بقلم : د. شكري الهزَّيل ... 6.10.07
بين الفينة والاخرى يطل علينا وعلى الاعلام معتوه واشنطن ليتحدث عن "الديموقراطيه" الجاريه على قدم جزمة كاوبوي وساق فوهات مدافع امريكا في العراق, وكأن حال مجرم القرن يقول للجميع ان ما ترونه وتشاهدونه في العراق من قتل ودمار ماهو سوى مقلوب على مقلوب تتناقله وسائل اعلام تضليليه ومعاديه لامريكا وتكساس مسقط راس غليس امريكا الذي جاء الى العراق فاتحا مبينا ومُبشرا بعصر بزوغ ديموقراطية جديد اساسها الكذب ورأسها فتح ابواب القتل والنهب والذبح والتعذيب على مصراعيها في العراق لابل ذهب الفاشي والمجرم رامسفيلد عام2003 بعيدا ليُبرر نهب وتدمير تاريخ بغداد بعد سقوطها في ايادي التتار والرعاع الجدد بقوله انذاك "" ان العراقيين[ عندما يُدمر الرعاع وينهبون تاريخ حضارة بغداد والعراق!] يُعبرون عن فرحتهم بالديموقراطيه الجديده " التي جاءت بها دبابات وطائرات امريكا ومشتقاتها من ميليشيات ورعاع مأجورين جاءوا خصيصا كمرتزقه مهمتها عدم ابقاء حجر على حجر من ماضي وحاضر العراق مهد الحضارات الانسانيه لابل ان هذا العراق العريق كان موجودا بقرون كثيره قبل نشأة امريكا على جماجم الهنود الحمر وخوضها فيما بعد حروب الدمار والخراب في العالم من هيروشيما اليابان ومرورا بكوريا وتقسيمها وزرع فيتنام بالمواد الكيماويه والموت لقرون قادمه وحتى احتلال العراق وتدميره وطنا وترابا وتربه ومياها إما من خلال الذبح والقصف المباشر كما هو جاري او من خلال استعمال اسلحة الدمار الشامل واليورانيوم وغيره من المواد الكيماويه والاشعاعيه وتلويث مساحة شاسعه من ارض العراق ومياهه واجواءه!... صدقوا او لا تصدقوا لو حدث رُبع الجرائم المرتكبه في العراق في اي دوله او ارض غير عربيه او اوروبيه لقامت الدنيا ولن تقعد ال ابمحاكمة بوش وجنرالاته كمجرمي حرب,, لكن ولأن الامر يتعلق بدوله عربيه تسير وستمضي قوافل الموت والاموات في العراق دون عائق او سائل في ظل الاحتلال الامريكي ومشتقاته من عُملاء الربطات والعمامات من من عمَّمُوا سادية وعادة قوافل اعراس الاموات على عموم وكامل التراب الوطني العراقي ضمن "ديموقراطية " وحرية القتل والاباده اللتي حوَّلت العراق الى اكبر مقبره جماعيه واجتماعيه واكبر عرس دموي ومأساوي اختلط فيه دم الملايين من العراقيين ضحايا بوش ومشتقاتها بعذابات ومأساة قوافل الملايين من المشردين واللاجئين العراقيين!!.. يجب ان تهجُركم الذاكره يا عرب ويا بشر ويغيب عنكم الواقع حتى تُصدقوا كلام معتوه واشنطن امام هيئة الامم الامبرياليه وحديثه عن الديموقراطيه في العراق وافغانستان ولبنان!!!.. نسي هذا العدو الهمجي ماهو ماثل امام عيوننا في العراق ونسي هذا المعتوه اننا ما ما زلنا نعيش ونذكر على الاقل كيف زرعت اسرائيل 2006 لبنان بالقنابل العنقوديه الامريكيه ودمرت المدن والقرى اللبنانيه اللتي ما زالت شاهدة عصر حالها حال بغداد والعراق على همجية امريكا ورئيسها المعتوه اللذي يظن خاطئا ان وقوفه على منبر هيئة الامم الامبرياليه سيساهم في صبغ كلامه بالمصداقية الدُنيا!!!...كيف يمكننا فهم هذا التناقض بين بوش وجنرالاته: حين يقول جنرال امريكي ان ما اسماه بجيش العراق ومعه جيش الاحتلال الامريكي لايُسيطر سوى على ثمانيه بالمئه من مناطق العاصمه بغداد بعد حرب اباده مباشره وغير مباشره واحتلال منذ عام 2003,,,؟؟ كيف يتحدث معتوه واشنطن عن الديموقراطيه في حين تتحدث كبرى الصحف البريطانيه " الاندبندت" عن اغتيال مبرمج لحضارة وتاريخ العراق وتدمير مبرمج لمعالمه التاريخيه والحضاريه؟؟.. كيف تتحدث امريكا ومجرمي حربها عن الديموقراطيه والحضاره حين تعيث خرابا ودمارا ليست في المدن العراقيه فحسب لابل ايضا عندما تبني قوات الاحتلال الامريكي معسكراتها وقواعدها على وفي داخل مواقع ومدن اثريه عراقيه تُعتبر من الارث البشري وتحت حماية منظمة اليونسكو!!!؟؟.. هل يحق لهذا الكاوبوي الهمجي الذي يدمر حضارة العراق وارثه البشري ان يتحدث عن دمقرطة العراق في الوقت الذي يعيث فيه الرعاع وجيش من المرتزقه قتلا وذبحا في الشعب العراقي!!!.. هل هذا اللذي جاء لزرع الطائفيه في العراق اصلا ديموقراطي؟ ام مُلطخ بعظمة القوه والقتل ورائحة النفط والنفط الغالي مقابل االدم العراقي الرخيص!!.. .. الدم العراقي العربي بشيعته وسنته ومسيحيته هو المهدور في العراق, وهو الدم الذي اراد بوش ان يخط به مشاريع احتلاله واحلاله في العراق!!!..هل يعرف هذا الامبريالي المجرم الذي يطرح مشروع تقسيم العراق في الكونجرس الامريكي الصهيوني شئ اخر غير القتل والدمار؟!! هل جاء هذا لشئ اخر غير زرع الدمار والخراب والفرقه في العراق!!؟
ان الذي جاري في العراق من ذبح واباده هو من انتاج واخراج امريكا ومشتقاتها وهو الفوضى الدمويه اللتي تراهن عليها امريكا في العراق, وما يُشاع بأن القضيه قضية شيعه وسنه في العراق ماهو الا هراء وكذب خلقته امريكا وتسعى الى تطويره وزرعه في العراق!!.. لاحظوا معنا بأن نسبة المُنتسبين من ملايين الشيعه العرب لحزب البعث العربي سابقا كانت اكبر من نسبة السنه العرب المنتسبين لهذا الحزب,, ونسبة الضباط الشيعه العرب في الجيش العراقي الذي حله بريمر كانت عاليه ايضا حسب الاحصائيات, والذين ارادوا ان يجتثوا ما اسموه بحزب البعث العربي من العراق,, هم هؤلاء الذين ارادوا فعلا اجتثاث عروبة العراق بشقيها الشيعي والسني و حتى المسيحي وغيرهما, ولذلك وعندما فشلت عملية الاختباء وراء مقولة اجتثاث البعث بهدف اجتثاث عروبة العراق,,, لجأت امريكا ومشتقاتها من فرس الى الطائفيه والقتل والجثث المجهولة الهويه والتهجير على الهويه وبناء الجدران العازله كأيحاء بوجود حرب طائفيه بين الشيعه والسنه في العراق!!..: الحقيقه المره هي ان الحرب في العراق تدور رحاها بين الاحتلال وافرازاته ومنتجاته الذين اعلنوا الحرب بكل اشكالها على الشعب العراقي!!... تعايش العراقيين بكل طوائفهم على مدى الاف السنين يضحد زعم الاحتلال ومشتقاته بكون القضيه في العراق قضيه وحرب طائفيه!!.. وجزئية زمن حكم صدام حسين في العراق على صغرها وقصرها التاريخي وبغض النظر عن نهجها لا تُبرر ذبح العراق وتقسيمه مع الاخذ بالحسبان القول مجا زا وهزلا ايضا بأن الذين جاءوا على ظهر دبابات الاحتلال الامريكي: زعمُوا انهم جاءوا لدمقرطة العراق وليست لذبحه وتشريد ثلث شعبه ودفن عشرات الالاف من ما يسمى بالجثث مجهولة الهويه في مقبرة وادي السلام!! لابل يجلبون جيش من المرتزقه وشركات المرتزقه بهدف قتل الشعب العراقي واخر مثال على جرائم امريكا ومرتزقتها هو اسلوب الطُعم والمصيده الذي يقنُص فيه قناصُو الجيش الامريكي المدنيين العراقيين وذلك من خلال نشر والقاء جيش الاحتلال لبعض الاسلحه كطُعم في مناطق معينه في العراق ومن ثم مراقبتها!,, وعندما يأتي عراقي الى منطقة السلاح حتى ولو من منطلق حب الاستطلاع يقوم القناصون الامريكان بقنصه وقتله وتصويره بجانب الاسلحه على اساس انه كان " ارهابي"" مُقاوم!!... هذه هي ديموقراطية القتل والذبح الذي يعنيها بوش ولا شئ غير هذا والدليل موجود كالتُراب على تراب العراق وقوافل اعراس ديموقراطية الموت والدم والتشريد!!
