بقلم : د.شكري الهزَّيل ... 09.02.2012
إذا سالتنا او سألتمونا عن حال واحوال الشعب الفلسطيني سنجيبكم بانه ما زال شعب جمل المحامل والنضال والصمود والفزعه والنخوه ومازال في ارض الميدان منذ عقود يقاتل من اجل كل شئ.. من اجل الارض والوطن والعروبه والاسلام والحياه والماء والبيت والوجود وحتى من اجل الصلاه في الاقصى وما زال يرابط في فلسطين وخارجها متسلحا بحق شمسه لا تغيب..ما زال يحتج ويستنكر ويغضب ويتظاهر ويعتصم ويشارك في المناسبات الوطنيه ويحيي ذكرى نهب الارض والمجازر ويبعث الروح في ذكرى الشهداءوالابطال ويتصدى للهدم والترحيل والتهجير والتهويد من النقب الى الجليل ومن الضفه الى غزه ومن القدس الى الخليل ومن رفح الى جنين ومن عين الحلوه الى الوحدات وحي البلديات..وراء البحار وعبرها..فلسطيني هذا هو اسمه وسميه ما تشاء ان تسميه يبقى هو الفلسطيني الذي يحمل هم وطنه وشعبه اينما حط الرحال وطنا ومهجرا ويبقى هو الفلسطيني اللذي يطارده الاحتلال الاسرائيلي على عرض وطول فلسطين التاريخيه لابل فلسطين ام التاريخ وحاضنته..فلسطين حاضنة الانبياء وحاضنة المقدسات وحاضنة التاريخ الفلسطيني العربي الذي لن يفنى ولن يزول مهما أهالوا عليه من رمال الاحتلال والاحلال الصهيوني الهادف الى تدمير كل ماهو فلسطيني على ارض فلسطين..الجغرافيا.. الديموغرافيا.. التاريخ..التراث.. الانسان.. المكان .. الزمان.. كلها اهداف لمشاريع صهيونيه لا تنتهي بتهويد الارض والاستيلاء عليها لابل تصل الى محاولة اسرلة وتهويد الانسان الفلسطيني الباقي على ارضه الموروثه من اجداد الاجداد قبل وجود اجداد هرتسل في اوروبا واجداد مستوطني امريكا التي صارت دولة عظمى بقوتها العسكريه والاقتصاديه وهابطه باخلاقها السياسيه الى حضيض الحضيض الذي يجعلها تؤيد اغتصاب الارض الفلسطينيه وهضم حقوق الشعب الفلسطيني لا بل ان امريكا تمول مشاريع تهويد النقب والجليل والقدس وكامل فلسطين وتزعم في الوقت نفسه انها راعيه للسلام!..ما علينا وما عليكم من امريكا الداعمه للاحتلال الاسرائيلي لاننا تعودنا على توأمة الكذب والاستيطان والاحتلال ونعرف موقفهما, لكن الاهم هو الهَّم الفلسطيني الذاتي والداخلي والفجوه الوطنيه الحاصله بين الشعب الفلسطيني وبين ما يسمى بالقيادات ونحن نستعمل تعبير قيادات هنا حتى لا نحصرها في ظاهرة السلطه والفصائل الفلسطينيه ومشتقاتها من احزاب وابواق تعبر عنها هنا وهناك في تجمعات وقطاعات المجتمع الفلسطيني وطنا ومهجرا..
