أحدث الأخبار
السبت 23 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
شخابيط!!

بقلم : بشرى الهلالي ... 16.02.2012

خفيفة مثل اليقظة.. سعيدة مثل الحلم.. نجمة الصدفة، هدية منتصف الليل.. وضعتها بيدي ساحرة أحالتها أبجدية الايام الى التقاعد، لملمت اطراف احلامي لتكن -أنت- آخر من يخلد الى احضانها.. زرعتها بنفسجات على شرفة أيامك الخابية، لكن ليل وحدتك طويل.. والكلام صمت.. ناسك انت في محراب الصمت، والدقائق حراب تنخس خاصرتي.
وأظل انتظرك.. عيني تستمطر بخل الضوء الغافي على نافذتك، انتظرك كل ليلة.. وأشعر انك ستكون هنا امامي، وهما، حقيقة، خيالا، لكن.. ماانتظرت صمتك ابدا!
أكسر طوق الصمت وأصرخ.. أينك؟ غفى صوتي يأسا.. فناديتك بقلبي .. ولم تسمع النداء.. التجئ الى عالم الاحلام.. حيث التقينا في سكر اغفاءة، يوقظني شوقي اليك في منتصف الليل، أهدهد الوسادة علها تنسى، فمشوار النسيان طويل، والشوق نار الوحشة.
لماذا كلما حاولت أن اشيح بوجهي.. عابثتك طفولتي، ولماذا كلما تذكرتك لاح وجه امي وبكى قلبي بصمت خاشع؟ عذرا إن كسرت طوق العقل.. فسابقت قدماه الريح الى العاب الطفولة في يوم اجازة مفتوحة، لم يكن ذنبي.. فقد دعوتني للجنون.. ورميتني بالعقل .. فسقطت اللهفة في اغماءة.
هل أخطأت حين ظننت ان في غاباتك مخبئي وأن سنوات العمر ستبيت لياليها الاخيرة على وسادة الاحلام؟ أم هي احلام! .. حتى الاحلام تخطئ.. سأعاقبها بقسوة لانها طرقت من دون اذني باب احلامك فكسرت حظر التجوال وعرضتني لخطر الاعتقال.. فاعذر طيش احلامي التي دغدغت بقايا حياة تمرح في غفلة من جليد لحظاتك.. واغفر لدمعة فرح تسللت من خلف الاحزان لتغسل تعب عينيك.
هادئة مثل سكون الفجر..سأظل ابدا اتطلع اليك عبر النافذة لأرقب صلاتك وكوب الشاي والمدفأة.. لألملم أيامك كي لا تتبدد مثل ساعة رملية وأستوطنك قلبي كي لا ترحل في طريق بلا نهاية.. سفينة انقاذ تفك عنك الحصار.
من قال إن كل ما لانريد تصديقه هو كفر؟ اشتاق يدك تنتشلني من خوف يشبه خوفك.. شفتاك تزهر فرحا يغير خارطة الزمن الراكد.. اتوق الى حبك..عشق صبي تبعثره رجفة اللمسة الاولى وتبحر به فوق السحاب.. الى عالم اللاوجود الذي يوخزنا كلما ضغط الحزن خواصرنا.
أعاقر ذكراك ليل نهار.. يسكرني الشوق وأدمن أوهاما ترسمك فجرا..نهارا.. ليلا.. بل دورة زمن كاملة تبدأ من عينيك لتنتهي في اغفاءة روح ينهشها الحنين الى دفء يديك.
طفل فقير يعد نقوده المعدنية في حصالة، احرث الذكريات كل يوم.. استرجع كل كلمة من كلماتك بحثا عنك .. يقتلعني الغياب.. يجرحني .. يثقل صدري ألما يوخز برد أيامي ويربك جليدها.. يعبث في خلايا العقل فتضطرب الافكار في زحمة مرور.
يا عزيزي.. ذات لهفة.. اشعلت حرائقي ومضيت اليك.. يطوق يدي سوار غصن اخضر.. يلفني ثوب الوحشة.. افترشت الانتظار والتحفت الشوق.. لااملك خيارا سوى ان ابحث عنك.. في اروقة الذاكرة ام في زوايا النسيان.. اينما تكون فانت هناك.. دائما كنت هناك في مكان ما من تكويني. اعابث الوقت.. اتجاهل خريطة المكان.. اختبئ خلف التفاصيل.. لاجدني فيك ثانية.. لاأعلم من انت وماذا تكون!! لمسة في خصلات الشعر، رشة عطر ام ارتجافة يد؟ دمعة حزن في عيني طفل.. نداء وجع صامت على شفاه مراهقة.. أم رمح في الخاصرة؟ يصعب تحديد ماتكون.. لكنك هناك في مكان ما من صمتي.
تسألني الرحيل؟؟ او تطلب الحرية من سجين؟؟ ارحل او ابق.. سأصارع خيوط حلم تربطني بك.. فقلبي مازال غضا، سنوات القهر لم تفلح في تربيته .. قلبي ولد شقي.. دون علمي تسلق حائط الجيران فسبقتني أنت الى تأديبه.
أدرك ان بين عالمي وعالمك زنزانات مغلقة.. والممرات استعبدتها خطى السجان.. فابتعد او اقترب.. لن يشكل الامر فرقا.. فانت هناك في اعماق الروح حيث تغفو علبة اسراري التي اضعت مفتاحها في لحظة ارتباك. لاتطرق.. فأنا دمعة في زاوية عينك، احذر.. قد أتدحرج إن بكيتني.. فأحرق خديك.