بقلم : كايد أبوالطيف ... 11.10.2011
اعتراف كامل بكل القرى الغير غير المعترف بهاوما زال في الدرب درب، وما زال في الدرب متسع لرحيل مخطط برافر
*سأقطع هذا الطريق الطويل، وهذا الطريق الطويل، إلى آخرهْ
إلى آخر القلب أقطع هذا الطريق الطويل الطويل الطويل ...
فما عدت أخسر غير الغبار وما مات مني ، وصفُّ النخيلْ
يدل على ما يغيبُ ...محمود درويش
ساوم وما زال الكثيرون مساومون على عزيمة أهل النقب في الوقوف صدا منيعا للحيلولة دون التصدي لمخطط برافر، وكل العالم يشهد اليوم على ولادة جيل جديد في النقب، لا يهاب ولا يخاف ويقول كلمة الفصل رافعا هامته عالية تناطح كاميرات الشرطة التي غطت كل الحدث المهيب من بدايته وحتى خروج آخر متظاهر من ميدان تحرير النقباوية والنقباوي، الذي عولوا كثيرا على عدم استجابته قرار لجنة التوجيه العليا لعرب النقب المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية. برهن الجميع أن الإرادة والعزيمة قوية، وطول نفس التصدي المستمد من نهج الحياة الصحراوية ومناخها ما زال في أوجه، الكل شكر، رحّب، ثمّن، عزّز، شدّد..وتفرقت الجموع، كل إلى بيته ومضربه على امتداد النقب، لتواجه لجنة التوجيه تسلسل الأحداث ونحن بفارق أقل من شهرين، لوصول مخطط برافر إلى أروقة البرلمان للمصادقة عليه نهائيا، ويدخل حيّز التنفيذ.
الإحصاء المعتمد من قبل شرطة إسرائيل خاصة في تظاهرات من هذا القبيل انها تقلل من عدد المتظاهرين بألف أو يزيد، وعندما ورد إحصاءاتهم التي تزيد عن الثلاثة عشر ألف متظاهر، يعطي للوهلة الأولى تفكير لماذا لم تقوم الشرطة بتنقيص العدد والعادة تقتضي ذلك منهم، لكنها أرقام في المحصلة وما يهمنا في هذا السياق أن الجمع الغفير مهما فاقت أعداده ما هو إلا إنعكاس حقيقي وتاريخي لوقفة أهل النقب مدافعين عن الأرض، أرض النقب!.
شق طريق الإعتراف، ما زال في بداياته، وكما هو معلوم ومحط إجماع عند الكل أن الإعتراف لا يتأتي بمقاله يكتبها بائس مثلي متخذا القلم وعدسة الكاميرا وسيلة للنضال! إنما بوحدة الصف، والكلمة، والموقف، والنقب لم يقل كلمته بعد، والجموع الغفيرة التي لم يعرف النقب أسبقيات لها ما هي إلا حرف الميم من مقدمة النضال في إنتزاع الحقوق المشروعة لنا كأصلانيين على أرضنا والأشهر القادمة ستكون مصيرية في تاريخ النقب، وهذا طلب جاد بتحمل مسؤولياتنا التاريخية كل من موقعه حيث هو الآن وتزاحم الكلمات المتتالية تختنق في دورها عند فوهة القلم! يروى مسلم رضي الله عنه في صحيحه، عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال: (ألا كلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته، فالأمير الذي على الناس راع، وهو مسئول عن رعيته، والرجل راع على أهل بيته، وهو مسئول عنهم، والمرأة راعية على بيت بعلها وولده، وهي مسئولة عنهم، والعبد راع على مال سيده، وهو مسئول عنه، ألا فكلكم راع مسئول عن رعيته) صحيح مسلم!
نؤكد على الاستمرار في النضال دون مهادنة هذا مما لا شك فيه، لكن! مشاكل النقب لا تعد ولا تحصى وهذه دعوة لفتح جميع ملفاته على الملئ، نفتح صفحة نضال جماهيري واسعة النطاق لنصل جميعا بر الأمن والأمان والاطمئنان، تعاملت ولا زالت الحكومة معنا كأفراد، والصفقات تكون دائما في العتمة دون معرفة أحد، لتصبح أصيل النقب على واقع مرير جديد فجأة، لا نريد مفاجآت ولا جلسات تكتنفها عتمة هذا المكتب أو ذاك الجناح الفخم من الفندق كما لا نريد العمل الانفرادي والانزوائي بقدر ما نصرخ عاليا بالعمل الجماعي المنوط بالشورى والتشاور والتحاور فيما بيننا، ونكون على علم ودراية بنا، بمصيرنا، بقدرنا على هذه الأرض التي تجمعنا في حياتنا ومماتنا معا. ملفات كثيرة كالشباب، وساعات الفراغ، الذين يجدون أنفسهم فريسة الخدمة المدنية في أفضل الحالات ناهيك عن التجنيد وحمل السلاح علنا لنقتل بعضنا البعض به عند رجوعنا من العطل الشهرية من الخدمة العسكرية التي تكتم أنفاس التايلاندي، والروماني، والأثيوبي، والروسي الذي يريد الهناء على أرض الرباط متبعدا كل القرب من وطنه الأم!.. والقرى المعترف بها بين قوسين والغير معترف بها بهضاب شاهقة بين الأقواس، والتربية وإخماد صوت التعتيم التربوي ونفض الغبار المتكدس على التعليم، والتشغيل مقابل البطالة التي لا تريد مفارقتنا أبدا، دور النساء والدور المهمش...وما بطن أشد وطءًا وأقوم قيلا..كفانا ذما وحدنا بالاخر وعليه ومن فوقه ومن تحته..وما زال في الدرب درب، وما زال في الدرب متسع لرحيل مخطط برافر!