بقلم : نوارة نجم ... 07.05.2012
أحمد الجيزاوى أغلى سجين فى العالم، ثمنه 2 مليار معونة سعودية، ونصف مليار بقششة من فضل «طال عمره»، صرفه كنقطة لوفد الشحاذين الذى سافر إلى جدة بهدف الاعتذار له عن اعتراض المتظاهرين على احتجازه 1500 مصرى دون تهمة، وتلفيق تهمة تهريب المخدرات للمحامى أحمد الجيزاوى.
الآن بكل ارتياح، أستطيع القول إن التهمة ملفقة، لا لأننى أعرف الجيزاوى معرفة شخصية وأعلم أنه يسكر من عصير البرتقال، ولكن لأن مسار القضية يستهين بذكاء أعته مواطن فى البرية.
بعد أن قال أحد المحامين السعوديين إن أحمد الجيزاوى، الذى كان قد تعرض للتعذيب فى أمن الدولة المصرى عدة مرات ولم يوقّع على اعترافات، قد وقّع على اعترافات بتهريب الزناكس «دون أى ضغوط ولم يتعرض للتعذيب»، كتبت الصحف السعودية تصريحات على لسان الجيزاوى، يقول فيها إن المال أغراه، وإن الإعلام ضخّم القضية وأوقع بين البلدين، وإنه يعامل أحسن معاملة فى السجن السعودى، ولم يبق إلا أن تكتب الصحف السعودية على لسان الجيزاوى: لو لم أكن مهرِّبا لوددت أن أكون مهرِّبا.. و«أنا بانصح كل شاب وفتاء إنه يتحبس فى السعودية.. وأنا الحمد لله ربنا وفقنى فى فرصة إعارة فى السجن السعودى ويا ريت الناس المتضامنة معايا تسيبنى آكل عيش».
هذا بخلاف تجاهل السلطات السعودية للمحامى الذى وكّلته أسرة الجيزاوى، وهو المحامى السعودى أحمد راشد، حيث لم يتم إخطاره بجلسات التحقيق ولا المحاكمة الابتدائية، وتم تكليف محامٍ آخر من قبل السلطات السعودية، لم يحضر معه التحقيق، ولم تقم القنصلية المصرية بإنابة ممثل عنها لحضور الجلسة، وفوجئ ذووه بأن الجلسة عقدت وأن الجيزاوى قد صدّق على الاعترافات فى المحكمة الابتدائية دون حضور كائن من كان سوى عناصر الأمن السعودى.
هل تعلم عزيزى المواطن أن أحمد الجيزاوى مهدد بقطع رأسه بالسيف؟ وهل تعلم أن الجميع تواطأ عليه، لأن - طال عمره- قد أخذ المسألة بشكل شخصى وأنه يدفع المليارات فقط، لنترك له الجيزاوى ليعدمه؟ وهل تعلم أن القنصلية المصرية تسعى سعيا حثيثا للتعتيم على القضية؟
الأنكى، أن السيدة شاهندة زوجة الجيزاوى، حاولت الحصول على المستندات التى تبرّئ زوجها من مطار القاهرة، إلا أن المطار قد رفض تسليمها المستندات، وحين تقدمت ببلاغ للنائب العام، رفض المطار الامتثال لقرار النائب العام بإلزام المطار بتقديم المستندات اللازمة بشأن بيانات أمتعة الجيزاوى وقت خروجه من مصر.
هذا وقد اتهم السفير السعودى، الطفشان، المتضامنين مع الجيزاوى والذين لولا تظاهراتهم أمام السفارة السعودية لما علمت أسرته مكانه، بالعمالة لإيران والشيعة لإفساد العلاقة بين مصر والسعودية، لأن «السعودية هى معقل السنة فى العالم»، وقال دول همّ اللى حيعلِّمونا الدين، على أساس إنهم يعرفوا ربنا أساسا.
طاااااب يا سيادة السفير، نحن عملاء لإيران، وقد جندتنا إيران ببنطلون استرتش وساندوتش هامبورجر… راجل اسحب سفيرك من إيران، ولّا مافيش حد مُهزأ ومالوش كرامة إلا المصريين؟
وأحمد الجيزاوى شيعى؟ يا ريته كان شيعى أو أمريكى أو هندى حتى، كان لقى حد يسأل عليه.. إلا أن المصريين يتامى، ليس لهم سوى الله، هو نعم المولى ونعم النصير.
الآن، ليس أمامنا سوى اللجوء إلى القانون الدولى، ولا أعلم مدى مهارة المحامين الموكلين فى قضية الجيزاوى وقدرتهم على التعامل مع القانون الدولى، لكن ما أعلمه جيدا أن كل إجراءات محاكمة الجيزاوى مخالفة تماما للقانون الدولى الذى ينص على أنه فى حالة القبض على مواطن أجنبى فى إحدى الدول، يجب إخطار سفارته على الفور، والسفارة ملزمة بإنابة موظف منها لحضور التحقيقات، كما تعد التحقيقات والمحاكمة باطلة فى حال غياب محامٍ للدفاع عن المتهم.
وفقا للقانون السعودى، الذى هو لا قانون، فأى حاجة على مزاج طال عمره تمشى، والقانون المصرى ملزِم للمحاكم المصرية فقط، أما القانون الدولى فهو ملزِم لجميع الدول الموقعة عليه ومنها دولة بحر الظلمات: آل سعود الأعظم.
لست محامية لأتقدم بشكوى إلى المحكمة الدولية، إلا أننى أطالب كل المحامين المصريين بتقديم الشكوى اللازمة، لا لتحرير الجيزاوى فقط، ولكن لتحرير كل المحتجزين المصريين بالسعودية.
أما الوفد «الشعبى» من المتسولين الذين ذهبوا لأجل لعق الصندل أبو صباع لطال عمره، وتقديم فروض الولاء والطاعة على حساب كرامة المصريين، فأود تنبيههم إلى أننا قمنا بثورة لا سعيا خلف طعام، أو مال، وإنما بهدف إعلاء كرامتنا التى أهدرها مبارك، حيث قضى 30 عاما من التسول، وكما خلعناه لمذلته ودناءته، فسنخلعكم، وسنكتب قائمة سوداء بأسماء كل مَن ذهب فى وفد الشحاذين، وسنحسن استقبالكم بالأحذية… والله الموفق والمستعان.