بقلم : ... 26.03.2013
اختتم المقهى الأدبي-رهط بإشراف صاحبه ومديره العام مروان أبو فريح مؤخرا فعاليات برنامجه الثّقافي مارّون على السّياج الثّاني والّذي كانَ الأول منه قد انطلق في الثّالث والعشرين من شباط لهذا العام، وقد استمرّت فعاليات البرنامج طيلة ثلاثة أيام، إذ انطلقت بافتتاح معرض ضخم للكتاب المقدسي الثاني والعشرين في المقهى الأدبي بالتعاون مع دار الجندي للنّشر والتوزيع وذلك في يومه الأوّل مع افتتاح الجناح الخاص والدائم للدّار في المقهى، واستكمل البرنامج الثقافي مع الجمهور وشخصيات قيادية واعلامية بارزة والدكتور عامر الهزيل- القائم بأعمال رئيس بلدية رهط بتوقيع كتاب ((الموجة الجديدة في السّينما الفلسطينيّة)) بحضور كاتبه الناقد والسينمائي عنان بركات، إلى جانب محاضرة وحلقة نقاش بعنوان إشكاليات التمويل في السينما الفلسطينية، والمرأة في السينما الفلسطينية.وفي اليوم الثاني من أيام آذار في مارّون على السّياج استقبل المقهى زوّاره في معرض الكتاب المقام هناك، والّذي شهد حضورا كثيفا من قبل أهالي النّقب عامة ورهط خاصة وحضور لنائب البرلمان المحامي طلب ابو عرار في جولة روحانية بين الكتب على اخْتلاف عناوينها وأفكارها وأنواعها وتخصّصاتها، انتقالا فيما بعد إلى أرض العراقيب الصامدة بزيادة إنسانيّة داعمة للمكان من قبل إدارة المقهى الأدبي ودار الجندي ومركز مجهول، وختم ثاني أيّامه بلقاء مع سمير الجندي صاحب دار الجندي للنّشر والتّوزيع ونقاش لمجموعته القصصية الأخيرة ((الباب))، ليستكمل المقهى في ثالث أيّام مارون على السّياج استقبال الجمهور في معرض الكتاب المقام فيه.وفي اليوم الثالث كان لقاء خاص مع مخرج السينما الوثائقية الأول من النقب المخرج المحلي يوسف أبو مديغم وعرض فيلمه الوثائقي. هذا وتجدر الإشارة إلى أنّ حظ الأطفال من أيام مارّون على السّياج الثّلاثة كان وافِرًا، إذ اسْتمر معرض كركور الأول لكتب الأطفال طيلة الأيام الثّلاثة بمصاحبة العم سهل الدبسان وكركور الذي كان في استقبالهم. وعلى هذه المبادرة الطلائعيّة عقّب المدير العام للمقهى الأدبي- رهط مروان أبو فريح بقوله: أتقدم بالشكر والامتنان والتقدير لدار الجندي ومؤسسها الكاتب المقدسي سمير الجندي على عقد اتفاقية نشر وتوزيع دولية مع شاعر البادية الكاتب المحلي صالح الزيادنة وعلى دعمه لهذا المهرجان والحراك الثقافي كما وأشكر وزيرة الثقافة الفلسطينية السيدة سهام البرغوثي على دعمها ورعايتها لهذا النشاط الهام.كما وعقّب سمير الجندي: رهط، على حافة النقب، يسكن حلم بدوي، نغم اسطوري، وحقول قد سلبتها حرارة الشمس لونها الأخضر، فمالت الحياة بوجهها كأن لم يكن بينها وبين الزهر روايات وحكايات، الرعيان يتحدثون بلغة الصحراء في السراء والضراء، يحترفون عشق البادية، الشمس تحجبها عند الظهيرة أجنحة صقور تجول بناظريها فتلتقط القوارض عند فتحات جحورها المستلقية بتحد وقح... ثمة رجال ونساء، يبذرون الحب والأمل في كل ركن من أركان المكان... يتسلحون بصبر النسور وعزيمة الصحراء المزروعة في وجدانهم، فتنبت الأحلام كزهر الإقحوان، يعانق ضوء الفجر الآتي من متاهات الزمان.واختتم ابو فريح: لن ينصرف أحد إن لم نكن على قدر من طرده من ها هنا وهناك ولن يلملم أحد كلماته إن لم ندفع نحن بكلماتنا وصوتنا وحروفنا إلى الأعلى، وذاك لن يتسنى لنا إلا إن تمسّكنا بما لنا في هذه الأرض وثانيها بعد الدين اللغة، فأين نحن من لغتنا وثقافتنا التي بتنا نستبدلها في كلّ فرصة بلغات لا تليق بنا، أَين نحن من حروف عربيتنا التي نهجرها يوما تلو الآخر عن وعي أو عن غيره، لا بدّ لنا جميعا أن نعيد النظر بما نقوم به اتجاه لغتنا من ظلْم لها واتّجاه ثقافتنا من طمس مدرك من الآخر أكثر منا،علّ السبل كثيرة للمحافظة على لغتنا وثقافتنا وتراثنا ومن هذه السبل إن لم يكن أهمها الكتاب!!