بقلم : رانية مرجية ... 13.04.2011
ما زال صدى صوتها يرن في أذن أمها وهي تقول: - سأفضحه، سأعريه، سأكشف حقيقته.سألت أختها ابنة العاشرة: - ترى أين تكون خلود الآن؟ وارتفع صوت أحدهم ليقول: - سافرت خلود ولن تعود. مرّ أسبوع.. أسبوعان.. شهر.. ولا أحد يعرف شيئا عن خلود، كأن الأرض انشقت وابتلعتها. وُجدت خلود أخيرا في إحدى البيارات بمنديلها الأسود المزركش، وبثوب الصلاة الملطخ بدمها دون حراك! إنها قضية شرف... سارع الناطق الرسمي للشرطة بتعميم بيان للصحف العبرية والعربية، فالفتاة عزباء لم يسبق لها الارتباط، وتبين من الفحوصات التي أجريت لها أنها كانت حاملا بشهرها الثالث. بعد مضي أسبوع تزوجت أختها فاطمة من ابن عمها، وبمباركة كل العائلة، ما عدا والدتها التي اختارت أن تغادر القرية. بيومين اثنين فقط تمت الخطبة، ثم الزواج. فاطمة ابنة الثامنة عشرة عام يتزوجها علي وعمره اربعة وثلاثين عاما. نعم، إنّه أحقّ بها من غيره، فهي ابنة عمه، وبنت العم لابن العم، وهذا قانون وعرف كبروا عليه ونشؤوا عليه! لكن؛ ابن عمها كان ظالما، كان يعاملها بقسوة ويهددها باستمرار، إلى أن قررت أن تهرب من القرية. وفعلا، هربت لبيت جدها والد أمها، حيث كانت أمها تمكث أيضا هناك، وهنالك، ولأول مرة قررت والدتها الخروج من دائرة صمتها. - انا من قتل خلود، وانا من تسببت بتعاستك يا فاطمة. كان يجب أن أقف لهم بالمرصاد، ولكني كنت سلبية وفضلت الصمت والهرب. لقد قام زوجك باغتصاب أختك وتحت تهديد السلاح، وكتمت أختك السر في صدرها، إلى أن جاء يومًا ليطلب يدها فرفضته، لكنه بدأ يقهقه وقال: - لا تستطيعين رفضي.. أتنسين ما كان بيننا؟ أجابته: - أفضل الموت على ان أتزوج من حشرة مثلك. وعندما اختليت بها وأخبرتني بتفاصيل حادث الاعتداء، وأنا بدوري أخبرت والدك وإخوانك الشباب، جنّ جنونهم، وطلبوا منها أن تتزوج منه فرفضت وقالت: - لن أتزوج من قاتلي. حاولوا إقناعها، وعندما عجزوا قتلوها. ولكي يُخرسوا ابن عمك دفعوا بك قربانًا له. طأطأت برأسها وقالت: - سيكون مصيري كمصير أختي؟ يجب أن نفضحهم.. هناك قانون يستطيع أن يأتي لنا بحقنا. وتم تقديم شكوى للشرطة من قبل الابنة، والأم ضدهم، ولكن؛ في ذات الليلة تم قتل الأم والابنة، وأغلقت القضية لعدم توفر الأدلة الكافية، أو ربما لأسباب لا يعلمها إلا الشرطة والقضاء!!