الحديث عن الفجوه بين الشعب الفلسطيني وقياداته هو حديث شجون شعب مفعم بالاحباط من مستوى اداء القيادات لكنه شعب ليست مُحبط وطنيا وسياسيا وما زال خزَّانه يفيض بالعطاء والهمم الوطنيه العاليه وما زال قادرا على احباط العديد والكثير من المشاريع الاستيطانيه الصهيونيه في حين تلعب القيادات لعبة المفاوضات واكذوبة استكشاف نوايا الطرف الاخر وما ادراك وادراكم بنوايا الطرف الاخر الذي لا نراه الا وهو يمتطي جرَّافه لجرف بيوتنا ووجودنا ومحو معالمنا الجغرافيه والوطنيه لابل يسن قوانين لتشريع سياسة جرف قرى فلسطينيه كامله..قانون شريعة الجرَّافه وليس الغابه فقط...استكشاف ما وراء الشجره من غابات مخططات صهيونيه وليست استكشاف نوايا في مفاوضات عبثيه وعدميه يقودها ثله من العدميين والعبثيين الذين يعبثون بحاضر ومستقبل الشعب الفلسطيني الذي يواجه يوميا مخططات اقتلاعه من وطنه ومن مدنه وقراه على طول وعرض فلسطين لابل ان هذا الشعب ما زال يناضل من اجل العوده وطي صفحة لجوءه القسري منذ اكثر من ستة عقود...ستة عقود ونيف من التشريد والتجريف وما زال المفاوض الفلسطيني المزعوم يستكشف مخططات وعقلية الاحتلال الاسرائيلي...عجيب امر هذا المفاوض الماجِلاني الذي يلف ويدور حتى يستكشف نوايا الاحتلال ولا يكتشف حق شعبه الفلسطيني في ارضه ووطنه..يلف ويدو حتى يثبت ان القضيه الفلسطينيه كرويه ومستديره وتحتاج لاستكشاف او اكتشاف عبر مجهَّر صهيوني لايرى في فلسطين سوى مستوطنات ومستوطنين صهاينه لايكتفون بالاستيلاء على الارض الفلسطينيه فحسب لابل يطردون الشعب الفلسطيني من بيوته ويحتلونها في القدس وغيرها الكثير من المدن الفلسطينيه ناهيك عن الاستيلاء على عشرات الالاف من البيوت في المدن الفلسطينيه عام 1948 ومنحها للمستوطنين اليهود الذين يفاوضوا اليوم عباس وشلته وهؤلاء بدورهم ما زالوا في مرحلة الاستكشاف...!
يبحثون عن فلسطين بالمجهر وهي ظاهره لكل العيون المجرده...يفقأوون عيون الحق حتى يصبح غابة من الظلم والظلام..يسيرون في ركب الاحتلال ومن ثم يترجَّلون لمفاوضته حول الوهم وحول اين ستكون وستقع المستوطنه القادمه في مسيره القافله الاستيطانيه الزاحفه نحو جغرافيا الارض الفلسطينيه ..من جغرافيا وطفولة كثير من الفلسطينيين وكاتب هذه الكلمات من بينهم لم يبقى شئ حيث محى الاستيطان الصهيوني معالم جغرافيا المكان وسوَّى تلال الارض واوديتها وشعابها وتضاريسها الجغرافيه..مسَّحها من الوجود ومسح معها تاريخ شعب وشعاب لابل مسح قرى ومدن فلسطينيه كامله من الوجود.. لم يبقى من المكان الا خرائط قديمه عالقه في وجدان الفلسطيني..هناك في هذه المزارع والمستوطنات الصهيونيه يذهب المفاوض الفلسطيني "ابوراتب" للقاء الغاصبين للتفاوض معهم على ماتبقى من فلسطين...هناك يذهب كبير المفاوضين التفريطيين صائب عريقات ومن قبله فياض وعبدربه ليشاركوا في مؤتمر "هرتسليا" السنوي الذي يناقش قضايا الامن القومي الاسرائيلي وبحث استراتيجيات جديده للدفاع!..صدقوا او لا تصدقوا:::هذه هي فقط عينات بسيطه من اصناف هبوط القيادات الفلسطينيه..غيض من فيض الهبوط القيادي الفلسطيني الذي يتواطأ مع الاحتلال ومؤسساته ودوائر قراره وجيش احتلاله لابل ينسق معه امنيا في عملية حصار الشعب الفلسطيني.. الف تصريح والف توسل حتى يتجاوز الفلسطيني حائط العزل او يقطع مسافة بضع كيلومترات للصلاه في المسجد الاقصى..المستوطنين يعتدون على القرى الفلسطينيه في الضفه ويحرقون في وضح النهار مساجد ومزارع شعب جمل المحامل..