أحدث الأخبار
السبت 23 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
رومني اذ يتحدث صهيونيا...؟!

بقلم : نواف الزرو ... 03.08.2012

المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الامريكية مت رومني، يسير على درب اسلافه صهيونيا، بل يسعى للتمايز عنهم باعلانه الولاء المطلق للدولة الصهيونية، وباطلاقه المزيد من الوعود والتعهدات لصالح الامن الصهيوني، بتبني الموقف الحربي الصهيوني الصريح ضد ايران، بل انه تمادى في زيارته الاخيرة ل"اسرائيل"عنصريا، باعلانه"ان الثقافة اليهودية اسمى من الثقافة الفلسطينية"، وتمادى سياسيا باعلانه من امام اسوار البلدة القديمة"ان القدس عاصمة اسرائيل"، بل وسار في طريق بعض أسلافه وتعهد بنقل السفارة الامريكية الى القدس-الاثنين 2012-7-30"، غير انه ما أغضب الفلسطينيين أكثر كان التصريح شبه العنصري الذي أصدره رومني في مناسبة تجنيد التبرعات مع نحو أربعين مليونيرا يهوديا امريكيا في القدس، وتطرق رومني الى الفوارق الاقتصادية بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية، متجاهلا القيود التي يفرضها احتلال الضفة الغربية على امكانيات التنمية الاقتصادية، وبالنسبة لرومني، فان سبب الفوارق يكمن بالذات في الاختلافات الثقافية بين الاسرائيليين والفلسطينيين، فقال"عندما أصل هنا وانظر الى هذه المدينة فاني آخذ بالحسبان انجازات هذا الشعب (في اسرائيل) وأنا اعترف بالثقافة، بالحداثة وبالتاريخ اليهودي للازدهار في ظروف صعبة".
وفي كل هذه المضامين السياسية والعنصرية التي يشهرها رومني، وسنواجهها حال فوزه في الانتخابات الرئاسية، فانه جوهريا لا يختلف ولا يتميز عن اسلافه، من كلينتون الى بوش الى اوباما، فالرئيس بوش-الابن- قام بثلاث زيارات -كانت الثالثة منها في ايار/2008-الى"اسرائيل"قدم خلالها خطابات توراتية، وكان اخطر خطاب له امام الكنيست الاسرائيلي، الذي رأى فيه عدد من أعضاء الكنيست"أن بوش يبدو صهيونيا أكثر من أولمرت"، وقال عدد منهم إنه "من الأفضل استبدال رئيس الحكومة برئيس الولايات المتحدة لكي يثبت له ما هي الصهيونية"، في حين رأى آخرون في بوش "كمن يحقق أحلام الصهيونية"، كما اتفق الإسرائيليون قبل العرب على"أن خطاب الرئيس الأميركي بوش أمام الكنيست فاق في دلالاته ما كان لأي مسؤول إسرائيلي متشدد أن يقوله، الأمر الذي دفع بعض المراقبين للقول إن الخطاب قدم لإسرائيل شيكا على بياض لزعزعة أمن المنطقة"، ناهيكم بطبيعة الحال عن وعد بوش لشارون، الذي تعهد فيه بوش بالاعتراف بحقائق الامر الواقع على الارض، وكان يقصد الاستيطان الصهيوني في انحاء القدس والضفة الغربية.
ومن بوش الى اوباما، الذي جدد التزام بلاده بأمن إسرائيل معتبرا"أن أمن إسرائيل غير قابل للتفاوض والنقاش"، وجاء ذلك خلال مراسم تقليد الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريزالاربعاء- 14/06/2012- أعلى وسام أمريكي وهو وسام الحرية، حيث أثنى أوباما بشكل كبير على بيريز ومواقفه، مدعيا"أن بيريز لم يتوقف يوما عن السعي وراء السلام، تماما مثلما عمل على تعزيز أمن إسرائيل وقوتها العسكرية".
ثم يعود الرئيس الامريكي اوباما في اطار حماته الانتخابية للرئاسة الامريكية ليعلن الولاء ل"اسرائيل" مرة تلو الاخرى، بل واكثر من ذلك، فهو يعلن"ان دعم بلاده لامن لاسرائيل مقدس"، متحدثا عن ضرورة مساعدة هذا البلد في الحفاظ على "تفوقه العسكري"، وأشار أوباما الى التغييرات الجيوسياسية التي حملتها الثورات الشعبية في العالم العربي الاسلامي منذ مطلع العام 2011"، وقال"احد اهدافنا على المدى البعيد في هذه المنطقة هو ان نعمل بشكل لا يترجم فيه الالتزام المقدس من قبلنا تجاه امن اسرائيل فقط بتقديم القدرات العسكرية التي هي بحاجة لها واو بتامين التفوق العسكري الضروري لها في منطقة خطيرة للغاية".
وتقديس الرئيس اوباما ل"امن اسرائيل" ترجم في سلسلة من المواقف والتصريحات التوراتية التي تعلن الولاء المطلق ل"اسرائيل" وامنها، فبعد يوم واحد فقط من خطابه التوراتي المنحاز بالكامل لصالح الدولة الصهيونية، الذي القاه امام الجمعية العامة للأمم المتحدة، والذي وصفته حتى صحيفة"يديعوت أحرونوت" بـ"الخطاب الصهيوني"، سارع الرئيس اوباما الى عقد لقاء عاجل مع نحو 900 من كبار الحاخامات اليهود، حيث التزم أمامهم ب"أن يكون التحالف بين الولايات المتحدة وإسرائيل أقوى من أي وقت مضى"، مشددا:"إن العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل لا يمكن أن تتزعزع، وأن التزام الولايات المتحدة تجاه أمن إسرائيل صلب"، مشيرا الى أنه" منذ أن تسلم الرئاسة الأمريكية لم يتحدث فقط وإنما نفذ، وأنه لم تكن علاقات الأمن بين إسرائيل والولايات المتحدة وطيدة بالشكل الذي هي عليه اليوم. مختتما:"إنه "يفخر بهذا السجل".
هكذا هو المشهد السياسي الاممريكي...وهكذا هي السياسات الامريكية تجاه فلسطين والدولة الصهيونية، فلا يتوقعن احد بان تتغير هذه السياسات ا، الا اذا تغيرت السياسات العربية جذريا، فعلى قد العمل والعطاء العربي الحقيقي على قدر ما قد تتغير السياسات الامريكية تجاه العرب.