. وُريقة طلب الاعتراف بدولة فلسطين الممسوخه والمسلوخه عن تاريخ وجغرافيا فلسطين والقضيه الفلسطينيه..من جديد تعود عقارب ازمان التشييع الى تشييع القضيه الفلسطينيه في نعش الدوله المزعومه.. دولة عباس وعبدربه وشعب الرواتب.. شعب فلسطين وشعب الرواتب ودولة شعب فلسطين ودولة الرواتب...الطلب الذي قُدم في نيويورك كان وما زال طلب عضويه لدولة شعب الرواتب ولا علاقه لها بالحق التاريخي ودولة شعب فلسطين... لاحظوا معنا ان دولة شعب الرواتب النيويوركيه تقضم حق دولة شعب فلسطين وتنخر عظام وحدته الجغرافيه والديموغرافيه والوطنيه ووطنا ومهجرا..انهم يشنقون فلسطين وطنا وشعبا من اجل كانتون رواتب في رام الله وانهُم يذهبون الى نيويورك دون تفويض ودون تمثيل لابل مع ضبابيه مقصوده لفحوى ورقة نيويورك.. خطاب وتصفيق واحتفالات واستقبال حافل في رام الله ورسائل وبرقيات تمجد الرئيس...عاش الرئيس ومات الوطن.. لم اسمع في التاريخ ان شعب ما يستقبل قيادتة بحفاوه عندما تبيع وطنه..عشنا وشفنا... كيف تحول المأتم الى عرس والجنازه الى موكب فرح واستقبال...خطاب...وحتى لا تنهش ذاكرتكم وتسرقها خطابات الرئيس نقول ان خطابات الرئيس ونهجه عاثت نهشا وخرابا في كامل مقومات واطراف القضيه الفلسطينيه والحديث يدور عن ان سيادة الرئيس تنازل في نيويورك الامم الامبرياليه عن ثلاثة ارباع فلسطين..الرئيس تنازل عن الاحياء واعظام اجدادهم المزروعه في رحم الارض الفلسطينيه... الرئيس اصطحب معه الى نيويورك جماعة وثيقة جنيف اللتي تتنازل عن حق عودة اللاجئين.. الرئيس يَّعدم الوطن حتى يعيش هو وحاشيته...ذاكرة السنين لن تنهش قبر الرئيس وحاشيته فقط لا بل ستنهش قبور كل من ايده وصفق له واستقبله استقبال الابطال على حساب فلسطين..ذاكرة السنين ستلعنكم ولن تجدوا في الكتب سوى مشنقة التاريخ ولن ينعى احد سيادة الرئيس سوى الغربان المُغربه والهائمه والمتيمه بحب دولة الرواتب..دولة الفتات الجغرافي الذي سيتركه الاحتلال الاسرائيلي بعد ان يشبع نهشا و نهبا وسلبا واستيطانا في الارض الفلسطينيه!!
واخيرا وليس اخرا امريكا ليس الله ورب القضيه الفلسطينيه حتى ينتظر قدَّرها وغيثها الفلسطينيون لابل ان امريكا هي عدوة فلسطين شعبا وارضا وان الاوان ان نكنُس ونرفع وصاية امريكا عن القضيه والشعب الفلسطيني.. الذي سلم رسنُنا الوطني ومصير شعبنا للاحتلال الاسرائيلي وامريكا هم هؤلاء الساقطون تاريخيا..سيادة الرئيس وحاشيته. الرئيس ونهجه الانبطاحي...الرئيس المزعوم الذي صمت على تهويد القدس ويبيعنا وهم دولة نيويورك..دولة الرواتب وليست دولة الشعب الفلسطيني.. ذاكرة السنين: جنازة فلسطين..عاش الرئيس ومات الوطن!...ذاكرة السنين ستلعن هؤلاء في معاشهُم ومماتهُم وستلعنهُم حتى في قبورهم.. الشعب الفلسطيني سيعيش ويبقى قابضا على حقه.. وما ضاع حق ووراءه مطالب واحد ..وما بالك ب احد عشر مليون مُطالب!!