بقلم : منال حافظ * ... 20.01.2012
بداية أود ألإقرار بأن هذه هي التجربة الأولى لي في مضمار الكتابة. إختياري للكتابة في هذا الموضوع لم يأت من محض الصدفة ، بل من خلال تجربتي في الحياة ومن خلال تعاملات الناس مع بعضهم البعض . لاحظت أن النقد الهادم يطغى على النقد الهادف !
منذ أن خلق الله البشرية وخلق أدم وحواء، تولد الحقد والشر والكراهية وهدم الأنفس. وقضية هابيل وقابيل خير مثال على ذلك .
فالإنسان بطبيعته ، شئنا أم أبينا، يحب أن يشعر أنه على حق وأنه الأعلى ويتصدى للنقد أو المحاكمة أو الصد.
نحن نحب من يجاملنا، وتطرب أذاننا لسماع الإطراء والكلام العذب الذي يخلو من التهجم والإحباط. ولا أنفي بذلك البغاء والحصول على التشجيع والمديح، ليزداد البناء والعطاء ولتزداد ثقتنا بالنفس.
ولكن للأسف فالإنسان ليس بمقدوره مداواة نفسه ، الآخرون هم من يداوونه! . [فهم كل العوامل الإجتماعية والحضارية والنفسية] يجتمع الإنسان بالمجتمع الذي يتكون من بشر متعددي الميزات والصفات فنجد منهم "الهادمون" ونجد منهم " البناءون ".
الهادمون وهم الأغبياء، الجبناء، الأنانيون، والمتسلطون الذين يفكرون بأنفسهم وبهدم شخصية الآخرين من خلال نقدهم القاسي الهزلي الذي لا أصول له ولا أساس.
فهؤلاء الناس، كفانا الله شرهم، يعتقدون دائما أنهم الأفضل وهم الصادقون. لا يحبون أن يسبقهم أحد ، فلذلك يحرصون على هدم وإحباط عزائم الآخرين ، وذلك عن طريق الكلام اللاذع وكلمات غير لائقة مهووسة ومقصودة لنبذهم والإستهزاء بهم .
فبهذا يشجعون رغباتهم ويقللوا من قيمة المبدعون والبناءون والساطعون واللامعون . فهدفهم أن يكونوا بلا مواهب ولا نبل ولا عطاء. فلهؤلاء الناس يجب التصدي بكل ما أؤتي لنا من قوة لنسعى للعمل على الحيلوله دون تحقيق أمانيهم . علينا انتهاج نهج التحدي والمثابرة وبتحقيق الآمال البعيدة وبتحقيق المستحيل وعدم الإصغاء إليهم .
نحن نعيش في عالم مليء بالانتقادات الهدامة والكلام اللاذع الذي تسبب في تأخر معظم الناس الأوفياء الذين يسطرون مشاعرهم ويبنون أحلامهم وآرائهم أو يحققون آمالهم فيقفون فجأة لا يرتقون ولا ينجحون في حياتهم الطبيعية وتسألهم بكل صراحة عن سبب الفشل والقنوط ، فلسان حالهم يقول يأسنا بل مللنا من اندفاعات الناس وأقوالهم المسمومة التي طغت على ممتلكات جهودنا البناءة بمعني إذا انتقده شخص ييأس ويغلق باب داره معلنا تبا للمسؤولية وتبا للنجاح يلحقه منهُ أذى وهذه الظاهره أعتبرها ضعفا لمن ييأس بهذه السرعه ويستسلم!!
أما الفئة الثانية "البناءة" ، ومنهم العقلاء ، والمفكرون ، والمبدعون والدبلوماسيين . هدفهم الدعم وتصحيح الأخطاء، فهذه الفئه تسعد النفوس وتحثها على العمل الإيجابي. فالنقد الهادف له طريقة متحضرة تبعث السرور في نفوس البشر.
هؤلاء الناس المشجعون يسعون للتقدم واللمعان . هم بدورهم يبينون ويظهرون الجوانب التي أعتدى عليها النقص بإسلوب موضوعي وحضاري بدون إنفعال أو تقمص. وهم يستبدلون النواقص بإيجابيات مدروسة وبخبراتهم الحياتية أو العلمية أو الفكرية ، وذلك لصقل شخصيات ناجحة بناءة ولامعة. فبذلك ممكن تخطي العثرات والتقدم إلى الأمام ، وإنجاز أعمال بطرق منظمة ومثمرة .
النقد الإيجابي عملة نادرة، فقد يستغرق الإنسان عمراً طويلاً وزمناً مديداً كي يجد شخصاً يقدم له نقداً إيجابياً بناءاً. وليس النقد الإيجابي هو الثناء والمديح والتزكية ولكنه بذل جهد لوصف العمل وذكر سلبياته وإيجابياته بوجه منضبط. فهو الذي يدفع المركبة إلى الأمام ويعطي الإنسان قدرة على الإنتاج والتطور.
عند نقدك للآخرين لا تظن أنهم قد يستجيبون لنقدك حتى وإن كان في صورة جميلة زاهية. فكثير من الحالات يمتنع الإنسان عن قبول الملاحظات التي يظهرها له الناس بسبب تصوره أن الأمر على خلاف ما يعتقده الناس أو أن هناك مبررات واسباب أخرى ... لذلك عليك فقط تقديم النقد البناء الهادف.
وأخيرا لا تترددوا أيها القراء الأعزاء أن تكتبوا ملاحظاتكم البناءة والهادفة وتسدوا لي النصح كيف يمكن أن أتحسن في الكتابة .