بقلم : زهير بن عياد ... 17.10.2011
تداعت الاصوات في الفترة الأخيرة تحث على أقامة مجلس عشائري لبدو النقب ، ثمة حقيقة لنوعية هذه المجالس في العراق وأفغانستان ، في العراق مجلس عشائر الجنوب ونظيره في افغانستان مجلس شيوخ القبائل الوياجرجا ، ومع أختلاف البلدان والالسن ، يجاهد البعض لأقامة مجلس عشائري لبدو النقب مسوغا ادعاءه باستدعاء قاعدة جماهيرية ذات ثقل ووزن تعتبر مكسب لقضية بدو النقب ، نسي هؤلاء أو تناسوا ان ابناء النقب نبذوا المشوخية والاسياد مذ زمن ، فبعد أن جربنا المجالس والمشوخيات والاحزاب فأذا بنا نستفيق غيلة على مصطلح جديد لا ريب أنه سيقارع عبارة " القرى غير المعترف بها " , بمقدوري أن آخذكم في مخالب هذا المجلس الذي تكون أعضاءه قبل أن يبنى ، وأظهر زيفه ودجله وخبث نوايا أهله ومن سيضلع بدور فيه ممن يدعون المشيخة على عشائر النقب ، لكني سأخالف الهوى هذه المرة وأقول لا ضير به من مجلس على الرغم أننا نمر بوقت إختلط حابله بنابله فلم نعد ندرك الصادق من غيره ، لا ضير ، وجهة في المسار الملائم تحول دون إستفراد البعض بقضية النقب وتفصيل خيوطها بما يلائم هواه وشخصه ، بشرط أن يتخير المجلس اعضاءه من أولي العلم والثقافة الواعين المخلصين المناهضين ، ممن يعي القضية والواقع ومثل هؤلاء لم يعدمهم النقب بعد ففينا الشرفاء والمخلصين والبقية الصالحة المتشبثة الصامدة ، من معادن هؤلاء يجب علينا انتقاء الاعضاء والممثلين لا من اصحاب الأبهة ومعالي سمو الشيوخ الذين ذوى عصرهم وولى الى غير رجعة ، تقوقعنا فيما مضى بسببهم بما فيه الكفاية وأيم الله ، أما اليوم فتبدلت الأحوال ولم نعد بحاجة لواسطات ومشائخ كرام ...
اقول بأن عليه إن كان أن يكون مجلس واسع كبير بضمه لكل أطياف المجتمع البدوي ، فللجميع حق العضوية ليس مقتصرا على فئة ما ورثت ما يسمى بالسيادة والمشيخة ، وكلنا يعرف ماضي أجداد هؤلاء ، فلا نريد ان نفتح أبوابا لا طائل منها ، يترافق هذا مع إعداد برنامج اعلامي سياسي جريء وفق ملائمته لظروف المرحلة ، عليه أن ينطلق وصوب عينه منظومة من الأهداف تتجلى في بعض الآتي :
- التصدي لمحاولات التهجير والتوطين القسري
- التشجيع على إقتناء الثروة الحيوانية والتوعية بأهميتها المترتبة بالثبات على الأرض
- الحفاظ على كل ما يتعلق بتراث وتاريخ قبائل النقب ، وأهميته بمكان ..
- شحن ألأجيال بزخم حضاري نابغ من التاريخ والأصاله وتوعيتهم ...
- الحفاظ على الجذور وألأصالة والهوية القومية التاريخية الثقافية الأصلانية ومراعاة خصوصيتنا كمجتمع عريق محافظ ...
- تمثيل النقب بأرقى صورة وسط المحافل الدولية والاقليمية
غيض من فيض بأمكان هذا المجلس القيام به وتحقيقه انطلاقا من كونه تجمع عشائري قوي مناضل مقاوم لسياسة التهجير والهدم والمصادرة والإقتلاع ، يستمد نضاله من تاريخ العشيرة التي ملكت الدور الفعال في الذود عن حياض الوطن وتخومه ، زد على ذلك بيت قصيد ، من أن مجلس كهذا ربما بل لا مراء بأنه سيساهم في تمكين الروابط الإجتماعية التاريخية التي تربط ابناء النقب من قدم ، وأخذت بفعل فاعل تتلاشى من بين ظهرانينا ، فكم هو حري بنا اعادة النظر في أسلوبنا وطريقة تسييرنا للامور ، المجلس العشائري عبارة رنانة لها وقعها في الأسماع وفحواها سليم لكن يبقى كيفية تغليفها ، و يبقى السوأل والاستفسار المحير : أقامة مجلس عشائري هل هي حقيقة رادعة أم خرافة قابعة في حقب التخلف البائدة ؟ وهل سيطرة شيوخنا الحاضرون بقياس أخلاصهم الوطني ووعيهم قادرون على المسك بزمام الامور ؟