بقلم : نواف الزرو ... 18.06.2012
بينما تتركز كل الانظار العربية والدولية على الاحداث السورية، بفضل الامبراطوريات الاعلامية التي لم يعد لديها على اجمداتها الاعلامية سوى الملف السوري، تنشغل الدولة الصهيونية بقضاياها الاستراتيجية، ان على مستوى الاستيطان والتهويد واختطاف الارض والتاريخ، وان على مستوى الجبهات الاخرى ضد الشعب الفلسطيني، في الوقت الذي تنشغل فيه بحسابات البقاء والحروب المفتوحة مع لبنان، حيث نتابع تطورات مرعبة باتجاه حرب قادمة قد لا ابقي ولا تذر، والمؤشرات على ذلك كثيرة متراكمة على مدار الساعة.
فقبل ايام فقط، نشر موقع صحيفة"يديعوت احرونوت"العبرية- 11 / 06 / 2012 -خطة لجيش الاحتلال تتصدى لحالة تعرض"إسرائيل"لهجوم صاروخي، أطلق عليها خطة الطوارئ"فندق النزلاء" لإخلاء مئات آلاف "الإسرائيليين" نحو النقب وإيلات، وجاء في التقرير أن"إسرائيل" تستعد ليوم الحساب حيث تدربت الجبهة الداخلية على خطة لإجلاء"الإسرائيليين"القاطنين شمالي ووسط "إسرائيل" إلي جنوبيها إلى منطقة العرفا-النقب- وإيلات، وقد أطلق على الخطة "فندق النزلاء" والهدف من التدريب هو إخلاء مئات آلاف"الإسرائيليين" في إطار تعرض المدن الاسرائيلية لهجوم صاروخي كبير تضطر فيه الجبهة الداخلية لإخلاء مدن كاملة من سكانها.
ووفقاً ليديعوت فان الهدف الرئيس من خطة الجلاء الاستعداد لأي سناريوهات محتملة على ضوء الثورات العربية.
ويقود خطة الإخلاء وزير حماية الجبهة الداخلية متان فلنائي الذي أطلق علي الخطة ( فندق النزلاء).
فهل حان يا ترى الوقت للهجرة الصهيونية من الشمال الى "فندق النزلاء" في الجنوب...؟!
وهل المسألة باتت مسألة وقت وتوقيت...؟!
ام لن للحكاية سيناريو آخر يتعلق بمجريات الاحداث في سورية...؟!
ام الدولة الصهيونية تعد نفسها استراتيجيا ليوم الحساب المفتوح...؟!
في هذا السياق الاجلائي لمئات آلاف الصهاينة نحو الجنوب، قال الجنرال"ادم زوسمان" قائد الجبهة الداخلية في منطقة "جوش دان-تل ابيب- خلال لقاء صحفي مع وكالة فرانس برس-13 / 06 / 2012 -"أن إسرائيل ستخلي جميع سكان مدينة تل أبيب في حال تعرضت لهجمة صاروخية لا سيما أن كانت مجهزة برؤوس حربية غير تقليدية"، مضيفا بان "أي هجوم على وسط "إسرائيل" سيؤدي إلى عملية إجلاء واسعة النطاق، مشيراً إلى انه في حال شن هجوم صاروخي على وسط "إسرائيل" خاصة إن كان غير تقليدي فانه سيتم إجلاء سكان تل أبيب ومدن أخرى ونقلهم إلى مناطق أخرى في إسرائيل"، مقدراً بانه في حالة حرب ستضرب مئات الصواريخ تل أبيب والمدن القريبة منها، ونتيجة لهذه الهجمات سيكون هناك مئات المصابين الإسرائيليين –على حد تقييمه-.