لم تتعدى جرائم امريكا في العراق الحدود والتصور البشري فقط لابل انها وصلت الى حد هدر كرامة ودم الشعب العراقي الذي يتعرض الى اباده جماعيه واجتماعيه وحضاريه وجغرافيه واقتصاديه في حين يُمارس معتوه واشنطن ومشتقات ايران والنظام العربي العميل التضليل الاعلامي تارة من خلال زيارة المعتوه الامريكي لصحراء الانبار كدليل على " نجاح امريكا" ! في فرض الامن وتارة اخرى كتابة التقارير والقاء الخطب الكاذبه حول احراز تقدم على مستوى الامن في العراق بينما حقيقة الحال في العراق اكثر من مُره واكثر من دمويه!... انهُم يسبحون في الدم العراقي من اجل الاستيلاء على النفط العراقي!؟... انهُم يتراشقون بالدم العراقي في البصره وكربلاء والنجف من اجل النفط ولا يقتصر الامر على بغداد ومناطق عراقيه مُحدده كما يحاول الاجرام الامريكي تصوير وتضليل الامر!!.. انهُم يسعون الى اقامة دويلات نفط عراقيه على نموذج دويلات مشايخ الخليج العربي!.. انهُم لا يسعون الان الى ارجاع العراق الى العصر الحجري كما زعم بوش الاب فحسب لا بل انهُم يسعون الى تقطيع العراق جغرافيا وديموغرافيا اربا اربا!!... انهُم مُنتجي ومخرجي ثقافة الجثث المجهولة الهويه وثقافة الذبح الميليشي والهمجي وثقافة الخوف والارهاب والاغتصاب في العراق العريق..!!.. بماذا تفتخر كونداليزا رايس؟:: باسقاط نظام صدام! وفي المقابل ذبح الملايين من العراقيين!:: هل هؤلاء الملايين من قوافل الموتى والمشردين العراقيين لا يستحقون كلمة اسف من رايس مقابل فخرها باسقاط نظام صدام حسين؟ ام ان الدم العراقي وقوافل اعراس موتى ديموقراطية رايس وبوش لا يساوون قطرة نفط في مصافي تكساس!!!.. ماهذا؟؟ ديموقراطيه!! ام اجرام فاشي انحطاطي!!
ان ماهو جاري في العراق هو جرائم حرب اشنع من شنيعه وانها جرائم اباده جماعيه لابد ان يُحاسب مرتكبيها ومُسببيها ويقدمون الى محكمة دوليه خاصه, ومن راهن على بقاء صدام كشماعه يُعلق عليها بوش والحكيم والجلبي والطلباني والمالكي وغيرهما من مجرمي الحرب اسباب جرائمهم في العراق!! فان صدام قد مات وانتهى الامر!! ولكننا اليوم امام مرحله تاريخيه خطيره و لائحة اتهام خطيره وعريضه في جريمة حرب واباده كبرى جاريه في العراق منذ عام عام 1990 ومرورا بعام 2003 وحتى يومنا هذا وبالتالي لا بد لنساء ورجال القانون في االعالم العربي ان يعدوا لائحة اتهام بائنه وواضحه في جريمة قتل الشعب العراقي ولائحة المتهمين يجب ات تطول اولا :: رئيس امريكا وادارته كمجرمي حرب وثانيا هيئة الامم " المتحده" [وامينها العام السابق والحالي] كمُشرعه وصامته على ابادة الشعب والوطن العراقي,, وثالثا جميع من قدِموا على ظهر الدبابات الامريكيه وميليشيات القتل ومموليها,, ورابعا: الانظمه العربيه والاقليميه اللتي ساهمت في احتلال العراق بدعمها اللوجستي والسياسي لمعتوه واشنطن وخامسا جميع الدول اللتي شاركت في احتلال العراق وقتل شعبه!! واخيرا لائحة اتهام بحق كل من قتل عراقي سواء من قبل المرتزقه او جيش الاحتلال الامريكي!!... التاريخ يفرض على المعنيين بحقوق الانسان والقانونيين تقديم لائحة الاتهام حتى ولو كانت مرحليا غير ممكنه ولا يمكنها ان تطال بالعقاب بعض المجرمين الكبار!!!.. التاريخ سيلعن من صمت وسكت على هكذا جرائم بحق البشريه والعراق!!.. وعلى العرب خاصه وفي ظل ضعفهم السياسي الراهن ان يكونوا قادرين على الاقل تسجيل نقطه تاريخيه اخلاقيه وهي تقديم لائحة اتهام بحق كل من حوَّل العراق الى مجرد قوافل اعراس للاموات والمشردين واللاجئين!!... لا ئحة اتهام كوديعه تاريخيه على الاقل!!