يطاردون الفلسطيني في بيته وفي وسط الضفه وعلى مرأى من سلطة فلسطينيه مربط خيلها في تل ابيب وواشنطن وليست في القدس وغزه.. طلت ما طلَّت خيلنا!..في عصر سلطة اوسلو والهبوط لن تطل خيلنا لا من رام الله ولا من جنين ولا حتى من القدس. .يربطونها ويروضونها للسير بدون رسَّن..رسن القضيه هو الضائع.. الذين يقودون الرسن الفلسطيني متأمرون على القضيه الفلسطينيه اكثر من نتانياهو واوباما..جماعات حسني مبارك المخلوع...فكر الانبطاحي حسني مبارك في طريقه الى الزوال في مصر المصدر, لكنه ما زال حي عائش ويرزق في رام الله ...يسعون الى فعل المستحيل حتى لا ينتفض الشعب الفلسطيني على المحتَّل..حتى لا يشارك في مركب ثورات الربيع العربي..يزعمون ويجزمون ان حالنا بخير ما زال الراتب مضمون ولا حاجه لثوره او انتفاضه...سيحققون الحقوق بالاستكشافي بلا كشَّاف وطني..على المكشوف وفي وضح النهار.. الاستكشاف والهبوط والسقوط والمشاركه ايضا في مؤتمر " هرتسليا".. اتعرفون ماهو جوهر وهدف مؤتمرات هرتسليا؟..ببساطه المؤتمر يبحث سنويا في طرق وسبل جديده للسيطره على الشعب الفلسطيني والتفوق على الدول العربيه عسكريا وتقنيا!..يبدو ان مندوبي السلطه الذين يشاركون في المؤتمر يقدمون تقرير سنوي عن حال الشعب الفلسطيني ومدى استعداده للمواجهه؟!....حاميها المزعوم هو حراميها..حرَّامي في وضح النهار لم يعرف مثله التاريخ الفلسطيني من قبل!..هبوط بالعرض والطول..هبوط عمودي وعنقودي ومحبوك هذا اللذي تمارسه السلطه الاستكشافيه!
هدم واخطارات اخلاء وهجوم صهيوني تهويدي مكثف على كل ماهو فلسطيني في فلسطين من الشمال الى الجنوب ومن الشرق الى الغرب وعلى القدس بشكل خاص حيث تتعرض احياء فلسطينيه كامله لخطر التهجير والتهويد في حين تستكشف فيه سلطة اوسلو نوايا الاحتلال ولا تعير الوحده الفلسطينيه اي اهتمام ملموس.. لاحظوا معنا انه في حالات التقارب او الانفراج بين فتح وحماس تدور مفاوضات شكليه بين الاحتلال والسلطه في رام الله وكأن حال لسانها يقول للاسرائيليين: تعالوا فاوضونا وإلا تصالحنا مع حماس.!.. فاوضونا والا فقدتمونا!...صارت المصالحه الوطنيه الفلسطينيه ورقة مساومه للمفاوضات..المصالحه الفصائليه لا اكثر.. المصالحه الفصائليه توظف كورقة ضغط لتحريك المفاوضات بين سلطة رام الله وسلطات الاحتلال الاسرائيلي دون اي جدوى واي نتائج..مفاوضات كسب الوقت لمزيد من الاحتلال ومزيد من الاستيطان ومزيد من تهلهل الوضع الفلسطيني العام الذي يفتقد اليوم قياده وطنيه موحده لابل ان منظمة التحرير التي من المفروض ترميمها واعادتها الى الواجهه اصبحت هي نفسها جناح سياسي من اجنحة سلطة رام الله..سلطة غزه لها ايضا اجندتها وتكتفي بتحميل سلطة رام الله اعاقة الوحده وعدم الجديه في وضع اليات للمصالحه والوحده الوطنيه..
في فلسطين ورغم الاحتلال والصعاب يوجد شعب فلسطيني متكافل ومتضامن الى حد بعيد وفاعل خير وشعب فيه كل الخير والتضامن[يوجد من بيننا من سقط في شباك اغراءات اسرائيل والاسرله,لكنهم ما زالوا قله ضاله وجاهله!].. شعب النخوه والفزعه الذي ما ان أنَّت غزه من الحصار حتى حاول الشعب الفلسطيني في الداخل امدادها بالمعونات ونصرتها وما ان تدخل الضفه الغربيه في ازمه حتى تضامن معها الشعب الفلسطيني وما ان نادى الاقصى وطلب النجده حتى سُيرت القوافل ورابط المرابطون بداخله وحوله للذود عنه من المغتصبين وكل من تسول نفسه بالاعتداء على حرمة الاقصى وفي فلسطين يسافر فلسطينيوا الشمال والمركز والساحل لمناصرة الجنوب والنقب والتضامن معه والعمل نفسه