أحدث الأخبار
السبت 23 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
متى سيأتي ربيع القدس!!

بقلم : سوسن خضر النواجحة ... 28.03.2012

كم جميلٌ أن تستيقظ الأمة من سباتها، وتشعر بمدى قدرتها على التأثير في مجريات الأحداث، بعدما نامت رغماً عنها في بطن العجز زمناً طويلاً، وتضع نصب أعينها قضاياها المصيرية وتسير رافعة رأسها بخطى واثقة نحو المستقبل لتصنع مجداً يليق بماضيها التليد.
كم جميلٌ أن تنظر الأمة لمقدساتها بنظرة تستحقها، وتسحق بها كل المحاولات التي تسعى لإبعاد المقدسات عن دائرة اهتمامات الأمة.
كم جميلٌ أن تعلن الأمة رأيها أمام الملأ دون خوف أو وجل بأنها مستعدة لبذل الغالي والنفيس من أجل تحرير المقدسات من دنس الاحتلال.
إن المسيرة العالمية نحو القدس التي ستنظم يوم الجمعة هي بلا شك وليدة الربيع العربي الذي بدأ من تونس ومر بعدة دول ولا زال يهب بنسائمه على دول أخرى، وفي هذا الربيع إشارة واضحة على أن الأمة، وإن تاهت في صحراء الخلافات وسكنت غياهب القهر أمدا طويلا، فإنها تجد من يوحد قلوبها ودروبها ويضع طاقاتها لخدمة قضاياها المصيرية، كما أن من الدلالات التي تحملها مسيرة القدس العالمية هي إنها تتزامن مع ذكرى يوم الأرض، وهي بهذا التزامن تؤكد على أن القدس جزء أصيل من الأرض العربية والإسلامية، وأن الاحتلال وإن نجح في تغيير ملامحها وتشويه معالمها على أرض الواقع، فإنه لن ينجح في اقتلاع حبها من قلوبنا، لأن حبها شجرة مغروسة في قلوبنا ونرويها بدائنا.
إن القداسة التي تنعم بها القدس في قلوبنا وعقولنا لم تأتِ من فراغ، فنحن كمسلمين لا نقدس حجارة أو أشخاص، بل إن القدس ورد ذكرها في القران الكريم والسنة والنبوية الشريفة بشكلٍ يجعل المسلمين يدافعون عنها ويعملون من أجل تحريرها ودعمها بكل السبل الممكنة والمتنوعة وكل في بلده وموقعه.
إن هذه الفعاليات ذات قيمة كبيرة جداً، ورغم أهميتها يجب ألا تبقى حبيسة الإطار الموسمي، بل يجب تنظيم المزيد من الفعاليات المختلفة في كل زمانٍ ومكان طالما بقيت أنفاس القدس خاضعة للعداد الصهيوني، لأن استمرار هذه الفعاليات يخيف الاحتلال، ويضمن شحن همم الأمة لتنشيط قضية القدس على كل المستويات، ويزرع الأمل في قلب الأمة ويبشرهم باقتراب التحرير وزوال الكيان .
وفي هذا المقام فإننا نطالب بضرورة العمل على إعداد برامج متناسقة للسير بخطى موحدة من أجل كشف الإجرام الصهيوني بحق كل مكونات القدس ببشرها وحجرها وشجرها، خاصة في ظلال الربيع العربي الذي أزهر نضوجا في وعي الأمة تجاه القدس، وألا تبقى خطواتنا محصورة في إطار رد الفعل،لأن القدس بحاجة إلى جهود كل المخلصين المبادرين من أبناء الأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم، لأنها مدينة تفتح ذراعيها لكل من أراد أن يقول كلمة حانية لها، وتفتح بساتينها لمن أراد ان يزرع بها وردة، أما من يطالبها بالانحناء أمام قدم الصهاينة وينزع قلبها، لن يجد إلا الشوك، والى أن يأتي ربيع القدس وتزور نسماته بيوتها ويستنشقه سكانها ، فإننا سنبقى ندافع عن القدس حتى النهاية.

*كاتبة فلسطينية