بقلم : الديار ... 05.09.2011
كثيرا ما يسمع التغني بالعنب الفلسطيني عموما والخليلي خصوصا بأغنية الشهد في عنب الخليل هذا العنب الذي يواجه في هذه الأيام _ أيام موسم العنب الفلسطيني_ حالة ركود نتيجة عوامل عدة أبرزها ممارسات الاحتلال الاسرائيلي التي تطاله في قلب داره ألا وهي الأسواق الفلسطينية .
فمعاناة العنب الفلسطيني ومزارعيه تتمثل في إغراق إسرائيل للأسواق الفلسطينية بالعنب الإسرائيلي الذي قد يكون في غالبيته عنب المستوطنات الذي يغلف ويعبئ في داخل الخط الأخضر ليعاد بيعه على انه عنب من إسرائيل حيث تمنع السلطة الوطنية الفلسطينية استيراد العنب من المستوطنات بالإضافة إلى انها اصدرت قرارات إدارية تمنع فيه حتى العنب القادم من داخل إسرائيل لحماية المنتج الفلسطيني وفق ما أفاد عودة صبارنه احد موظفي وزارة الزراعة الفلسطينية في جنوب الضفة الغربية .ورغم قرار المنع الفلسطيني للعنب الإسرائيلي لحماية العنب في فلسطين هذا إلا إن هناك فئة قليلة من التجار الكبار والتي لا تأبه بالمزارعين الفلسطينيين تقوم بتهريب العنب الإسرائيلي إلى الأسواق الفلسطينية في ساعات ما بعد منتصف الليل محاولة تجنب الحواجز والجهود الفلسطينية الرامية لمنعه ولو مؤقتا.
وفي هذا الإطار قال محمود عبد الله عيسى رئيس جمعية تسويق العنب الفلسطيني في جنوب الضفة الغربية ان هناك الكثير من الإشكاليات التي تواجه المزارع الفلسطيني الذي يزرع اشجار العنب حيث تتعدد أشكال المعاناة .
واوضح عيسى ان اسرائيل تحاول ضرب المنتج الزراعي الفلسطيني وعلى رأسه العنب من اجل إجبار المزارعين الفلسطينيين على ترك أراضيهم وعدم زراعتها حيث تتبع من اجل تحقيق هذا الهدف العديد من الوسائل ابرزها اغراق السوق الفلسطيني بالعنب الاسرائيلي الذي يعتقد ان غالبيته من عنب المستوطنات المغلف في إسرائيل مشيرا إلى أن إسرائيل كانت تبيع العنب قبل اسابيع ب خمسة عشر شاقلا للكيلو الا انها تبيعه بعد نزول العنب الفلسطيني باربعة شواقل فقط ما يوضح بشكل جلي حقيقة النزول بهذه الاسعار وبشكل كبير الهدف الحقيقي الا وهو ضرب العنب والمزارع الفلسطيني.
وأشار إلى أن تكلفة سعر الكيلو على المزارع الآن 4 شواقل فكيف يستطيع بيعه بينما الاسرائيلي يبلغ الان للمواطن 4 شواقل مما يعني ان على المزارع بيع العنب بخسارة كبيرة للتجار ليستطيع منافسة العنب الإسرائيلي وصولا إلى السعر الحالي مشيرا إلى أن الحل يكمن بتنفيذ قرار وزارة الزراعة بمنع دخول العنب الإسرائيلي طوال الموسم الفلسطيني .
وبالرغم من الخسارة يقول عيسى إن هدف المزارع من زراعة ارضه هو حمايتها من الاحتلال الذي يتهددها بالمصادرة مشيرا الى ان المزارعين سيواصلون العمل من اجل اراضيهم وحمايتها رغم هذه الخسائر مطالبا الجهات الرسمية بمد يد العون عبر تطبيق القاوانين والاجراءات التي يعلنون عن اتخاذها مما سيعطي المزارعين فرصة لتسويق المنتج الفلسطيني .
كما أشار عيسى الى ان الوسائل الاخرى التي يتبعها الاحتلال تتمثل بإغلاق الطرق الزراعية حيث اغلقت اسرائيل مؤخرا طريقين زراعيين يؤيديان الى كروم العنب واراضي المواطنين الزراعية مما عزل خمسة الاف دونم معظمها مزروعة بالعنب مشددا على ان المستوطنيين يقومون بمحاولات لارهاب المزارعين على الارض حيث احتجزوه ومجموعة من المزارعين مع نائب رئيس بلدية الخضر لساعتين واعتدوا عليهم بالايدي والشتم فيما جنود الاحتلال ينظرون ولا يحركون ساكنا.
واضاف رئيس مجلس تسويق العنب الفلسطيني الى ان اسرائيل صادرت عشرات الاف الدونمات ولم تبقي للمزارع الفلسطيني شيئا مشيرا الى ان الخضر يتهدد الان الفي دونم جديدة ستكون خارج الجدار ما يعني فقدانها .