يقوم به الجنوب حين يتطلب الامر في الشمال ويوجد في فلسطين عدد لا يحصى من الجمعيات والمؤسسات الشعبيه التي تعنى بقضايا الشعب الفلسطيني وتهتم بالتواصل بينه وبناء البيوت للعائلات المستوره وتهتم بالايتام وتعمير المساجد وترميم المقابر واحياء المناسبات الوطنيه من النكبه والنكسه ومرورا بيوم الارض الى الشهداء وحتى السجناء... في فلسطين يتضامن الشعب الفلسطيني ويتفاعل مع اي حدث في المخيمات الفلسطينيه في المهجر ويتفاعل الفلسطينيون مع كل الاحداث الوطنيه في المحيط العربي... الذي يُسير المظاهرات والاحتجاجات في فلسطين هو ليس السلطه والفصائل لابل الشعب الفلسطيني بكل قطاعاته ومؤسساته الاهليه والشعبيه ومناطق تواجده في فلسطين.. في فلسطين تدور معركة وجود بطلها الشعب الفلسطيني من اقصى الجنوب في النقب الى اقصى الشمال في الجليل ومن قطاع غزه في الغرب الى الضفه في الشرق.. معركه حقيقيه في كل قريه ومدينه..في القدس..في حيفا..في يافا.. في عكا..في الرمله.. في اللد.. الخ..معركة وجود... في فلسطين يوجد شعب حي ومناضل في ظل غياب قياده وطنيه فلسطينيه توحيديه..في فلسطين يستهدف الاحتلال الاسرائيلي كل المناطق الفلسطينيه ولا يوجد لا خط ازرق ولا ابيض ولا اخضر..كل الشعب الفلسطيني في مرمى سياسة الجرافه الصهيونيه والذي يقاوم هو الشعب في ظل غياب القياده الوطنيه..السلطه في الضفه والقطاع وما يسمى بالاحزاب العربيه في الكنيست الاسرائيلي في الداخل الفلسطيني..كلها مسميات على غير مسمى.. لافائده منها..القاب الوهم والتمويه..لقب الرئيس الفلسطيني ووزراءه في مقاطعه بلا دوله ولقب النائب الذي يختبئ وراءه اعضاء الكنيست العرب حتى يخفوا انتمائهم لبرلمان يضطهد شعبهم ويحتل ارضه... الشعب الفلسطيني هو شعب النخوه والفزعه والهمم العاليه في صعاب الايام والمواقف الوطنيه وما ينقص هذا الشعب قيادة سقف وطن وبرنامج وطني اجماعي يمحو مسميات الخطوط والارقام بين مناطق تواجد هذا الشعب وطنا ومهجرا....
من المؤسف القول ان الشعب الفلسطيني يتعرض الى الغدر من قبل قياداته المزعومه ويتعرض دوره النضالي الى التهميش وطنا ومهجرا رغم انه جبل المحامل المناضل والمقاتل وطنا ومهجرا..القضيه الفلسطينيه ستبقى حيه بهمة الشعب الفلسطيني الذي يتمسك بحق عودته وبحق وجوده في بلاده ودياره وهو في حالة اشتباك يومي مع الاحتلال منذ اكثر من ستة عقود وعلى مدى عدة اجيال وهذا الشعب يزداد عددا واصرارا من عام الى عام ومن جيل الى جيل وهو شعب المهام الصعبه والهمم العاليه وشعب التضحيات والانتفاضات منذ زمن بعيد,,, لكن للاسف هذا الشعب المقدام تقوده قيادات جبانه ومتخاذله او بالاحرى تزعم انها قياده في حين ان الامر واضح وهو غياب القيادات الوطنيه وعدم وجودها في الوقت الراهن وماهو موجود هو قيادات فصائل في الضفه وغزه اقل ما يقال فيها انها عبثيه وعدميه والمطلوب اليوم اكثر من اي زمن اخر هو قياده وطنيه فلسطينيه توحيديه تمثل كل قطاعات الشعب الفلسطيني وطنا ومهجرا..قياده تقود النضال ولا تعيقه كماهو جاري....فل يكون الربيع الفلسطيني ربيع شبابي وشعبي اخر...ربيع وطن في خطر...الشعب يريد اسقاط قيادات العجز ورموز التنسيق مع الاحتلال.. فلسطين اليوم :شعب الفًّزْعه والنخوه بلا قياده وطنيه....المطلوب اليوم بالحاح قياده وطنيه تمثل الشعب الفلسطيني..كفى: الوطن الفلسطيني ليس في خطر فحسب لابل هو في عين عاصفة سياسة الجرافه والاحتلال والاحلال الاسرائيلي...الشعب يناضل وسيناضل..القياده هي المتخاذله والخائنه..فرز واضح!!