الى ذلك، ففي المشهد الصهيوني ايضا، فان الاسرائيليين عموما، من الرئيس، الى رئيس الوزراء، الى الوزراء، الى كبار الجنرالات والضباط،الى الجنود في كل مكان، الى رجال الدين-الحاخامات، الى رجال الاعلام والاكاديميا، الى عصابات المستوطنين في انحاء الضفة، كلهم بالاجماع اصبحوا ينتظرون اندلاع حروب، وهم يرون حرب الصواريخ القادمة عبر التدريبات العسكرية الاوسع والاشمل في تاريخ تلك الدولة الصهيونية التي يقوم بها ويتابعها جيش الاحتلال في السنوات القليلة الماضية التي اعقبت هزيمته في حرب تموز/2006...!.
فالتدريبات والمناورات العسكرية التي يطلقون عليها "نقطة تحول"، هي في مضمونها العسكري، تشكل نقطة تحول ليس على مستوى التدريبات والاستعدادات الحربية لديهم فقط، وانما اخذت تتكرس كنقطة تحول استراتيجي في المواجهات العسكرية الحربية منذ الهزيمة الحارقة التي لحقت بجيشهم الذي لا يقهر في تموز/2006، وشكلت بالتالي نقطة تحول سيكولوجي في استعداداتهم النفسية لمواجة حروب اخرى مع حزب الله وعلى الجبهات الاخرى..!
بل يبدو ان المشهد الاسرائيلي بات مثقلا ب"نقاط التحول" المقترنة بسيكولوجيا الرعب والقلق، وهواجس الوجود، من الحرب ومن الخسائر ومن الهزيمة المحتملة، ومن المستقبل الغامض، ومن احتمالات الانهيار الشامل في حال ما صدقت تنبؤات بعض جنرالاتهم بان آلاف الصواريخ ستنهمر يوميا على المدن الاسرائيلية، فيا له من "يوم حساب" مرعب...؟!
وزير"الجبهة الداخلية"الإسرائيلية، الجنرال متنان فيلنائي، رسم سيناريو الرعب الإسرائيلي المتوقع في أية حرب مستقبلية مع العرب، ويتمثل بسقوط آلاف الصواريخ يوميا، لمدة شهر كامل على الأقل، واستهداف محطات إنتاج الطاقة والبنى التحتية، والمؤسسات الاقتصادية، وتعرض مدينة تل أبيب لقصف مكثف/ 06/06/2011".
فحينما يرسم فيلنأي مثل هذا السيناريو المرعب، فان في ذلك معان ودلالات حربية صريحة...!.
فقد قال فيلنائي في لقاء مع أرباب الصناعة والتجارة والأعمال: "ستسقط آلاف الصواريخ يوميا على إسرائيل، وسترتفع ألسنة النيران من مواقع استخراج الغاز، ينبغي أن نكون مستعدين لحرب شاملة مع سوريا وحزب الله وحماس"، واصفا مواقع التنقيب عن الغاز في عرض البحر بأنها الخاصرة الرخوة لإسرائيل. موضحا: "السوريون ليسوا بحاجة لإطلاق عشرات الصواريخ على تلك المواقع، فلديهم منظومات دقيقة، ويكفي بضعة صواريخ لإحراق كل شيء"، وقال فيلنائي"إن العرب يعرفون استخلاص الدروس، هم لا يخافون، ولا يهربون كما علموكم ذات مرة، انسوا ما علموكم إياه، هم يعرفون أنهم لا يمكنهم هزيمة إسرائيل في ساحة المعركة، لهذا يستعدون لضربها في العمق بواسطة الصواريخ، يمكنكم احتساب كم صاروخ بحوزتهم، كم منها يمكننا قصف مواقع إطلاقها، وكم سنسقط منها قبل وصولها، سيطلقون علينا آلاف الصوارخ والقذائف".
وانتقالا الى التنفيذ على الارض، فحينما تواصل وحدات جيش الاحتلال الصهيوني المناورات العسكرية الاكبر في تاريخها التي اطلق عليها "نقطة تحول"، فان لذلك حسابات ودلالات وتداعيات استراتيجية/ باتجاه "فندق النزلاء"، او ربما باتجاه سيناريوهات اخرى خفية، غير انها حربية مدمرة بالتأكيد، حيث لا تعرف تلك الدولة الصهيونية سوى الحروب...!