واكد ان هذه السياسات ادت الى انخفاض كبير جدا بكميات العنب المنتجة حيث تنتج بلدة مثل بلدة الخضر جنوب بيت لحم سنويا 6 الاف طن فيما كانت قبل بضعة سنوات تنتج اكثر من مئة طن مضيفا ان الخطر الان سيوصل الانتاج الى مرحلة صعبة للغاية مما يتهدد الانتاج الفلسطيني كاملا.
عوامل داخلية فلسطينية تحتاج الى حلول سريعة
وفي إطار سعي مجلس تسويق العنب والمؤسسات الزراعية الفلسطينية لمواجهة الأخطار الإسرائيلية كان لا بد من البحث عن حلول للإشكاليات الداخلية الفلسطينية التي تتمثل بأهمية اتخاذ إجراءات رادعة لمواجهة للاحتلال والممارسات الإسرائيلية بكل أشكالها حيث طالب وفد من المزارعين ومجلس تسويق العنب محافظ بيت لحم عبد الفتاح حمايل بتشديد الإجراءات على دخول العنب الإسرائيلي حيث يقوم قلة قليلة من التجار بمحالة تهريبه فجر وبالتالي فلا بد من حملات لمراقبة الاسواق .
كما طرح المزارعون قضية إمكانية التسهيل على المزارعين لبيع عنبهم في أسواق بيت لحم ورام الله والبيرة وهي المدن الرئيسية التي يباع فيها حيث يواجهون تضييق من قبل موظفي البلديات من خلال منع المزارعين من بيع منتجاتهم في شوارع المدن مما يتسبب بمضاعفة الخسائر هذا بالإضافة الى ان بعض موظفي بلديات مختلفة وعلى رأسها بيت لحم بالاعتداء على المزارعين والمزارعات الذين لا يجدون مكانا لبيع منتجاتهم حيث يحاول التجار استغلال وجود العنب الاسرائيلي في الاسواق وتخفيض الاسعار مما يضطرهم لبيع العنب بانفسهم في الشوارع هذا بالاضافة الى عدم استطاعتهم الوصول الى القدس لبيع العنب هناك مما فاقم وضاعف الاعداد .
من جهته رحب المحافظ حمايل بالحضور واكد على ان السلطة الوطنية الفلسطينية تقدم كل الامكانيات المتاحة لدعم المزارع الفلسطيني من خلال مساعدته على الارض ومحاولة التسهيل عليه في الاسواق مشيرا الى وجود القرار من قبل وزارة الزراعة بمنع العنب الاسرائيلي حيث يثبت ذلك سعيا لحماية المنتج الزراعي الفلسطيني .
واكد المحافظ حمايل على ان الضابطة الجمركية ستزيد اعتبارا من يوم غد من حملات التدقيق على البضائع الزراعية الداخلة لبيت لحم والتدقيق في شحنات المنتجات الزراعية ومصادرها هذا بالاضافة الى تنظيم حملات على الاسواق مؤكدا انه سيتم سحب العنب الاسرائيلي من الاسواق واتلافه على الفور حيث ستقوم لجنة السلامة العامة ولجان حماية المستهلك وكل الجهات المعنية وحتى الاجهزة الامنية بمتابعة هذا الملف ومحاسبة التجار الذين يدخلون بضائع تمنعها السلطة الوطنية حيث سيتم تقديم التجار الى المحاكمة لانه لا يمكن التلاعب بمصير المزارعين الذين يقومون بحماية الاراضي الزراعية .
كما قام المحافظ حمايل خلال تواجد وفد المزارعين بالاتصال بمدير شرطة مدينة بيت لحم الرائد زايد الشاعر حيث بحث معه في امكانيات التسهيل على المزارعين وطالبه بالتخفيف على مزارعي العنب في هذا الموسم حتى يتسنى لهم بيع منتجاتهم في ظروف سهلة مما يمنحهم فرصة لحماية اراضيهم عبر ترويج منتجاتها الزراعية والاهتمام بمساحات اكبر مشيرا الى انه سيتواصل مع بلدية بيت لحم مجددا لانه لا يعقل ان تستمر الية التعامل مع المزارعين بهذه الروحية من جهة مشيرا ايضا الى اهمية محافظة المزارعين على القانون ونظافة الاسواق من الجهة الاخرى مؤكدا ان المهم تطبيق روح القانون بعدالة .
هناك مسؤولية على المواطن
هذا وقد اكد الاجتماع على وجود مسؤولية وطنية على المواطن والتاجر حيث اكد رئيس مجلس تسويق العنب على ان العنب الفلسطيني يجب ان يكون على راس سلم اولويات المواطن الفلسطيني باعتباره منتجا وطنيا يحافظ على الارض الفلسطينية من جهة وانه صحي اكثر حيث يعتمد على مياه الامطار والاسمدة الطبيعية فيما العنب الاسرائيلي يعتمد على مياه المجاري المكررة والاسمدة الكيماوية مشسرا الى وجود فرق في الطعم بشكل واضح وبالتالي فان المسؤولية الوطنية والصحية يجب ان تقع على عاتق المواطن ليقرر بنفسه معربا عن ثقته بجماهير الشعب الفلسطيني لحماية العنب الفلسطيني الذي صدقت فيه الاغنية القائلة مرة اخرى الشهد في عنب الخليل .