بقلم : ديمة كرادشة ... 02.03.2011
لاادري لماذا أرى المشهد السياسي في الدول العربية وثورة الشعوب تجاه الانظمة الحاكمة وحالة فقدان الثقة بين الشعب و كافة الاحزاب السياسية والحركات الاجتماعية المنظمة وأية تنظيمات فكرية او سياسية. والشعور بالقلق والخوف من مؤامرات جديدة تكاد ضدهم من قبل رموز الحكم ،مما جعل لغة الحواروالتفاهم مفقودة بين الطرفين، و أدى الى اللجوء الى لغة التظاهر والاعتصام وبدون تقديم تنازلات في المطالب والغاء مبدا المناشدة والمسائلة ؟ كل هذه المشاهدات لم استطع فهمها الا من خلال تقارب المشهد على الساحة الشعبية وحالة النظام البطريركي الابوي والذي أكد في خطاباته عبر التاريخ ؛حاله حال الحاكم العربي؛ على انه قدم الكثير من اجل حماية المرأة من الدعم والمساعدة لتتمكن من مواجهة الحياة الصعبة واللجوء الى الخطاب الرومانسي العاطفي تجاه المرأة في انها هي الرفيق والشريك في مسيرته في الحياة، وهما الاثنان يتحملان الأزمات ويقدمان التضحيات ولكن الواقع أظهر انها من كانت تعاني الأزمات وتقدم التضحيات.وايضاً من خلال توزيعه العادل للأدوار التي فرضت عليها سواء داخل البيت او خارجه من خلال تسمياته وتعليماته هو، فحدد لها الاماكن التي يسمح لها بدخولها والمعلومات التي يحق لها تعاطيها ،وحدد الأماكن التي اعتبرها محرمات لا يجوز المساس بها او الإقتراب منها، كما كان هو الذي يضع الدستور ويسن القوانين بناء على العداله والمساواه وتحقيق المكاسب المشتركه دون تفرقة او تمييز!!!..وما ان اقتربت هذه المواطنة من بحورالمعرفة ومجالات الوعي والفهم لكينونتها واسباب وجودها ،والشروع بالنهضة والتغيير، حتى اصبح هذا الحاكم العادل ؛كما كانت تعتقد؛ الى قاضي ومحام في آن معاً واخذ يدافع عن مشروعية حكمه وذلك بانها ما زالت غير قادرة على ان تتولى شؤونها بنفسها ولن تتمكن من ادارة دفة الحكم كونها ما زالت غير مؤهله نفسيا ولا اجتماعيا.....فأخذ يقدم لها عروض للمماطلة ،والتجيير ،واقناعها بانها هي الاجمل وهي الاروع في الحب وانها ملكة قلبه وصاحبة السيادة على ارضه وغيره من هذا الكلام المعسول .....هذه الأرض التي لا تملك منها شبرا ولا يحق لها التصرف بها كما تشاء ، وانها الملكه بلا مملكه وانها الأجمل رغم عدم ديمومته....كل ذلك ليشعرها بالملك وهي عبدة عنده ......وتحت إمرته وما ان تطالب بالحياة حتى يبدأ بالتوتر والخوف ....لماذا الخوف وعلى ماذا ؟؟ فهي لا تنافسك على سلطان ولا على منصب أو مصلحة، فهي لن تهددك في مملكتك ولن تشاركك في مكاسبك ،بل تريد حريتها فقط.....إن المشهد العربي شدني الى الدعوة الى مظاهرة سلمية نسائية نطالب فيها الحكام العرب واصحاب النظام الأبوي بشتى مواقعهم بدءا من البيت وانتهاءا بالدولة والى أصحاب النفوذ والسلطة الأزليين ، بفرض تعديل على ميثاق الشرف مع المرأة والذي يتضمن ، الغاء مبدأ التوريث في الحكم وانتقال السلطة عبر الطرق الديموقراطية وعبر الخيار الحر ....سواء للاناث والذكور، ومنح الحق في التعبير والمطالبة الشرعية للحقوق والمساواة في الفرص واعادة توزيع الادوار بما يتلائم وتطورات المجتمع ، فما كان في الماضي من قبول وخضوع أصبح اليوم رفض وتمرد .ان هذه المظاهره لابد لها من ان تكون منظمة ومحددة المعالم، لا تأخذ شكل "الهبة الشعبيه "التي قادتها شعوب تونس او مصر وغيرهم بالرغم من انها اثمرت وانتجت ديموقراطية جديدة،إلا اننا نستطيع اللحاق بها في شكل تنظيم اجتماعي ممثل بقيادات واعية ومدركه لمطالبها وتقدم خطاب نسوي يحمل بين طياته إجماع وتوافق بين كافة الفئات المضطهدة .انها فرصتنا الأن، ففي خضم هذه الثورات وفي ظل حالة الفوضى التي نعيشها ، ان ندرج مطالبنا لتصبح قضية اساسية وليست ثانوية فالإصلاح لابد ان يحمل في طياته كافة شرائح الشعب ، فنحن لسنا مواطنين درجة ثانية ولسنا أقلية ، بل نحن مع الرجال في الميدان ،والحراك الإجتماعي لا يقتصر على فئة دون اخرى انما هو تيار يحمل معه قضايا تهم كافة الأفراد سواء الشباب منهم او الكبار ، رجال ونساء ، ليسير نحو التغيير للأفضل ؟؟؟؟؟