أحدث الأخبار
السبت 23 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
أقدم أيا عباسُ، إياك أن تترددا!!

بقلم : د. فايز أبو شمالة ... 25.09.2011

أقدم أيا عباس، إياك أن تترددا، وتقدم إلى مجلس الأمن بطلب العضوية لدولة فلسطين، تقدم حتى ولو ضاع ما تبقى من فلسطين، وتبعثر حلم عودة اللاجئين، تقدم يا عباس، حتى ولو عارضت خطواتك حركتا الجهاد وحماس، وكل حريص على القضية الفلسطينية، وكل متشكك بقدرة المفاوضات على انتزاع شبر من فلسطين، تقدم يا عباس، طالما قد سحبت سيفك من غمده، فليس له بعد أن يغمدا، اطعن بسيفك يا عباس، حتى ولو حاربت طواحين الهواء، إياك أن تترددا، ألم تسمع ما قاله الصعلوك "عروة بن الورد" لقاتله؟
قال الراوي: بعد أن غزا "عروة بن الورد" أحدى القبائل، وسبا ابنه شيخ القبيلة، أدعى أحد أفراد هذه القبيلة أنه قد انشق عنها، وخرج عن طاعتها، وكان يهدف من ذلك الالتحاق بالصعاليك، والتقرب من "عروة بن الورد" كي ينتقم منه. ولقد نجح الرجل فعلاً في تمرير حيلته، وصار صعلوكاً، وسنحت له الفرصة كي يتدرب على فن الطعن والنزال وعلى أساليب القتال على يدي "عروة بن الورد"، حتى صار فارساً لا يشق له غبار، وحتى صار حارساً شخصياً لعروة، تتصارع في داخله رغبتان، رغبة الانتقام من عروة، ورغبة الوفاء لعروة الذي دربه، ووثق فيه. ولكن في ذات ليلية، وبينما كان عروة نائماً، حسم الرجل أمره، واستل خنجره، ورفع يده ليطعن عروة، ولكن يده ارتجفت، وتوقف عن الطعن، وحاول أن يعيد خنجره إلى جرابه، لولا أن سمع صوت عروة بن الورد، الذي صرخ عليه قائلاً: اطعن، إياك أن تتردد، اطعن، فلم أدرب رجلاً على حمل السلاح كي يتردد، اطعن، حتى ولو كان المطعون عروة بن الورد نفسه، اطعن! فسمع الرجل الكلام، وطعن عروة حتى الموت.
اطعن يا سيد عباس، حتى ولو كان المطعون قضية فلسطين التي يحاصرها الأعداء.
وهنا سأنقل إليك يا سيد عباس، ما قاله الدكتور نبيل شعث، لقد قال: "سنعطي مجلس الأمن بعض الوقت لدراسة طلبنا العضوية الكاملة أولا قبل أن نتوجه إلى الجمعية العامة، هذا الكلام لم يرق للسيد ياسر عبد ربه أمين سر اللجنة التنفيذية، الذي غضب، وثار، وقال: إنه لا يوجد اتفاق على أي مهلة تمنح لمجلس الأمن بخصوص الطلب الفلسطيني الذي سيقدم إليه عدا المهلة القانونية التي تتطلبها عملية دراسة هذا الطلب.
ما الذي يجري في ساحة فلسطين؟ أليس هذا هو ياسر عبد ربه نفسه الذي وقع على مبادرة جنيف مع اليهودي "يوسي بيلن"؟ أليس هو من تخلى عن حق عودة اللاجئين جهاراً نهاراً؟ فما الذي يجرى؟ وما هذا التشدد الذي يثير الريبة؟ وهل يفهم من كلام ياسر عبد ربه أنه تخلى عن مبادرة جنيف؟ أم أن التوجه إلى الأمم المتحدة مكمل لما جاء في مبادرة جنيف، بعد أن استنبط ياسر عبد ربه طريقة جديدة للالتفاف على حقق عودة اللاجئين؛ طريقة تمكنه من التخلي عن حق العودة وتخرجه بطلاً، طريقة يتحدى فيها إسرائيل في الأمم المتحدة، وفي الوقت نفسه ينسق معها آلية دفن البندقية الفلسطينية؟ طريقة يتحدى فيها أمريكا في الأمم المتحدة، وفي الوقت نفسه يرتب لها الأوراق الأمنية في الضفة الغربية؟ وهل ينطبق المثل العربي على الحالة الفلسطينية؟ أتدرون ماذا قال المثل العربي قبل مئات السنين؟
المثل العربي يقول: إذا رأيت الجبان يُقدمْ، عليك أن تُحجمْ، لأن في الأمر حيلة!