بقلم : ... 13.01.2013
أقدمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال الإسرائيلي، في ساعة مبكرة من فجر اليوم الأحد (13|1)، على إخلاء عشرات الناشطين الفلسطينيين من قرية "باب الشمس"، التي أقاموها صباح الجمعة الماضية شرق القدس المحتلة على أراضي منطقة "إي 1" الجنوبية المهددة بالمصادرة لصالح المشاريع الاستيطانية.وكانت سلطات الاحتلال قد أعلنت عن عزمها بناء آلاف الوحدات الاستيطانية في هذه المنطقة، التي تعتبر حيوية وإستراتيجية للفلسطينيين.وقال شهود عيان إن أكثر من خمسمائة من عناصر قوات الجيش وما يسمى "حرس الحدود"، مصحوبين بجرافات، اقتحموا قرية "باب الشمس" وأخلوها وقمعوا النشطاء بالقوة، واقتلعوا الخيام التي أقامها الناشطون الفلسطينيون، بينما اعتقل عدد كبير من النشطاء، واعتدي على آخرين بالضرب.وأضافوا أنه تم نقل النشطاء الفلسطينيين من القرية إلى حاجز قلنديا، الفاصل بين القدس والضفة المحتلة، لكي يتعذر عليهم العودة مرة أخرى إلى القدس المحتلة، فيما تم نقل المصابين إلى مستشفى رام الله.من جانبه؛ قال عضو المجلس التشريعي الفلسطيني وأمين عام المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي، المتواجد في الموقع: "إن المئات من جنود الاحتلال المدججين بمختلف الأسلحة، داهموا الموقع من مختلف الجهات، وقاموا بالإطباق على المتواجدين، الذين كانوا يهتفون "بالروح بالدم نفديك يا فلسطين"، ومن ثم قاموا باعتقالهم واحدا تلو الآخر، بعد رفضهم إخلاء الموقع، كما قاموا بهدم الخيام بعد تفتيشها ومصادرتها.وأضاف البرغوثي أن الناشطين الفلسطينيين افترشوا الأرض ورفضوا إخلاء المخيم، مؤكدا أن قوات الاحتلال اعتدت على المقيمين في المخيم بالضرب المبرح مما أدى إلى إصابة عدد منهم، وتم نقلهم إلى مستشفى رام الله الحكومي لتلقي العلاج.وأكد أن قوات الاحتلال اعتقلت العشرات من الناشطين الفلسطينيين، بينهم ناشطون في لجان المقاومة الشعبية ضد جدار الفصل العنصري، مشيرا إلى أن جنود الاحتلال اعتدوا عليه هو الآخر.ورأى البرغوثي أن نتنياهو "يحاول أن يكسب أصوات جديدة في الانتخابات القادمة، وهم يحاولون تحطيم هذه الفكرة التي نجحنا في ترسيخها".وذكرت مصادر طبية فلسطينية أن عشرة ناشطين أصيبوا خلال عملية اقتحام المخيم، إحداها خطيرة، كما اعتدت قوات الاحتلال على الطواقم الصحفية التي تواجدت في المكان الذي أعلن عنه منطقة عسكرية مغلقة.ويأتي اقتحام المخيم، رغم صدور قرار من المحكمة العليا الإسرائيلية بتأجيل إخلاء المخيم، إلى أن تبت المحكمة في القضية، إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمر جيش الاحتلال بطرد الفلسطينيين الموجودين داخل المخيم، وعدم احترام قرار المحكمة العليا الذي يؤخر عملية الإخلاء".وزعمت الحكومة الإسرائيلية المحكمة أن هناك "ضرورة أمنية ملحة لإخلاء المخيم الاحتجاجي حفاظًا على النظام العام"، مشيرة إلى أن "غالبية الخيام نصبت على أراض تابعة للدولة وبعضها على أراض لا تعود للدولة"، كما قالت.وأطلق الناشطون على الموقع اسم "باب الشمس" نسبة لرواية تحمل الاسم نفسه للكاتب اللبناني الياس خوري وتتحدث عن النكبة واللجوء والمقاومة الفلسطينية.وقالوا: إن إقامة القرية، يأتي في إطار فعاليات المقاومة الشعبية الفلسطينية وتأكيدا على تمسك الشعب الفلسطينية بأرضه وعلى رفضه لكل مشاريع الاستيطان وعلى عدم سكوته عنها، ومنع تنفيذ مخطط احتلالي يقضي ببناء ألاف الوحدات الاستيطانية في منطقة "إي 1" هدفه عزل مدينة القدس عن محيطها الفلسطيني وفصل شمال الضفة عن جنوبها، ولإفشال حل الدولتين على أساس حدود 1967.وتعتبر قرية باب شمس آخر قرية تم تهجيرها من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي منذ نكبة عام 1948.وكانت حركة "حماس" قد حملت الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة من مغبّة استخدام القوّة لتنفيذ تهديداته، مؤكدةً أن "سياسة الاستيطان سياسة صهيونية فاشلة لن تفلح في تهجير شعبنا من أرضه، ولن تزيده إلاَّ تمسكاً بكل ذرة من ثراها وبحقوقه كاملة غير منقوصة".ودانت حركة "حماس" بشدّة استمرار الاحتلال في تنفيذ مشاريعه الاستيطانية وسياسة مصادرة الأراضي الفلسطينية في ظل "الصمت والتواطؤ الدولي"، داعيةً جماهير الشعب الفلسطيني إلى "التصدّي لتلك المحاولات الإسرائيلية ومنعه من تنفيذ مخططاته الاستيطانية والتهويدية"....للشمس الف باب وإن اغلق الاحتلال واحدا ستبقى مئات الابواب مفتوحه!!